محتويات
مرض سكري البول
تُعرف حالة سكري البول بأنها حالة مرضية يزداد عندها مستوى السكر في البول لديك أكثر مما ينبغي، وهو ما يحدث غالبًا نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم وهي أحد اللأعراض الشائعة أيضًا لداء السكري من النوع الأول والثاني، لكن قد يحدث سكري البول نتيجة لتلف الكلى وتضررها مما يسبب عدم قدرتها على الاحتفاظ بالجلوكوز ، وبالتالي تسرب السكر في البول بكميات متزايدة، وهذا يؤدي إلى معاناتك من التبول الليلي والعرضي المتكرر، ويرجع سبب ذلك إلى وجود الكثير من الجلوكوز في الدم فلا تتمكن الكلى من إعادة امتصاصه بالكامل ليضطر جسمك إلى التخلص من الجلوكوز عن طريق البول، وهذا يظهر عادةً عند ارتفاع مستويات السكر في الدم فوق 180 ملغ/ ديسيلتر، لكن وفي بعض الأحيان ، يمكن أن يحدث سكري البول على الرغم من وجود مستويات طبيعية أو منخفضة من الجلوكوز وهو ما يشير غالبًا إلى وجود مشكلة في كيفية عمل الكلى، وقد يدخل السكر إلى البول منفرداً أو مع مواد أخرى؛ مثل الأحماض الأمينية وحمض البوليك، وهذا الأمر يظهر بوضوح عند المصابين بمتلازمة فانكوني الوراثية التي تنطوي على إفراز المواد الزائدة عن طريق البول. [١]
أعراض سكري البول
لا توجد أي أعراض واضحة لمرض سكري البول، وقد يعاني الكثير من الناس من سكري البول لسنوات دون أن يلاحظوا أي أعراض، لكن قد تتسبب هذه الحالة بمجموعة من الأعراض في حال تركها دون علاج، ومن بين هذه الأعراض:[٢]
- الشعور بالعطش الشديد أو الجفاف.
- الشعور بالجوع الشديد.
- كثرة البول أكثر من المعتاد.
- التبول عن طريق الخطأ.
أما في حال كان سكري البول إحدى علامات مرض السكري من النوع الثاني فقد يواجه المريض أعراضًا تتضمن: [٢][٣]
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الإعياء أو مشاكل في الرؤية.
- بطء شفاء الجروح أو التقرحات أو الإصابات الأخرى.
- سواد الجلد في ثنايا العنق أو الإبطين أو مناطق أخرى.
- التهابات متكررة، خاصة في اللثة أو الجلد.
ما هي أسباب الإصابة بمرض سكري البول؟
تتسبب مجموعة كثيرة من العوامل في التأثير على مستويات السكر في الدم لكن يعد أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بسكري البول هو الإصابة بالنوع الأول والثاني من السكري، وعلى أية حال، تشمل الاسباب المحتملة لسكري البول على:[١]
- داء السكري من النوع الأول والثاني: يشتهر مرض السكري بكونه السبب الأكثر شيوعًا لسكري البول؛ إذ لا يُنتج البنكرياس لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني كمية كافية من الأنسولين أو يصبح الأنسولين غير فعال لديهم، وبالتالي لا تستطيع أجسامهم التحكم في مستويات الجلوكوز بشكل جيد عند ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهو ما يؤدي إلى دخول جلوكوز الدم إلى البول وحدوث سكري البول. في حين يتطور السكري من النوع الاول بسبب التدمير التدريجي لخلايا معينة في البنكرياس مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الأنسولين، وعندما لا يكون هناك ما يكفي من الأنسولين في الجسم يصبح الجسم غير قادرٍ على التحكم في مستويات السكر، وعادةً يرجع سبب ذلك إلى أن الجهاز المناعي في الجسم يبدأ بمحاربة ولكنه في هذه الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس بدلًا عن التركيز على محاربة البكتيريا أو الفيروسات الضارة، وغالبًا يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى علاج يومي بالأنسولين للتحكم في مستويات السكر لديهم.[٣]
- سكري الحمل: يحدث البول السكري أثناء الحمل أيضًا بسبب سماح الكلى بخروج المزيد من الجلوكوز خارج الجسم، لكن لا يعد سكري البول طريقة مناسبة لتشخيص سكري الحمل وإنما يلجأ الطبيب إلى استخدام اختبارات الدم لتأكيد هذا الأمر لدى الحوامل.
- الأمراض الكلوية: يُمكن لسكري البول الكلوي أن يكون حالة وراثية أو مكتسبة، وعادةً يحدث عندما لا تستطيع الكلى التالفة تصفية السكر أو المواد الأخرى من البول بشكل صحيح.
مضاعفات سكري البول
تعد حالة سكري البول حالة عرضة أكثر من أنها مرض بحد ذاته، وفيما يلي بعض أهم المضاعفات المحتملة لدى الاشخاص المصابين بهذه الحالة: [٤]
- كثرة التبول وسلس البول .
- نوبات من الجفاف وارتفاع مستوى ما يُعرف ب"الكيتونات" أثناء الحمل أو فترات الجوع .
- وجود الكثير من الأجسام المضادة الذاتية دون دليل سريري على الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
- زيادة معدل الإصابة بعدوى المسالك البولية.
- تنشيط ما يُعرف بنظام "الرينين-أنجيوتنسين-الألدوستيرون" في الجسم، والذي قد ينشأ عن كثرة وجود الصوديوم في البول.
- البول الذي يحتوي على كميات مفرطة من الكالسيوم.
وفي حال كان البول السكري ناتجًا أصلًا عن الإصابة بداء السكري، فقد ينطوي ذلك على مجموعة من المضاعفات على المدى البعيد نتيجة عدم التحكم في مستويات السكر في الدم والتي تشمل كل مما يلي: [٣]
- أمراض القلب والأوعية الدموية: إذ يزيد مرض السكري من مخاطر الإصابة بمختلف مشاكل القلب والأوعية الدموية بما في ذلك مرض الشريان التاجي، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وتصلب الشرايين.
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي): يؤدي السكر الزائد إلى تضرر جدران الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأعصاب، خاصة في الساقين، وهو ما يسبب الشعور بالوخز أو التنميل أو الحرقان أو الألم الذي يبدأ عادةً عند أطراف أصابع القدم وينتشر تدريجياً إلى الأعلى، وفي حال عدم تلقي العلاج يمكن أن يفقد المريض الإحساس في الأطراف المصابة.
- تلف الكلى: تحتوي الكلى على ملايين الأوعية الدموية الدقيقة المسؤولة عن تنقية الدم من الفضلات، وقد يتسبب مرض السكري في إتلاف نظام الترشيح الدقيق في الكلى، وبالتالي حدوث الفشل الكلوي.
- تلف العين: يُتلف مرض السكري الأوعية الدموية المتواجدة في شبكية العين مما قد يؤدي إلى العمى، كما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الرؤية الخطيرة الأخرى مثل إعتام عدسة العين والزرق.
- تلف القدم: يؤدي تلف الأعصاب في القدمين أو ضعف تدفق الدم إلى القدمين إلى زيادة في خطر الإصابة بمضاعفات سيئة في القدم بما في ذلك الالتهابات الخطيرة والتي غالبًا ما تلتئم بشكل سيء ويمكن أن تتطلب في النهاية بتر إصبع القدم أو الساق.
- الأمراض الجلدية: يؤدي مرض السكري إلى زيادة التعرض لمشاكل الجلد بما في ذلك الالتهابات البكتيرية والفطرية.
- ضعف السمع: تعد مشاكل السمع أكثر شيوعًا لدى مرضى السكري.
- مرض الزهايمر: يزيد مرض السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بالخرف مثل مرض الزهايمر.
- الاكتئاب: يعد الاكتئاب من الأعراض الشائعة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني وهو ما يؤثر على إدارة أو علاج المرض ككل.
