محتويات
مدينة نابلس
تقع نابلس في الضفة الغربية في فلسطين، تحديدًا في واد مغلق وخصب لواحة طبيعية تسقيها العديد من الينابيع، ازدهرت المدينة بسبب موقعها الاستراتيجي ووفرة الينابيع المجاورة لها، استولى الصليبيون على المدينة من عام 1099 حتى عام 1187 وأطلقوا عليها اسم نابولي، وكانت لفترة وجيزة العاصمة الصليبية، ولا يتطابق موقع مدينة نابلس مع موقع مدينة شكيم الكنعانية القديمة على الرغم من أن الاثنتين مرتبطتان ببعضهما البعض، إذ إن شكيم هي مدينة مهمة في فلسطين القديمة، تتميز بموقعها بين جبل جرزيم وجبل عيبال أو إيبال في ممر من الشرق إلى الغرب، وارتبطت المدينتين ببعضها ارتباطًا وثيقًا، وقد أطلق على نابلس شكيم بالعبرية حتى الوقت الحاضر، وتقع أطلال المدينة الكنعانية في تلّ البلح شرق مدينة نابلس الحالية.[١]
اعتمد اقتصاد نابلس الذي كان آنذاك مركز أكبر منطقة اقتصادية في الضفة الغربية على الخدمات الإدارية والزراعة، بالإضافة إلى صناعتها التقليدية للصابون، ففي 7 حزيران عام 1967 أُجريت إحصائيات للتعداد السكاني في مدينة نابلس وبلغ عددهم حوالي 44.000 نسمة، مقابل 23.300 في عام 1943، وجميعهم من المسلمين باستثناء 370 مسيحيًا وحوالي 250 من السامريين، ومع ذلك عندما أُضيف إليهم سكان القرى ومخيمات اللاجئين المجاورة للبلدة بلغ العدد الإجمالي حوالي 70.000 نسمة، مما جعل نابلس أكبر مركز حضري للسامرة، وبحلول أوائل القرن الحادي والعشرين بلغ عدد سكان المدينة حوالي 100.000 نسمة، أما بالنسبة لمراحل تطورها فقد كانت في القديم عاصمة السامرة، ثم احتلها الإمبراطور الروماني فيسباسيان الذي أعاد بناءها من جديد حتى تعرضت لأضرار بالغة في الحروب الصليبية، ثم أصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، ولكن بعد هزيمة وتفكيك الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، أصبحت جزءًا من أراضي الانتداب البريطاني لفلسطين، الأمر الذي جعل منها جزءًا من الضفة الغربية التي تحتلها الأردن بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، ثم جزءًا من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في حزيران عام 1967، ولكن بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المدينة في كانون الأول عام 1995، أصبحت نابلس تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ولكن ما لبث أن أُعيد احتلالها من قبل القوات الإسرائيلية في بداية انتفاضة الأقصى تحديدًا أواخر عام 2000، وكانت نابلس مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا رئيسيًا للفلسطينيين، إذ تنبع العديد من العائلات الرائدة والعريقة في التاريخ الفلسطيني من نابلس، فضلًا عن أنها لطالما كانت مدينة صناعية مهمة، خاصة بالنسبة للمنسوجات والمنتجات الغذائية وصابون زيت الزيتون، وقد لعبت دورًا مهمًا في التاريخ السياسي الفلسطيني أيضًا، وأخرجت المدينة العديد من الكُتّاب والشعراء والأكاديميين المشهورين.[٢]
لماذا سُميت نابلس بهذا الاسم؟
يقال أن أصل تسمية نابلس بهذا الاسم يعود إلى الكنعانيين الذين أسسوا المدينة في أواسط الألفية الثالثة قبل الميلاد، إذ أسموها آنذاك "شكيم" والتي تعني المكان المرتفع، بعد ذلك تأسست نابلس أو فلافيا نيابوليس التي تعني "المدينة الجديدة" في عهد فيسباسيان في عام 72 ميلادي، ومن هنا يمكن اشتقاق اسم نابلس بوضوح من الاسم اليوناني نيابوليس،[٣] هذا وسُميت مدينة نابلس باسم المدينة الرومانية القديمة السابقة الذكر فلافيا نيابوليس، وقد عُرفت من خلال مدينة شكيم الكنعانية المجاورة لها، إذ يعود تاريخ شكيم كمدينة كنعانية إلى 4000 سنة، وفي عام 636 عندما أصبحت نابلس تحت حكم الخلافة العربية الإسلامية تحديدًا بيد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عُرّب اسمها اللاتيني إلى نابلس، والجدير بالذكر أنه بعد أن كانت تحت الحكم الصليبي لمعظم القرن الثاني عشر، استولت قوات صلاح الدين الأيوبي على السلطة الإسلامية وأعادت تأسيسها.[٤]
