من هو طاليس العرب؟

من هو طاليس العرب؟
من هو طاليس العرب؟

من هو طاليس العرب؟

طاليس العرب هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، المُلقب بالحكيم، وُلِدَ عام 865 ميلادي وتوفي عام 925 للميلاد، أُطلق عليه لقب كبير أطباء المسلمين ويعدّ العبقري الألمع في العصور الوسطى، له مؤلفات في الفلسفة، والمنطق، وعلم الفلك، والرياضيات، والفيزياء، والطب، والموسيقى.[١]

وُلدَ الطبيب الفارسي، الرازي، في مدينة الري؛ وهي مدينة قريبة من طهران التي نعرفها اليوم والتي تقع شمال شرق إيران، وقد كرّس الرازي سنواته الأولى لدراسة الموسيقى والفلسفة فكان عازفًا ومغنيًا ولكن بعد ذلك تخلى عن الفلسفة والموسيقى وكرّس حياته للسعي العلمي وخدمة الطب، فله الكثير من المؤلفات الشهيرة في الطب والتي أثرت على مجال الطب في دول الغرب، وبلا شك أنك سمعت عن الرازي لأه يعدّ واحدًا من أشهر الأطباء والفلاسفة في العالم الإسلامي، وللرازي الكثير من الإنجازات في المجال الطبي وعدد كبير من المؤلفات الشهيرة.[٢]


نبذة عن حياة أبي بكر الرازي

نشأ أبو بكر الرازي في بلاد فارس وكان لديه الكثير من الاهتمامات منذ طفولته، وقد شملت اهتماماته؛ الرياضيات والموسيقى والفلسفة والكيمياء والأخلاق والطب على وجه الخصوص، وكان الرازي يُتقن العزف على آلة العود منذ سن مبكرة وأظهر اهتمامًا كبيرًا بالفنون العلاجية، وفي إحدى مراحل حياته سافر إلى مدينة بغداد، وذهب إلى مركز الدراسات الإسلامية والطب وخلال تواجده في بغداد ألّف كتابه المشهور كتاب المنصوري الذي أهداه للحاكم الذي دعم جهوده العلمية آنذاك.[١]

ويُقال أن الرازي تعلّم الكثير عن الفن العلاجي في مستشفيات بغداد؛ لأنها كانت مجهزة جيدًا بالمعدّات والخبرات اللازمة، واستفاد الرازي من المكتبات الغنية في بغداد ومن معاهد البحث العلمي الوفيرة هناك، وبعد أن عاد إلى مسقط رأسه، مدينة الري في بلاد فارس، عُيِّن مديرًا لمستشفى البلدية ولكن سرعان ما استدعي مجددًا إلى بغداد وعُرِضَ عليه هناك شغل منصب كبير الأطباء ومدير مستشفى كبير في العاصمة العراقية.[٢]

وفي الثلاثين من عمره، توقف عن العمل في الكيمياء بسبب تهيج العين الذي أصابه بسبب المركبات الكيميائية، ومع ذلك كان له اكتشافات في مجال الكيمياء أبرزها؛ اكتشاف حامض الكبريتيك والإيثانول، وقد تعلّم الرازي الطب من أستاذه علي بن سهل ربان الطبري، ولكن سرعان ما تجاوز الرازي معلّمه وأصبح من أكثر الأطباء شهرةً في عصره، وفي نهاية حياته كان لديه عدّة حلقات مع الطلاب الذين يريدون الاستزادة من علمه وعندما كان يأتي مريض طلبًا للعلاج كان الجواب الشافي والنهائي عند أبي بكر الرازي، فقد كان الرازي كريمًا ومعطاءً لمرضاه، وفي نهاية حياته أُصيب بإعتام عدسة العين في كلتا عينيه، وأُصيب بالعمى وتوفي في مسقط رأسه الري عن عمر يناهز الستين عامًا.[٣]


ما هي إنجازات أبي بكر الرازي؟

قضى أبو بكر الرازي معظم حياته في السفر من بلد لآخر لعلاج الحُكماء والنُبلاء والفقراء، فكان يعالج الفقراء دون مقابل، وقد اتخذ الرازي النظام الغذائي علاجًا أساسيًا في علاج المرضى، وشدد على أهمية علاقة الطبيب بالمريض وأهمية الابتسامة في وجه المريض وتشجعيه، وذلك لأنه كان يؤمن أن الحالة الذهنية والنفسية لها دور كبير في العلاج، وتعدّ مؤلفات الرازي من أبرز إنجازاته ودليلًا على نجاحه خاصة بعد أن تُرجمَت إلى لغات عدّة، فقد ألف الرازي حوالي 230 كتابًا في مواضيع مختلفة، في الطب والجراحة والرياضيات والشطرنج والموسيقى، ووصلت هذه المؤلفات إلى دول الغرب في العصور الوسطى واستفاد من علمه الأطباء هناك.[٢]

ومن أبرز إنجازات الرازي كتاب الحاوي، وكتابه عن الجدري والحصبة ولكن بالإضافة لهذين المؤلفين له إنجازات كثيرة في مجال الطب دوّنها في مجموعة كبيرة من المؤلفات كان منها عن علاجات المغص، وحصى الكلى والمثانة، وعلاج الأمراض في ساعة واحدة؛ كالصداع وآلام الأسنان والبواسير والدوسنتاريا عند الأطفال، وله إنجازات كثيرة في علاج أمراض الأطفال، ومرض السكري، وأمراض المفاصل وألف عن كلّ منها كتابًا خاصًا.[٤]


قد يُهِمُّكَ

أعمال الرازي الطبية كثيرة جدًا وبعضها لم يصل إلينا، ولكن ما وصل من أعماله كان له تأثيرًا كبيرًا على الأجيال القادمة، وإليك أبرز مؤلفات الرازي وأكثرها شهرةً:[٣]

  • كتاب الحاوي: يعدّ كتاب الحاوي أشهر كتب الرازي، وهو تجميع عن قراءاته للطب اليوناني والروماني بالإضافة لملاحظاته السريرية ودراسات الحالة الخاصة به، ويتضمن هذا الكتاب طرق العلاج الخاصة بالرازي التي توصّل إليها خلال سنواته الطويلة في مجال الطب، ويُعتقد أن هذا الكتاب جمعه طلابه بعد وفاته، وترجمه إلى اللاتينية فرج بن سالم عام 1279، ويعدّ كتاب الحاوي أهم كتاب طبي في العصور الوسطى.
  • كتاب المنصوري في الطب: هذا الكتاب في الطب أيضًا، وهو كُتيّب مُختصر عن العلوم الطبية كتبه الرازي لحاكم الري أبو صالح المنصور بن إسحاق الذي حكم الري في عام 903 للميلاد.
  • كتاب مَن لا يحضره الطبيب: خصص الرازي هذا الكتاب للفقراء والمسافرين والمواطنين العاديين الذين يصعب عليهم استشارة طبيب، كتب الرازي في هذا الكتاب علاجات أمراض عديدة يمكن للمرضى أن يرجعوا إليه لمعرفة طرق الشفاء في حال لم يتمكنوا من استشارة طبيب.
  • كتاب بير الساعة: هذا الكتاب الصغير أشبه بمقال للرازي، كتب فيه عن الأمراض التي يدّعي أنه يمكن علاجها في غضون ساعة واحدة، وهذه الأمراض هي الصداع، والخَدَر أي فقدان الإحساس بالأطراف، وآلام العضلات وما إلى ذلك.
  • كتاب المُرشد، الدليل: هو مقدمة قصيرة للمبادئ الطبية الأساسية، وكان المقصود من هذا الكتاب أن تكون محاضرة لطلاب الرازي.
  • الشكوك على جالينوس: كتب الرازي كتاب الشكوك على جالينوس انتقد فيه بعض نظرياته ولا سيما نظرية الأخلاط الأربعة المنفصلة وهي المواد السائلة في جسم الإنسان؛ الدم، والبلغم، والسوائل الصفراء، والسوائل الصفراء الداكنة، وقال الرازي في كتابه هذا أن توازن هذه السوائل هو مفتاح الصحة الجيدة، وذكر أن أوصاف جالينوس لها لا تتوافق مع ملاحظاته السريرية.
  • كتاب الجدري والحصبة: يأتي هذا الكتاب في المرتبة الثانية من حيث الشهرة بعد كتاب الحاوي، وقد أثر هذا الكتاب في مجال الطب في أوروبا فكان كتابه أول دراسة عن هذا الموضوع، وقد تُرجم هذا الكتاب مرتين إلى اللاتينية في القرن الثامن عشر حينما كانت أوروبا تصبّ اهتمامها على التلقيح ضد مرض الجدري في عام 1720.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Abu Bakr Muhammad Ibn Zakariya Al-Razi", encyclopedia, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  2. ^ أ ب ت "al-Razi Facts", biography.yourdictionary, Retrieved 2020-10-09. Edited.
  3. ^ أ ب Samir S. Amr, Abdulghani Tbakhi (2007-07-31), "Abu Bakr Muhammad Ibn Zakariya Al Razi Rhaze, Philosopher, Physician and Alchemist", Ann Saudi Med, Page 305-307. Edited.
  4. ^ أ ب "Al-Razi, the Clinician", nlm.nih, Retrieved 2020-10-09. Edited.

فيديو ذو صلة :