تشخيص سكري البول
يمكن تشخيص سكري البول بعدة طرق لكن تحليل البول هو الطريقة الأكثر شيوعًا، ولإجراء هذا الاختبار يطلب الطبيب منك أن تتبول على شريط اختبار ليتم إرساله إلى المختبر ،ليتمكن فني المختبر من تحديد ما إذا كانت مستويات الجلوكوز في البول تشير إلى وجود سكري البول أم لا، وعادةً ما يُشخص الفرد بسكري البول في حال ارتفاع كمية الجلوكوز في البول لديه إلى مستويات أعلى من 180 مليغرام لكل ديسيلتر في يوم واحد، وقد يطلب الطبيب منك اجراء اختبارات الدم أيضًا للتحقق من نسبة السكر في الدم، وتتراوح مستويات السكر الطبيعية في الدم عادةً بين 70-140 ملغ/ ديسيلتر، وهذا الرقم يتأثر بالطبع بنوعية الطعام الذي تناولته مؤخرًا أو ما إذا كنت مصابًا أصلًا بداء السكري أم لا، وفي حال ارتفاع مستويات السكر في الدم دون تشخيص وجود مرض السكري من قبل، فمن المرجح أن يقوم الطبيب حينئذ بإجراء اختبار يُدعى ب"الهيموجلوبين السكري (A1C)" الذي يوفر معلومات أكثر حول مستويات السكر في الدم خلال الأشهر القليلة الماضية.[٢]
كيف يمكن علاج سكري البول؟
لا تعد مشكلة سكري البول مدعاة للقلق في حد ذاتها، ولا حاجة لعلاجها إذ لم تكن هناك حالة مرضية تؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الجلوكوز في البول، لذا فإن وجود حالة مسببة -مثل داء السكري- سيتوجب وضع خطة للعلاج مع الطبيب المختص، وتشتمل خيارات العلاج والإدارة الممكنة للمرض على ما يلي: [٢]
- ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم.
- تطوير نظام غذائي يوفر ما يكفي من العناصر الغذائية مع تقليل تناول السكر أو الدهون وتناول المزيد من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه.
- تناول الأدوية لمساعدة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أكثر فعالية، ومن بين هذه الأدوية ما يُعرف بدواء "الميتفورمين"، الذي يسمح لجسمك بالاستجابة بشكل أفضل للأنسولين ، أو دواء "السلفونيل يوريا" ، الذي يساعد جسمك على إنتاج المزيد من الأنسولين.
- تتبع مستويات السكر في الدم حتى تتمكن من فهم كيفية تفاعل جسمك بشكل أفضل مع أطعمة أو أنشطة أو علاجات معينة.
على الرغم من أن داء السكري من النوع 2 هو حالة تستمر مدى الحياة ، إلا أن سكري الحمل يزول عادةً بعد الولادة. لكن تطوره يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 لاحقًا في الحياة.
ويمكن أن تشتمل العلاجات المرتبطة بمرض السكري كذلك على اجراء عملية زراعة البنكرياس، التي قد تغني عن تناول الانسولين في حال نجاحها، لكن في حال عدم نجاححها فإنها يمكن أن تسبب مشاكل صحية ويتوجب على المريض تناول الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة لمنع رفض جسمه للعضو الجديد، وتشمل الخيارات الأخرى كذلك على إجراء العمليات الجراحية الهادفة لعلاج البدانة، التي قد تكون السبب وراء الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ إذ شهد الأشخاص الذين خضعوا لعملية قص المعدة تحسن كبير في مستويات السكر لديهم، لكن ينطوي هذا الإجراء على مخاطر على المدى البعيد أيضًا.[٣].
الاضطرابات الأخرى ذات الصلة
قد تتشابه سمات معينة لبعض الاضطرابات مع حالة سكري البول الكلوي، ومن الجيد اجراء بعض المقارنات مما يساعد في التشخيص والتفريق بين الحالات المختلفة، ويشمل ذلك ما يلي:[٥]
- داء السكري: وهو اضطراب شائع يتميز بارتفاع غير طبيعي في مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) الناتج عن نقص الأنسولين أو مقاومته لتأثيرات هرمون الأنسولين، الذي يُسهل حركة مرور الجلوكوز إلى الخلايا لتلبية احتياجاتها من الطاقة أو لتلبية حاجات خلايا الكبد والدهون، وفي حال عدم وجود ما يكفي من الانسولين قد يؤدي ذلك إلى امتصاص غير كاف للجلوكوز وبالتالي ارتفاع مستوياته في الدم وظهور حالة البول السكري كأحد أعراض السكري وضعف أيض الدهون، وتشمل الأعراض المرافقة للسكري على كل من التبول المفرط وزيادة العطش، والجوع المفرط وكثرة الأكل وتطور مضاعفات معينة أخرى كما ورد سلفًا.
