محتويات
قلة النوم
تُعد مشكلة الأرق أو قلة النوم إحدى المشكلات التي يعاني منها الكثير من الأفراد في مختلف الفئات العمرية، وتؤثر هذه المشكلة سلبًا على الفرد وتجعله غير قادرٍ على ممارسة أعماله اليومية على النحو المطلوب، كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأرق يلازمهم الشعور بالكسل طوال الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات إنتاجهم اليومي، فضلًا عن أن عدم حصول الفرد على الراحة اللازمة يجعله متقلب المزاج وصعب الإرضاء، وتزداد فرص الإصابة بالأرق عند النساء البالغات بنسب تفوق الرجال، كما تزداد فرص المعاناة من الأرق وقلة النوم عند المسافرين، وكبار السن، والنساء الحوامل، والنساء اللواتي وصلن إلى سن اليأس، والأفراد المصابين بالأمراض النفسية، بالإضافة إلى الأفراد الذين يعملون في المهن التي تتطلب العمل بالورديات [١].
أعشاب لعلاج عدم القدرة على النوم
يُحاول الكثير من المصابين بقلة النوم البحث عن أنواع المشروبات العشبية التي بوسعها مساعدتهم على الخلود إلى النوم، ولحسن الحظ توجد الكثير من أنواع مشروبات الأعشاب المفيدة التي دأب الناس على استعمالها منذ قرون طويلة لهذا الغرض بالذات، منها ما يأتي[٢]:
- البابونج: لجأ الناس إلى استخدام البابونج لعلاج الأرق منذ زمن طويل، ولقد تميّز البابونج بين سائر الأعشاب بسبب مقدرته على علاج الأرق، والقلق، والالتهابات، ويعود الفضل في ذلك إلى احتواء البابونج على أنواع خاصة من مضادات الأكسدة التي يُمكنها الارتباط بمستقبلات عصبية في الدماغ، وعلى الرغم من وجود الكثير من الدراسات التي أكدت على امتلاك البابونج لمقدرة على علاج الأرق، إلا أنه توجد دراسات أخرى لم تتوصل إلى ما يُثبت ذلك فعلًا.
- الناردين: وصف الكثير من المعالجون جذور الناردين في السابق لعلاج الصداع، والعصبية، والأرق، وقد ساد استخدام الناردين لتهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر والقلق أثناء الغارات الجوية التي كانت تستهدف بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وما زالت لعشبة الناردين استخدامات إلى يومًا هذا بين سكان أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن إيجاد مكملات الناردين على شكل كبسولات أو سائل، وقد حاول بعض العلماء تفسير قدرة هذه العشبة عبر القول بأن فيها مركبات كيميائية تُساعد على رفع مستويات بعض النواقل العصبية داخل الدماغ، وعلى العموم تبقى عشبة الناردين قادرة على علاج الأرق دون أن تتسبب في حصول مضاعفات جانبية.
- الخزامى: تمتاز عشبة الخزامى أو اللافندر برائحتها العطرية والمهدئة للأعصاب، ولقد اشتُهر الرومان والإغريق بميلهم إلى إضافة عشبة الخزامى إلى مياه الاستحمام من أجل الاستمتاع برائحتها المهدئة للأعصاب، وعلى الرغم من أن أصل الخزامى يرجع إلى المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، إلا أنها أصبحت توجد حاليًا في الكثير من بلدان العالم، ويوجد الكثير من الأفراد الذين ينصحون بها لغاية المساعدة على النوم، وعلى الرغم من وجود أدلة محدودة على أن هذه العشبة تحسن نوعية النوم، إلا أن رائحتها قد تساعد على الاسترخاء مما يسهل النوم.
- البلسان الليموني: تُعرف هذه العشبة أيضًا باسم المليسة، أو بلسم الليمون، أو الترنجان المخزني، ويُمكن إيجادها في جميع دول العالم تقريبًا، وعلى الرغم من أنها تُستخدم عادةً في صناعة العطور أو الأبخرة العطرية، إلا أن البعض يُمكنهم تحضير مشروب من أوراقها أيضًا، ومن المثير للاهتمام أن الرائحة الحمضية لبلسم الليمون الحمضي قد استخدمت منذ القرون الوسطى لغرض المساعدة على النوم، وقد تمكن بعض الخبراء من الكشف عن امتلاك هذه العشبة لخصائص كيميائية تمكنها من العمل كمهدئ للأعصاب وذلك بناءً على دراسات حيوانية.
- زهرة العاطفة : يسود استخدام زهرة العاطفة أو زهرة الآلام بين الأوساط الشعبية لغرض التغلب على القلق وعلاج الأرق، وقد حاولت بعض الدراسات الحديثة تحري مقدرة عشبة زهرة الآلام على علاج الأرق، وقد توصل بعضها إلى وجود فاعلية لهذه العشبة فيما يخص علاج الأرق إلى درجة تُشبه فاعلية بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج الأرق.
