العطر
لطالما اهتم الإنسان بتغذية حاسة الشم بالحرص على استنشاق الروائح الجميلة وتجنب المنفرة منها، ويعد العطر مستحضرًا زيتيًا كان يصنع منذ آلاف السنوات على يد الفراعنة والفينيقيين والآشوريين والإسلاميين في عصور النهضة وغيرهم، وذلك من خلال الحصول على الأزهار والنباتات العطرية والعشبية، والقيام بعملية تقطير بسيطة تعتمد على رفع الحرارة ومن ثم تبريد الأواني الزجاجية، ولقد تقدمت صناعة العطور اليوم كثيرًا، ولم تعد مقتصرة على المكونات الطبيعية بل دخلت مستحضرات كيميائية مثل الأكتينوكسات وبوتيل هيدروكسي تولوين وكذلك الأوكسينزون ومركب الفثالات، بالإضافة إلى إدخال العديد من المحسنات والأصباغ وبعض المنكهات الطبيعية كالمسك والعنبر وغيرها، وتعد سويسرا وفرنسا في قائمة أفضل الدول في صنع وتصدير أفضل أنواع العطور، بل إن بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية تخصص الأراضي الشاسعة لزراعة أجود وأفضل أنواع الزهور وتحيطها بالاهتمام والعناية داخل أكواخ بلاستيكية، ومن تلك الزهور الورد الجوري والأقحوان والريحان والحبق وغيرها[١].
كيفية صنع العطر
ترفض كبرى الشركات المصنعة للعطور إفشاء سر صناعتها لأنها تعد ذلك بمثابة علامتها التجارية الخاصة، ولكن هذا لا يمنع من التعرف على الطريقة المتبعة لتصنيع العطور، وهو ما سنبينه فيما يلي[٢].:
- اختيار أنواع معينة من الورود يراد عمل عطر منها مثل النرجس أو الحنون، وكذلك إحضار القليل من الدهن الحيواني من أجل تثبيت الرائحة، ونوع من الأحماض.
- وضع الورود المراد استخداها في أداة تقطير خاصة تحتوي على محلول من الماء، وتعمل على مبدأ رفع الحرارة ثم تكثيف الناتج عبر التبريد بما يُعرف بعملية الاستخلاص.
- البدء بعملية التشريب وهي تعني وضع بتلات الورود في أنابيب اختبار زجاجية مدهونة الجدران بدهن الحيوان.
- الانتقال لعملية النقع وهي نفس التشريب لكن مع وضع دهن سائل والضغط عليه، وتعد من أقدم وسائل استخلاص الرائحة.
- خلط الحمض الكيميائي مع نسبة معينة من المادة الزيتية التي خرجت من عملية التقطير، وذلك لكسر الرابطة الدهنية في المحلول.
- إحكام الإغلاق على العبوة وتركها في مكان مظلم من أجل عملية تخمير سليمة والحصول على نتائج جيدة.
أنواع العطور
على الرغم من أن الكثير من المستهلكين يعتقدون بوجود صنف واحد من العطور من حيث التصنيع، مع اختلاف في الرائحة ونوع الزهور المستخدم، إلا أن الحقيقة هي وجود عدد من أنواع العطور سنبينها فيما يلي:
- العطور الشرقية: التي تعد مزيجًا من الأزهار ولحاءات الخشب وبعض أنواع التوابل.
- عطور الأزهار: التي تعتمد على الأزهار كمكون رئيسي مثل الريحان والقرنفل والفل والجاردينيا.
- العطور العشبية: التي تصنع من أغصان ونباتات عشبية مثل عشبة النفل والأعشاب القوية الرائحة.
- عطور الجلود والتبغ: التي تعتمد على روائح القطران وبعض أنواع الجلود.
- عطور التوابل: التي تصنع من بعض التوابل المنكهة مثل القرفة.
- العطور الخشبية: التي تصنع من بعض أخشاب الأشجار كالصندل.
- عطور الأنات: وهي عطور طيبة الرائحة وتعتمد على أشنات البلوط[٣].
معلومات عن العطور
نذكر فيما يلي بعض المعلومات المهمة عن العطور[٤].:
- تتم عملية ترجمة الرائحة والتعرف عليها في الدماغ بينما يقتصر عمل الأنف على التقاط الجزيئات العطرية.
- يمكن لدماغ الإنسان استذكار رائحة معينة مرت عليه في وقت سابق من حياته في حالات نادرة.
- تتطلب بعض العطور فترة تخمير تتجاوز 8 سنوات، ويميل العديد من صُناع العطور لإضافة مواد لتسريعها.
- تستطيع العطور تغيير حالة الإنسان النفسية وجعله حزينًا أو سعيدًا أو نشيطًا فهي قادرة على التحكم بإفراز الهرمونات في جسمه.
- يمكن لعقل الإنسان تمييز الرائحة التي يلتقطها في المرة الأولى بكفاءة أكبر من المرات اللاحقة.
- يمكن للإنسان تمييز أكثر من عشرة آلاف رائحة مختلفة وحفظها في دماغه واستذكارها عند الحاجة.
- يمكن القول أن لكل شخص رائحة جسم مختصة به تمامًا مثل قرنية العين وبصمة الأصبع في الجينات.
المراجع
- ↑ "عطر "، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-25. بتصرّف.
- ↑ "طريقة صناعة العطور الفرنسية في المنزل "، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-17. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صناعة العطور كيميائيا"، صناع المال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-25. بتصرّف.
- ↑ "10 معلومات مدهشة لا تعرفينها عن العطور"، جمالكِ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-17. بتصرّف.