ألم الرأس من قلة النوم

ألم الرأس من قلة النوم
ألم الرأس من قلة النوم

قلة النوم

تشير الأدلة العلمية إلى ضرورة الحصول على 7-9 ساعات يوميًا من النوم من أجل تمكين الجسم من أداء وظائفه الطبيعية، لكن وفي نفس الوقت، فإن الأدلة باتت تشير إلى أن 60% من النساء -مثلًا- لا يحصلن على ما يكفي حاجة أجسماهن من النوم بوتيرة منتظمة، ومن المعروف أن الحرمان من النوم يؤدي إلى الشعور بالإعياء، والصداع، وحدة الطباع، وقد تتفاقم الأمور سوءًا إلى درجة التسبب بحدوث زيادة في الوزن، وفقدان للذاكرة، وبعض الأمراض الخطيرة؛ كأمراض القلب، ومرض السكري، والجلطة الدماغية، وكثيرًا ما ينشأ الحرمان من النوم عن الإصابة أصلًا بالأرق أو بأحد الأمراض والاضطرابات الأخرى، ومن المثير للاهتمام أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى آثار الامتناع الطويل عن النوم عند البشر بسبب المعضلة الأخلاقية عن إجراء دراسات حول هذا الموضوع عند البشر، لكن الكثير من الدراسات عند الفئران توصلت إلى حصول انخفاض في الوظائف المناعية والموت نتيجة للإصابة بالعدوى بسبب الامتناع نهائيًا عن النوم[١].


آلام الرأس الناجمة عن قلة النوم

توصل باحثون من جامعة ولاية ميسوري الأمريكية إلى وجود علاقة بين قلة النوم وبين الإصابة بأنواع مؤلمة للغاية من الصداع، وقد تحرى الباحثون مرحلة النوم التي تُعرف ب" نوم حركة العين السريعة" أو النوم الريمي، الذي يحدث خلال فترات 90-120 دقيقة أثناء الليل ويتميز بحدوث تسارع في حركة العين، بالإضافة إلى زيادة برؤية الأحلام، وحركة الجسد، والتنفس، ودقات القلب أثناء هذه المرحلة بالذات، وفي الحقيقة يعتقد العلماء بأن مرحلة النوم الريمي هي ضرورية للغاية لتخزين الذكريات، والتعلم، وتنظيم المزاج، وقد توصل الباحثون من جامعة ميسوري كذلك إلى تسبب قلة النوم في حصول زيادة في البروتينات التي تؤدي إلى الشعور بالألم والصداع النصفي أيضًا، كما توصلت مراجعة علمية أخرى عام 2018 إلى وجود علاقة بين قلة النوم وبين الإصابة بنوع من الصداع يُدعى بالصداع التوتري، ومن المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات عام 2015 أشارت إلى معاناة المصابين بالأرق من حساسية مفرطة اتجاه الألم، وحاولت الدراسة فحص هذا الأمر عبر مطالبة الأفراد المشمولين بالدراسة بغمر أيديهم في الماء وتركها هناك ل106 ثانية، وكانت النتيجة هي أن المصابين بالأرق كانوا أكثر ميلًا لإزالة أيديهم بسرعة من الماء مقارنة بالأفراد الذين لا يُعانون من الأرق[٢].


مشاكل أخرى ناجمة عن قلة النوم

تتباين طبيعة الأعراض الناجمة عن قلة النوم على مدار اليوم، وقد يشعر الفرد بحدة الأعراض أثناء الأوقات التي من المفروض أن يكون نائمًا بها، كما تزداد حدة الأعراض كلما بقي الفرد مستيقظًا وغير مبالٍ بحاجة جسده إلى النوم، وعادةً ما يُعاني الفرد في البداية من الشعور بالنعاس الشديد والرغبة الجامحة بالنوم، ثم قد يُعاني من أعراض أخرى، مثل[٣]:

  • حصول تغيرات في المزاج والسلوك؛ كالاكتئاب، والقلق، والعصبية.
  • صعوبة التركيز، وزيادة خطر حصول الحوادث المرورية، وانخفاض الأداء في المدرسة أو في العمل.
  • فقدان القدرة على التخطيط السليم وإعطاء الأحكام الصائبة.
  • ظهور بعض الأعراض النفسية؛ كالهلوسات وجنون الارتياب.
  • ظهور بعض الأعراض البدنية؛ كالتشنجات، والآلام، والمشاكل الهضمية، بما في ذلك الإسهال واضطراب المعدة.
  • اختلال في اتزان الهرمونات الدرقية وهرمونات النمو، مما قد يؤدي إلى العقم في النهاية.
  • تغيرات في ضغط الدم ومعدل دقات القلب.
  • انخفاض بسيط في درجة حرارة الجسم.


الحفاظ على النوم

يرى الخبراء أن الحفاظ على جدول منظم من النوم هو أحد أبسط الحلول للتعامل مع آلام الرأس والصداع، وبوسع الكثيرين تنظيم مواعيد نومهم عبر اتباع بعض الأمور البسيطة، مثل[٢]:

  • ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
  • تناول وجبات صغيرة من الطعام مع اقتراب ساعات الليل.
  • تنظيم مواعيد النوم عبر الحرص على النوم والاستيقاظ في نفس الموعد يوميًا.
  • الحرص على تعريض الجسم لضوء الشمس أثناء النهار.
  • تجنب شرب المشروبات الكحولية، أو الكافيين، أو منتجات النيكوتين قبل النوم ب6 ساعات.
  • الحفاظ على هدوء ودرجة حرارة مناسبة في غرفة النوم وجعلها مظلمة أثناء النوم.


المراجع

  1. "Repaying your sleep debt", Harvard Health Publishing,9-5-2018، Retrieved 29-8-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Shilpa Amin, MD, CAQ, FAAFP (26-11-2018), "Headache from Lack of Sleep? Here’s What to Do"، Healthline, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  3. Brandon Peters, MD (28-8-2019), "An Overview of Sleep Deprivation"، Very Well Health, Retrieved 29-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :