أقدم دولة خليجية
الحضارة العربية حضارة عريقة في التاريخ، وبين كل الدول العربية تعد دولة اليمن هي الأقدم خليجيًا وعربيًا؛ وذلك بسبب قيام مملكة مَعين على أراضيها منذ 1200 عام قبل الميلاد، وأيضًا مملكة سبأ حوالي عام 750 قبل الميلاد، وقد تمحورت اليمن القديمة بصورة رئيسية حول العمل في ميناء عدن والتجارة المربحة من خلاله، وفي القرن الأول الميلادي غزيت اليمن من قبل الرومان، ومن بعدهم الفرس والأثيوبيون، وفي عام 628 ميلادي تحولت الدولة للإسلام، وفي القرن العاشر الميلادي خضعت لسيطرة الطائفة الزيدية، وفي عام 1538 ميلادي احتل العثمانيون اليمن وأصبحت تحت سلطتهم بالاسم فقط مع احتفاظها باستقلاليتها، وفي عام 1839 ميلادي استعمرت بريطانيا ميناء عدن الجنوبي الاستراتيجي الموقع، وفي ستينات القرن الماضي قاتلت جبهة التحرير اليمنية ضد البريطانيين، مما أدى لاستقلال اليمن الفعلي وتأسيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967 ميلادي، وفي عام 1979 ميلادي بسبب النفوذ السوفيتي القوي على اليمن أصبحت البلاد الدولة الماركسية الوحيدة في جزيرة العرب، بينما الجزء الشمالي من اليمن كان يحكمه الأئمة حتى حدث انقلاب عسكري دعمته مصر في عام 1962 ميلادي، وقد أعلن المجلس العسكري الجمهورية العربية اليمنية بعد حرب أهلية انتهت أخيرًا في منتصف عام 1969 ميلادي، أما الجمهورية اليمنية الموحدة فقد تأسست في 22 مايو 1990 ميلادي.[١]
وتحظى اليمن اليوم بموقع متميز فريد، فهي واقعة في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية أو ما يُسمى الخليج العربي بمساحة كلية تقارب 527،970 كم مربع، وتشترك في الحدود مع المملكة العربية السعودية شمالًا، ومع عُمان شرقًا، أما من الجنوب يمتد خليج عدن على سواحلها، وغربها يتكون من سواحل البحر الأحمر، ويبلغ طول الحدود البرية الإجمالية 1,746 كيلومتر، ومجموع طول ساحل يبلغ 19,06 كم، وأعلى نقطة معروفة في اليمن هي قمة جبل حضور بارتفاع 3,760 مترًا فوق ساحل البحر الأحمر، وتتميز اليمن بمناخ حار ورطب يميل إلى الاعتدال معظم أوقات السنة، إذ تتحد الرطوبة مع درجات الحرارة المرتفعة لتنتج مناخ شديد الحرارة، وتهب الرياح على الشمال الغربي في الصيف وعلى الجنوب الغربي في الشتاء جالبة القليل من الأمطار، ولكنها تسبب عواصف رملية شديدة، وخلال شهري يناير وفبراير في فصل الشتاء تظهر بعض البرودة في المرتفعات الجبلية، ويكون معدل هطول الأمطار قرابة 41 سم، أما المناطق الصحراوية فيكون فيها المناخ حارًا وجافًا، وبلغ عدد سكان اليمن ما يقارب 29,395,851 نسمة في السابع من نوفمبر 2019 ميلادي، وتكمن مشاكل هؤلاء السكان في المساكن بأنها غالبًا ما تكون غير مناسبة، وحوالي ربع الوحدات السكنية في المناطق الحضرية هي أكواخ أو خيام أو هياكل مؤقتة، وفي المنطقة الساحلية الحارة معظم المساكن باستثناء منازل الطبقات الحاكمة فهي أكواخ من القش، وفي المرتفعات يعيش الفقراء في أكواخ حجرية أو قرميد، ويعيش اليمنيون الأكثر ثراءً في منازل كبيرة مبنية بأسلوب فريد من نوعه في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وفي ديسمبر من عام 2004 ميلادي تسبب زلزال مركزه المحيط الهندي بحدوث كارثة تسونامي، وقد أثرت على اليمن والعديد من البلدان المجاورة، ولم يكن هناك سوى قتيلان مؤكدان في اليمن، لكن الأضرار التي لحقت بقرى الصيد الساحلية والأعمال التجارية كانت شديدة.[٢][٣]
صنعاء
تقع صنعاء عاصمة اليمن غرب الدولة على سفح جبل نقم الغربي بارتفاع 2,200 متر فوق سطح البحر، وكانت صنعاء لقرون عديدة المركز الاقتصادي والسياسي والديني الرئيسي في المرتفعات اليمنية، واسم المدينة يعني (مكان محصن)، وتعد صنعاء العاصمة اليمنية من أقدم المدن المأهولة باستمرار، هذا بالرغم أن التاريخ المحدد لإنشائها غير معروف، ووفقًا للأسطورة أسس المدينة سام أحد أبناء النبي نوح الثلاثة، وأصبح لها تاريخ عريق منذ القرن الثاني والأول قبل الميلاد، وقد كانت صنعاء المركز العربي للمسيحيين واليهود قبل تحويلها إلى الإسلام، وتاريخ المدينة الإسلامي هو تاريخ من التنافس المتقطع بين أئمة الزيديين والسلالات المتنافسة، وفي القرن السادس عشر الميلادي أصبحت تحت السيادة