حموضة المعدة
يشعر المصابون بحموضة المعدة بطعم سيئ ولاذع في الحلق والفم، وقد تزداد حدة الحموضة لديهم بعد تناولهم وجبة كبيرة من الطعام أو بعد الاستلقاء على الظهر، وعادةً ما تُعزى مشكلة حموضة المعدة إلى حصول ارتجاع لمحتويات وأحماض المعدة إلى الخلف باتجاه المريء، الذي هو عبارة عن أنبوب يصل بين المعدة والفم، وغالبًا ما يحدث ارتجاع أحماض المعدة بسبب حصول مشكلة في الصمام الذي تقع بين المعدة والمريء، لكن يُمكن للبعض أن يُصابوا بحموضة المعدة نتيجة لإصابتهم بما يُعرف بالفتق الحجابي، الذي ينشأ عن اندفاع أحد أجزاء المعدة داخل الحجاب الحاجز في الصدر، كما تظهر مشكلة حموضة المعدة كثيرًا بين النساء الحوامل، والمدخنين، والأفراد المصابون بالسمنة، والأفراد الذين يكثرون من تناول القهوة، والكحول، والأطعمة المبهرة والحارة، بالإضافة إلى الأفراد الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية[١].
آثار ومضاعفات حموضة المعدة
يؤدي إهمال علاج حموضة المعدة إلى حصول مضاعفات سيئة على المدى البعيد، منها الآتي[٢]:
- تضرر المريء: يؤدي تكرار ارتجاع أحماض المعدة باتجاه المريء إلى حدوث أمراض ومشاكل سيئة في المريء؛ فمن المعروف أن أحماض المعدة قادرة على تهييج بطانة المريء والتسبب بحدوث التهابٍ فيه، كما يُمكن للبعض أن يُصابوا بتقرحات في المريء وحصول آلام في الصدر وصعوبات في البلع لديهم بسبب هذه التقرحات، وقد تتسبب أحماض المعدة في حصول تضيق في المريء بسبب كثرة تراكم الأنسجة الندبية في المريء، وهذا بالطبع سيجعل من الصعب على المريض بلع الطعام والشراب ويجعله عرضة أكثر لفقدان الوزن والجفاف.
- أورام المريء: يُصاب حوالي 5-10% من مرضى حموضة المعدة بما يُعرف بمريء باريت، الذي يدل على نمو أورام قابلة للتحول إلى سرطانات داخل المريء، لكن لحسن الحظ فإن 1% فقط من المصابين بمريء باريت يُصابون بسرطان المريء في النهاية، كما بوسع الطبيب إزالة الأورام جراحيًا في المراحل المبكرة من المرض، لكن المشكلة أن مريء باريت لا يؤدي إلى ظهور أعراضٍ واضحة على المريض في المراحل المبكرة من المرض.
- المشاكل التنفسية: يُعاني حوالي 75% من المصابين بالربو من حموضة المعدة أيضًا، وللأسف فإن العلماء لم يتوصلوا إلى هذه اللحظة إلى فهم العلاقة التي تربط بين الإصابة بالربو وحموضة المعدة، لكن يبقى من الثابت أن أدوية الربو تؤدي إلى زيادة حدة حموضة المعدة، كما تُساهم حموضة المعدة في حصول أضرارٍ إضافية في الرئتين عند المصابين بالربو، بالإضافة إلى التسبب بحدوث بحة في الصوت، والتهاب في الحنجرة، وسعال جاف ومزمن، واحتقان في الرئة، وغيرها من الأمور التي تجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الرئة[٣].
- تسوس الأسنان: تمتلك أحماض المعدة آثارًا سلبية على الطبقة الخارجية للأسنان، أو ما يُعرف بمينا الأسنان، وهذا الأمر سيؤدي بالطبع إلى حصول ضعف في الأسنان وزيادة بخطر الإصابة بتسوس الأسنان.
- مشاكل النوم: تؤثر حموضة المعدة سلبًا على جودة النوم في الليل، خاصة عند الاستلقاء على الظهر، كما تزداد فرص الاختناق أو دخول أحماض المعدة إلى الرئتين أثناء النوم، ولن يكون بمقدور المصاب الاستيقاظ دائمًا من النوم لشرب الماء لغسل المريء من الأحماض في كل مرة، لذا قد يكون من الأنسب رفع رأس السرير بعض الشيء أثناء النوم[٣].
الوقاية من حموضة المعدة
يطرح بعض الخبراء مجموعة من الخطوات البسيطة التي بوسعها تقليل خطر الإصابة بحموضة المعدة، مثل[١]:
- تجنب الأطعمة أو الأنشطة البدنية التي تزيد من حدة أعراض حموضة المعدة.
- تناول بعض أنواع الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية القادرة على تخفيف حدة أعراض الحموضة، خاصة قبل الأكل.
- تجربة تناول مشروب الزنجبيل الذي يُباع في المحال التجارية العادية.
- تجنب تناول الكحوليات والإقلاع عن تدخين سجائر التبغ.
- تجنب تناول وجبات الطعام في الليل.
- تناول عدة وجبات صغيرة من الطعام على مدار اليوم، وليس ثلاث وجبات كبيرة.
المراجع
- ^ أ ب Graham Rogers, MD (16-3-2016), "What Causes Heartburn?"، Healthline, Retrieved 30-7-2019. Edited.
- ↑ Minesh Khatri, MD (5-2-2018), "Complications of Heartburn and GERD"، Webmd, Retrieved 30-7-2019. Edited.
- ^ أ ب Richard N. Fogoros, MD (27-4-2019), "Symptoms of Heartburn"، Very Well Health, Retrieved 30-7-2019. Edited.