محتويات
هرمون النمو
يُعد هرمون النمو أحد أشهر الهرمونات الرئيسية التي تفرزها الخلايا المنمية الجسدية الموجودة في الجزء الأمامي من الغدة النخامية في الدماغ، ولقد حاز هذا الهرمون على اهتمام العلماء منذ اكتشاف آثاره وأدواره المهمة في ستينات القرن الماضي، لكن الكلام لأول مرة عن هذا الهرمون ورد في دراسة قدمها الطبيب هارفي وليام في عام 1912.
يُعرف هرمون النمو بأنّه بروتين بسلسلة واحدة مع 191 نوع من الأحماض الأمينية، ورابطين من ثنائي السلفيد، ويتمحور دوره لدى البالغين حول التحكم بالوظائف أو العمليات الأيضية، بينما يمتلك هذا الهرمون دورًا مهمًا في تحفيز نمو الجسم والهيكل العظمي والعضلات لدى الأطفال، وفي حال انخفاض مستوى هذا الهرمون في أجسام البالغين، فإنّه من المتوقع أن يُؤدي إلى زيادة في تراكم الدهون، وانخفاض الكتلة العضلية، بينما يؤدي انخفاضه لدى الأطفال إلى إصابتهم بمشكلات النمو والقزامة[١]، وعلى العموم يوجد علاجات طبية وطبيعية للتعامل مع حالات نقص هذا الهرمون، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.
كيفية زيادة هرمون النمو بالطرق الطبية
يلجأ الأطباء غالبًا إلى الحقن الهرمونية من أجل زيادة هرمون النمو في أجسام المصابين بنقص هذا الهرمون، سواء عند الأطفال أو البالغين، وقد يكون بوسع المريض أخذ هذه الحقن بنفسه أو بمساعدة أحد أفراد أسرته، والهدف الرئيسي لهذه الحقن؛ تحفيز الغدة النخامية على إفراز المزيد من هرمون النمو.
وعادةً ما يحاول الطبيب تحري مستويات الكوليسترول، وسكر الدم، وكثافة العظام دوريًا، للتأكد من بقاء مستويات هذه الأمور تحت السيطرة، ومن الجدير بالذكر أنّ لهرمون النمو تأثيرًا على مستويات الأنسولين في الجسم، لكنّ الامتناع عن أخذ حقن هرمون النمو، يُمكن أن يُؤدي إلى ارتفاع في مستوى الكوليسترول، وهشاشة في العظام أيضًا.
أمّا بالنسبة لسلامة وفاعلية حقن هرمون النمو، فإنّ الخبراء يؤكدون على كون هذه الحقن مفيدة وآمنة نسبيًا، لكن قد تظهر بعض العلامات الجانبية أحيانًا بسبب هذه الحقن، خاصة عند الإكثار من أخذها، ومن بين هذه الأعراض؛ التورم، وآلام العضلات والمفاصل، والتنميل، وعلى أيّة حال، قد يكون الضروري أيضًا إخضاع الطفل المصاب بنقص هرمون النمو لجلسات العلاج النفسي أو العاطفي في حال تعرض الطفل إلى مضايقات من أقرانه نتيجة لعدم نمو جسده بالوتيرة نفسها لدى الآخرين، كما قد يكون من الأنسب البحث عن طرق أخرى طبيعية لزيادة هرمون النمو، وهذا ما سيرد في العنوان التالي[٢].
كيفية زيادة هرمون النمو بالطرق الطبيعية
يجهل الكثيرون حقيقة وجود الكثير من الطرق الطبيعية التي يُمكن من خلالها زيادة مستويات هرمون النمو في الجسم، ومن بين هذه الطرق الآتي[٣]:
- خسارة دهون البطن: يُؤدي وجود الدهون في البطن في حدوث اختلالاتٍ في مستويات هرمون النمو في الجسم، وقد لاحظت أحد الدراسات حدوث انخفاض بنسبة 50% في مستوى هرمون النمو عند الأفراد الذين لديهم دهون في البطن بمقدار ثلاث أضعاف الدهون الموجودة لدى الآخرون، ومن المثير للاهتمام أن تأثير دهون البطن على هرمون النمو يشيع أكثر بين الرجال تحديدًا.