العثمانية، وفي عام 1872 ميلادي سيطر الأئمة عليها ووقعت حرب عنيفة بين الأئمة والعثمانيين في عام 1911 ميلادي، وانتهت بمعاهدة سلام تعطي الأئمة حكم ذاتي في صنعاء واليمن، وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت صنعاء العاصمة الرسمية لليمن، وفي عام 1962 انطلقت الثورة اليمنية منها وأطاحت الثورة بإمامة الزيديين وفتحت صنعاء للتغيير السياسي والثقافي، وفي عام 1990 ميلادي أصبحت عاصمة البلد الموحد عندما اندمج شمال اليمن مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن)، وهي حاليًا العاصمة السياسية والتاريخية لجمهورية اليمن، إذ إنّها تحتوي على أغلب السفارات والحكومات والهيئات الرسمية، وتتميز بالنشاط الاقتصادي المميز، وطابع تاريخي ومعماري رائع.[٤]
المعاناة اليمنية
اليمن الآن تعاني من أوضاع سيئة جدًا، فهي منذ فترة طويلة تعد أفقر دول الشرق الأوسط، وعلى مدى سنوات عانى الناس من اقتصاد سيء وحكومة غير فعالة، وكان مُعدل مشاركة القوى العاملة منخفضًا، بينما ارتفع معدل البطالة خاصةً بين الشباب، وكان هذا السبب الرئيسي وراء الثورة في عام 2011 ميلادي، وللحظة كان الشعب اليمني يحمل بعض الأمل في التحسن الاقتصادي، ولم يتوقع تلك الحرب الهوجاء، وفي بداية الثورة أُطيح بالرئيس علي عبد الله صالح، لكن من بعده سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء مما ألقى البلاد في اضطراب سياسي عميق، إذ اندلعت الحرب الأهلية في اليمن وشاركت فيها دول أخرى، وما زالت الحرب مستمرة حتى يومنا هذا، وحصيلة الحرب لغاية الآن أكثر من 13,000 ضحية مدنية، وأكثر من 900,000 مصاب بالكوليرا بسبب تلوث المياه، وملايين النازحين من ديارهم وملايين آخرين دون أدوية أو طعام أو مياه نظيفة، وبالإضافة إلى الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين، يمكن أيضًا قياس آثار الحرب بعدد المباني المهدمة والمنشآت التالفة، وتشير الدلائل إلى أن المتحاربين يشنون متعمدين هجمات على بنية تحتية يمنية مهمة، وأصبح استهداف الصناعات الغذائية في اليمن أمرًا طبيعيًا، وكذلك استهداف المنشآت الطبية اليمنية، وتسببت الحرب بشح الأدوية، وشح مصادر الغذاء والماء، وإضعاف المزارع والمصانع والمستشفيات، وتفشي مرض الكوليرا، وقد توفي أكثر من 2000 شخص بهذا المرض.[٥]
الدول الخليجية
تُعدّ الدّول الخليجيّة مجموعة من الدول العربية المتاخمة للخليج العربي، وهي عبارة عن سبعة بلدان تشكل هذه المنطقة الجغرافية، والخليج العربي هو اتحاد حكومي دولي إقليمي، وتقع إيران غير العربية على طول الخليج العربي لكنها دولة غير مدرجة ضمن هذا الاتحاد، وتشترك العديد من هذه البلدان في ثقافات وقيم متشابهة للغاية، مثل: أنشطة المسرح، والإذاعة، وأنماط الموسيقى، ونمط الحياة البحرية، كما أن لدى دول الخليج اقتصادات مماثلة يكسبونها من عائدات كبيرة من النفط، ولكن توجد بعض الاختلافات بالهياكل السياسية لهذه الدول، فبعضها تمتلك حكومة ملكية دستورية، وبعضها ملكية وراثية مثل المملكة العربية السعودية، وبعضها مجلس استشاري منتخب مثل سلطنة عُمان، وفيما يلي سنذكر الدول العربية المشكلة للاتحاد الخليجي:[٦]
- المملكة العربية السعودية.
- سلطنة عمان.
- مملكة البحرين.
- دولة قطر.
- الإمارات العربية المتحدة.
- دولة الكويت.
- دولة العراق، إذ تعد دولة العراق الأكثر اكتظاظًا بالسكان، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 36 مليون شخص، بينما البحرين هي أقل الدول اكتظاظًا بالسكان، ويبلغ عدد سكانها 1,78 مليون نسمة.
المراجع
- ↑ "Yemen", infoplease, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ " Yemen Population (LIVE)", worldometers, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "Yemen", encyclopedia,5-11-2019، Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ " Sanaa ", britannica,21-2-2019، Retrieved 7-11-2019.
- ↑ Qusay Omran (7-11-2017), "A People in Suffering: A Look at the Humanitarian Crisis in Yemen"، yris, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "Gulf Countries 2019", worldpopulationreview, Retrieved 7-11-2019. Edited.