معلومات عن مدينة نابلس
سنُعرّفك تاليًا على بعض المعلومات العامة عن مدينة نابلس، والتي قد لا تكون على علم مسبق بها، أبرزها:
- بالنسبة للمناخ في نابلس يكون الصيف فيها طويلًا ودافئًا وجافًا، وفي الشتاء باردًا على الأغلب على مدار العام، وتتراوح درجات الحرارة عادةً من 42 درجة فهرنهايت إلى 85 درجة فهرنهايت، وأفضل وقت في السنة لزيارة نابلس هو في أواخر حزيران إلى منتصف أيلول، يستمر الموسم الحار لمدة 4 أشهر تقريبًا، أي من 29 أيار إلى 9 تشرين الأول، بينما يستمر الموسم البارد ما يُقارب الـ 3 أشهر، أي من 7 كانون الأول إلى 12 آذار.[٥]
- يبلغ عدد سكان مدينة نابلس حوالي 130.326 نسمة حسب إحصاءات عام 2020.[٦]
- تُعد جامعة النجاح الوطنية أكبر جامعة في فلسطين، وواحدة من أكبر الجامعات غير الحكومية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن الجدير بالذكر أن الجامعة تقع في مدينة نابلس في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، وتضم حوالي 20.000 طالب و300 أستاذ في 10 كليات، بالإضافة إلى كلية هشام حجاوي للتكنولوجيا وكلية الشرف وكلية النجاح الوطنية المجتمعية.[٧]
- تُعد الكنافة النابلسية من أكثر الأطباق المعروفة والمحبوبة في نابلس أو حتى فلسطين جمعاء، فهي مصنوعة من الجبن النابلسي غير المملح المحشو بين طبقتين من المعجنات المقرمشة المطبوخة في الزبدة والمغطاة بشراب السكر، وبالإضافة للكنافة تشتهر نابلس بإنتاج مجموعة واسعة من الحلويات الأخرى؛ مثل البقلاوة بالمكسرات والقَطر، وأصابع زينب المقلية، وللمزيد من الحلويات ابحث عن مخبز تقليدي وتناول مجموعة من المخبوزات والأطعمة السكرية المعروضة التي لا يمكن تفويتها.[٨]
- بيت الكرامة، هو عبارة عن مؤسسة اجتماعية نسائية تأسست من قبل نساء محليات بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، الهدف منها هو خلق فرص عمل وتزويد النساء بالمهارات اللازمة للتغلب على الخسارة التي تسببتها الانتفاضة والتي أثرّت على نابلس بشدة، إذ يُعد بيت الكرامة أول Slow Food أو كما يُسمى "الحركة البطيئة" في نابلس، ويضم مدرسة للطهي حيث يمكن للسياح تعلُّم طرق المطبخ الفلسطيني التقليدي.[٨]
- تشتهر نابلس أيضًا بالصابون النابلسي الذي ينتج فقط في نابلس في الضفة الغربية وفلسطين عامةً، مكوناته الرئيسية هي زيت الزيتون البكر والماء ومركب الصوديوم القلوي، المنتج النهائي له بلون العاج وليس له رائحة على الأغلب.[٩]
- بالإضافة لصناعة الصابون تشتهر نابلس بصناعة زيت الزيتون النباتي، إذ في عام 1957 بدأت المصانع بإنتاج زيت الزيتون وزيت بذور القطن المستورد، وقد اختيرت نابلس لهذا الغرض بسبب موقعها المُناسب، بالإضافة إلى ذلك تُعد الطحينة واحدة من الصناعات التراثية التقليدية وبين الصناعات التراثية المنتجة من السمسم والمُستخدمة في أنواع مختلفة من المواد الغذائية مثل الحمص، وتُصدّر نابلس الطحينة إلى إسرائيل والأردن بدخل يُقدّر بـ 97،948 دينار في عام 2001، التي أنتجها حوالي 19 مصنعاً خاص بالطحينة.[٣]
- تتميز نابلس بسحق الأحجار، إذ توسعت المدينة في مصانع تكسير الرخام والحجر، فأصبحت تضم حوالي 69 كسارة حجارة تُصدّر مباشرةً إلى الأردن لاستخدامها في البناء والتشييد، فضلًا عن صناعة الآثاث، إذ قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، شهدت مدينة نابلس ازدهارًا اقتصاديًا في هذا القطاع، حيث كانت تُعد عاصمة صناعة الآثاث في فلسطين، وتضم المدينة عددًا كبيرًا من ورش تنجيد الآثاث، معارض الآثاث، وورش نجارة يصل عددها إلى 450 ورشة.[٣]
قد يُهِمُّكَ