- الصوم المتقطع: أظهرت الدراسات أن الصوم يُساهم في زيادة مستويات هرمون النمو بوتيرة ملحوظة، بل إنّ أحد الدراسات وجدت أنّ صيام ثلاث أيام، كافٍ لزيادة مستوى هرمون النمو بنسبة 300%، وفي حال الصيام لأسبوع متواصل، فإنّ النسبة قد تصل إلى 1250%، وهذه بالطبع نتائج مذهلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
- أخذ مكملات الأرجنين (Arginine): يسعى الناس عادةً إلى أخذ مكملات الأرجنين بالتزامن مع ممارسة التمارين الرياضية، لكن الأنسب هو أخذ مكملات الأرجنين وحدها فقط عند الرغبة في زيادة هرمون النمو، وعلى العموم تتضارب نتائج الدراسات الداعمة لأخذ هذه المكملات لهذا الغرض أصلًا.
- أخذ مكملات حمض الغاما-أمينوبيوتيريك (GABA): ينتمي هذا الحمض إلى فئة الأحماض الأمينية غير البروتينية التي تعمل كنواقل عصبية داخل الدماغ، ويُمكن الاستفادة من هذه المكملات لغرض تحسين جودة النوم أيضًا، لكن أحد الدراسات وجدت بأنّ أخذ هذه المكملات قد أدى إلى زيادة في مستوى هرمون النمو بنسبة 400% في وضعية الراحة، و200% بعد ممارسة الأنشطة الرياضية.
- أخذ مكملات الميلاتونين (Melatonin): يشتهر هرمون الميلاتونين بدوره في تنظيم النوم وضغط الدم، لذا فإن الكثيرين يلجؤون إلى أخذ مكملات الميلاتونين لغرض تحسين جودة وفترة النوم، وهذا قد يكون كافيًا لغرض زيادة مستوى هرمون النمو، خاصة عند أخذ 1-5 ملغرام من هذه المكملات قبل النوم بـ 30 دقيقة.
- ممارسة التمارين الرياضية الشديدة: تُعد التمارين الرياضية أحد أشهر الطرق الطبيعية لزيادة هرمون النمو، خاصة التمارين الرياضية المجهدة أو الشديدة، لكن على العموم، يُمكن لجميع أنواع التمارين الرياضية أن تتسبب في زيادة في مستوى هذا الهرمون، بما في ذلك؛ رفع الأثقال والأنشطة الرياضية المتكررة.
- طرق أُخرى: يتحدث الخبراء عن إمكانية زيادة مستوى هرمون النمو عبر تقليل مستوى استهلاك السكريات، والتوقف عن الأكل قبل النوم مباشرة، وشرب مشروبات الطاقة الرياضية عند ممارسة التمارين الرياضية، والتعود على النوم جيدًا، فضلًا عن أخذ أنواع أخرى من المكملات؛ كالكرياتين (Creatine)، والجلوتامين (Glutamine)، والجلايسين (Glycine).
مَعْلُومَة
بالرغم من تحريم وتجريم أخذ هرمون النمو لغرض تحسين الأداء الرياضي، إلّا أنّ أخذ هذا الهرمون قد انتشر للأسف بين بعض محترفي رياضة البيسبول، وركوب الدراجات، وأنواع أخرى من الرياضات، ويرجع سبب ذلك إلى اعتقاد بعض الرياضيين بأن هرمون النمو قادرٌ على تحسين أدائهم الرياضي، لكنّ المشكلة في ذلك أنّ العلم والدراسات العلمية لا ترى أن ذلك صحيحًا على الإطلاق؛ بل على العكس من ذلك فإنّ الدراسات وجدت بأنّ أخذ هذا الهرمون يُؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باحتباس السوائل وزيادة في مستوى الشعور بالتعب والإعياء، وهذا يعني أن أخذ هرمون النمو لغرض تحسين الأداء الرياضي أمرٌ غير صحي نهائيًا، وليس له داعٍ[٤].
المراجع
- ↑ Nicoleta Cristina Olarescu, MD, PhD, Kavinga Gunawardane, MD, MRCP, Troels Krarup Hansen, MD, PhD, et al (16-10-2019), "Normal Physiology of Growth Hormone in Adults"، National Center for Biotechnology Information, Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ↑ Daniel J. Toft MD, PhD (1-2-2016), "Growth Hormone Therapy"، Endocrine Web, Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ↑ Rudy Mawer, MSc, CISSN (23-9-2019), "11 Ways to Boost Human Growth Hormone (HGH) Naturally"، Healthline, Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ↑ "Growth hormone, athletic performance, and aging", Harvard Health Publishing,19-6-2018، Retrieved 22-5-2020. Edited.