- المغنولية: تمكنت عشبة المغنولية من العيش والبقاء على سطح الأرض منذ ما يقرب 100 مليون سنة، وقد احتلت هذه العشبة مكانة مهمة في تعاليم الطب الصيني، كما ساد استخدامها لعلاج القلق وتهدئة الأعصاب، وبعض المشاكل الصحية؛ كاحتقان الأنف وآلام البطن.
- أعشاب أخرى: أوردت دراسة نشرت عام 2017 قائمة طويلة تضم الكثير من الأعشاب التي من الممكن أن تكون مفيدة لعلاج الأرق أو قلة النوم، منها عشبة الكافا، وجوز الطيب، والبنفسج العطري[٣].
وعلى أي حال، يرى الخبراء بأن الأدلة العلمية التي تثبت سلامة هذه الأعشاب ما زالت قليلة ويصعب الاعتماد عليها تمامًا، كما يشيرون كذلك إلى إمكانية تداخل مفعول بعض هذه الأعشاب مع أنواع أخرى من الأدوية الموصوفة، لذا لا بد دائمًا من استشارة الطبيب قبل البدء باستعمال أي من هذه الأعشاب، كما قد يكون من الأنسب تجنب تناول الوصفات العشبية التي تحتوي على أكثر من صنف عشبي واحد والبحث دائمًا عن الأدلة العلمية التي تؤكد فاعلية وسلامة الأعشاب وعدم أخذ الإعلانات التجارية على محمل الجد دائمًا[٤].
أنماط غذائية وحياتية لعلاج قلة النوم
يشير بعض الخبراء إلى وجود بعض الأنماط الحياتية والغذائية التي يُمكن اتباعها للمساعدة على علاج الأرق، مثل[٥]:
- الحد من استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين، والكحوليات، والنيكوتين.
- التوقف عن تناول المشروبات السكرية.
- التركيز على تناول الأطعمة التي تحتوي على الحمض الأميني تريبتوفان، والكربوهيدرات المفيدة، وفيتامين ب 6؛ كجنين القمح، والموز، وبذور دوار الشمس.
- شرب الحليب الدافئ قبل النوم مباشرة؛ لأن الحليب يُعد من بين أشهر المشروبات التي تحفز على النوم كما هو معروف للكثيرين، ويرجع هذه الأمر إلى احتوائه على الحمض الأميني تريبتوفان[٦].
- التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم؛ كالبقوليات، والخضراوات الورقية الخضراء، والكاجو.
- الابتعاد عن شاشات الهواتف الذكية وإطفاء الأنوار في الغرفة عند الرغبة بالنوم[٦].
- ممارسة الأنشطة البدنية، لكن مع ضرورة تجنب أداء الرياضة بالقرب من موعد النوم؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة افراز الجسم للأدرينالين الذي يُسبب قلة النوم.
مضاعفات قلة النوم
على الرغم من كثرة العلاجات الطبية والطبيعية التي تهدف إلى علاج قلة النوم، إلا أن الكثيرين يتجاهلون مشكلة قلة النوم أو الأرق لديهم، وهذا يجعلهم عرضة أكثر للمضاعفات السيئة الناجمة عن قلة النوم، منها ما يأتي[٧]:
- انخفاض التحصيل الدراسي والإنتاج.
- انخفاض اليقظة وزيادة زمن الاستجابة الضرورية أثناء القيادة، مما يزيد من خطر التعرض للحوادث.
- زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض النفسية؛ كالاكتئاب والقلق وإدمان العقاقير غير القانونية.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ بما في ذلك أمراض القلب.
المراجع
- ↑ Daniel Murrell, M.D (7-12-2017), "Insomnia: Everything you need to know"، Medical News Today, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ Kaitlyn Berkheiser (21-10-2019), "The 6 Best Bedtime Teas That Help You Sleep"، Healthline, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ Kate Romero, Balaji Goparaju, Kathryn Russo, et al (2017), "Alternative remedies for insomnia: a proposed method for personalized therapeutic trials", Nat Sci Sleep, Issue 9, Page 97–108. Edited.
- ↑ Sabrina Felson, MD (14-10-2019), "Alternative Treatments for Insomnia"، Webmd, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ Sanja Jelic, MD (12-11-2019), "14 Natural Remedies to Beat Insomnia"، Very Well Health, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Natural Sleep Aids: Home Remedies to Help You Sleep", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ "Insomnia", Mayo Clinic,15-10-2016، Retrieved 20-11-2019. Edited.