تُعد نابلس التاريخية أقل زيارة من المدن الجنوبية مثل بيت لحم والخليل، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يرغبون باستكشاف الضفة الغربية بصورة أكثر شمولًا، فإن هذه المدينة بها العديد من مناطق الجذب السياحي، إذ تنتشر المواقع الدينية الهامة في جميع أنحاء المدينة، لذا سنعرض عليك تاليًا أهم هذه الأماكن والتي لا بُد لك من زيارتها ذات يوم:[١٠]
- المدينة القديمة Old City: منطقة المدينة القديمة في نابلس هي متعة للاستكشاف، في تناقض مُدهش ما بين المباني العالية في المناطق الحديثة ومتاهة الممرات المتعرجة والأزقة العتيقة في المناطق القديمة، وتُعد وسط المدينة المكان الأشهر، إذ يمكنك تذوق العديد من الحلويات مثل الكنافة المشهورة في نابلس، وزيارة مسجد النصر، والمسجد الكبير، الذي بُني في عام 1168.
- سبسطية Sebastiya: تُسمى أيضًا بالسامرة القديمة، تقع فوق القرية العربية التي تحمل الاسم نفسه، أسسها الملك عمري وابنه أخآب، استُخدمت المدينة كقاعدة عسكرية من قبل الآشوريين والبابليين والفرس في نهاية القرن الرابع، بعد ذلك احتلها المقدونيون وهلنستي، إذ أعاد هيرودس بناء المدينة، وأعاد تسميتها إلى سيباستي.
- جبل جرزيم Mount Gerizim: يعد جبل جرزيم موطنًا لـ 250 من السامريين، هذه الأقلية الدينية الصغيرة التي نشأت من اليهود، على الرغم من أن الدين السامري مرتبط باليهودية، إلا أنه يختلف بعض الشيء، في منطقة كريات لوزا، ويمكنك زيارة المتحف السامري ثم التنزه إلى موقع المعبد السامري الذي دُمّر عام 128 قبل الميلاد.
- بالاديو "بيت فلسطين" The Palladio: يقع هذه البيت المُدهش على جبل جرزيم، وهو نسخة طبق الأصل من فيلا كابرا أندريا بالاديو في فيتشنزا، وهو عمل رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري الذي وقع في حب العمارة البالاديانية في رحلة إلى إيطاليا وشرع في إعادة إنشائها في وطنه، وهو إنه ليس مُتاحًا للزوار، ولكن إذا كنت في المنطقة فلا ضير من مشاهدته من بعد والاستمتاع بهذه القطعة الغريبة من الهندسة المعمارية من القرن السادس عشر التي تقع وسط التلال الفلسطينية.
- المواقع الدينية في مخيم بلاطة Balata Religious Sites: توجد العديد من المواقع التاريخية المهمة بجوار مخيم بلاطة للاجئين، منها الكنيسة الصليبية التي بُنيت في حوالي 380 ميلادي، والجدير بالذكر أنها دُمرت في القرون اللاحقة وأُعيد بناؤها عدة مرات، ففي عام 1885 استُحوذ على الموقع من قبل الروم الأرثوذكس الذين بنوا كنيسة القديسة فوتينا السامرية الحالية فوق البئر، على بُعد بضع مئات من الأمتار شمالًا يقع قبر يوسف الذي يتميز بالقبة البيضاء.
المراجع
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica (23-3-2020), "Nāblus"، britannica, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "NABLUS", encyclopedia,13-5-2020، Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Nablus", reseau-euromed, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "About Nablus", bouldernablus, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ " Average Weather in Nablus", weatherspark, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "Population of Cities in Palestine (2020)", worldpopulationreview, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "An-Najah National University", topuniversities, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Florence Sinclair (27-10-2017), "7 Reasons Nablus is the Food Capital of the West Bank"، theculturetrip, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "Olive Oil Nablus Soap", amazon, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ Jess Lee, "8 Top-Rated Tourist Attractions in Nablus"، planetware, Retrieved 12-6-2020. Edited.