- متلازمة فانكوني: وهي مصطلح عام يشير إلى مشكلة في الكلى قد تحدث لوحدها، أو بالاقتران مع بعض الاضطرابات الوراثية لا سيما بعض اضطرابات الأيض أو كحالة مكتسبة مثل تسمم الأدوية أو زرع الكلى أو نقص فيتامين د أو التعرض لبعض المعادن الثقيلة، وعادةً ما تؤدي متلازمة فانكوني إلى حدوث اختلال في وظائف الجزء الأول من الأنابيب الكلوية مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض؛ كارتفاع حموضة الدم وزيادة غير طبيعية في مستويات الجلوكوز والفوسفات والبيكربونات وأحماض أمينية معينة في البول.
- الكساح الناجم عن نقص فوسفات الدم: وهو ما يشير إلى مجموعة من اضطرابات الأنابيب الكلوية التي تؤدي إلى فقدان الفوسفات ووجود مستويات غير كافية من الشكل النشط لفيتامين د، وانخفاض امتصاص الأمعاء للكالسيوم، والتشوهات العظمية المرتبطة بهذا الأمر، ومن بين الأعراض المرافقة لهذه الحالة كل من الإفراز المفرط للفوسفات في البول، وانخفاض مستويات الفوسفات في الدم، وتلين العظام، والألم وانحناء الساقين وقصر القامة، وقد تكون هذه الحالة وراثية أو تنتج بسبب تطور بعض أنواع السرطان.
قد يُهِمُّكَ
لا يمكنك منع الأمراض الوراثية المسببة لحالات سكري البول في الكلى، لكن يبقى بوسعك منع سكري البول الناتج عن حالات مرضى معينة- مثل مرض السكري- عبر اتباع أنماط أو سلوكيات حياتية أكثر صحية،[٢] ومن بين هذه الأنماط:[٦]
- تجنب السمنة ونمط الحياة الخامل، اللذان يُعدان من بين أبرز عوامل خطر الإصابة بمرض السكري والتي يمكن السيطرة عليها.
- مراقبة الوزن وممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في منع تطور مرض السكري من النوع الثاني.
- الاهتمام بالنظام الغذائي لأنه مهم في إنقاص الوزن كما توفر بعض الأطعمة مثل المكسرات بكميات صغيرة فوائد صحية لتنظيم نسبة السكر في الدم، وبالرغم من أنه لا يوجد نظام غذائي واحد موصى به للوقاية من مرض السكري، إلا أنه يمكن اتباع خطة تغذية سليمة والحفاظ على وزن صحي.
- الابتعاد عن التدخين نظرًا للضرر الصحي الذي يسببه في جميع النواحي بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- تناول الأدوية التي أثبتت التجارب أنها تؤخر أو تمنع ظهور مرض السكري، وقد أوصت جمعية السكري الأمريكية باستخدام الميتفورمين للوقاية من مرض السكري لدى الأشخاص المعرضين لمخاطر إصابة عالية، لكن تذكر بأن عليك الحديث مع طبيبك حول هذه المسألة قبل البدأ بتناول أي من الأدوية.
المراجع
- ^ أ ب Jenna Fletcher (2012-08-29), "What to know about glycosuria", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Tim Jewell (2020-06-02), "What Causes Glycosuria and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Diabetes", mayoclinic, 2020-08-25, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ↑ Rajendra Bhimma (2018-10-09), "Renal Glucosuria Clinical Presentation", emedicine, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ↑ "Rare Disease Database", rarediseases, 2020-10-22, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stoppler (2019-09-04), "How to Prevent Diabetes Naturally", medicinenet, Retrieved 2020-10-22. Edited.