محتويات
الكولسترول
يعرف الكولسترول بأنه مركب كيميائي ضروري جدًا لجسم الإنسان؛ إذ يدخل في عملية تكوين أغشية الخلايا وبعض الهرمونات مثل؛ هرمون الأستروجين والتستوستيرون، وعمومًا يُنتج الكبد ما نسبته 80% من إجمالي الكولسترول في الجسم، في حين أن النسبة المتبقية ترجع إلى بعض المأكولات الغذائية، مثل؛ اللحوم والبيض والأسماك ومنتجات الألبان، أما المصادر الغذائية النباتية فلا تحتوي على الكولسترول، وبطبيعة الحال يُنظم الكبد كمية الكولسترول في مجرى الدم، فبعد أن يتناول الشخص وجبته الغذائية، تجري عملية امتصاص الكولسترول في الطعام في الأمعاء الدقيقة، ثم يُستقلَبُ في الكبد ويُخزَّن هناك ليُفرز لاحقًا عندما تقتضي الحاجة ذلك، وهذا الأمر مهم جدًا للإنسان؛ نظرًا لما تُسببه زيادة كمية الكولسترول في الجسم من تراكم لويحات البلاك على باطن الشرايين، فتعاني من التضيق مع مرور الوقت وتسبب الأمراض المختلفة. [١]
أنواع الكولسترول
يوجد نوعان رئيسيان من الكولسترول في جسم الإنسان هما: البروتين الدهني عالي الكثافة HDL، أو ما يعرف بالكولسترول الصحي، والبروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، أو ما يعرف بالكولسترول الضّار، وكما هو معلوم تتكون البروتينات الدهنية من الدهون والبروتينات، وتتولى مسؤولية نقل الكولسترول في كافة أنحاء الجسم، وترجع تسمية البروتين الدهني عالي الكثافة HDL بالكولسترول الصحي إلى دوره في نقل الكولسترول إلى الكبد لطرحه خارج الجسم لاحقًا، وبذلك يقي الإنسان من زيادة كميته فوق الحدّ الطبيعي، ويُقلل احتمالية بلوغه الشرايين وتراكمه هناك، أما البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL فيُعرف بمصطلح الكولسترول الضّار؛ نظرًا لدوره في نقل الكولسترول إلى الشرايين، إذ يتراكم على جدرانها الداخلية، ويؤدي مع مرور الوقت إلى إصابة الإنسان بتصلب الشرايين، فيزداد احتمال تجلط الدّم هناك، ويقّل تدفق الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم الحيوية. [٢]
مصادر الكولسترول في الدم
يوجد الكولسترول في المصادر الغذائية الحيوانية وحدها، ويكون دور الكبد أساسيًا بإنتاجه في جسم الإنسان، بيد أن تناول الأطعمة المحتوية على الكولسترول لا يشكل مصدرَ قلقٍ كبير مقارنة بالأطعمة الغنية بالدهون؛ إذ من المعلوم أن مجرى الدم في الجسم يمتص كميات محدودة من الكولسترول الموجود في الأطعمة الغذائية التي يتناولها الشخص، ويكون تأثير هذا الأمر ضئيلًا جدًا على مستويات الكولسترول في الجسم خلال الساعات التالية[٣]، وعمومًا تتضمن قائمة الأطعمة الغنية بالكولسترول كلًّا من؛ اللحم الأحمر، والسجق، ومنتجات الألبان والبيض [١][٣].
وظائف الكولسترول
يؤدي الكولسترول مجموعة من الوظائف المهمة في جسم الإنسان، إذ إنه يساهم في إنتاج الهرمونات الجنسية في الجسم، ويشكل عنصرًا أساسيًا لتكوين الأنسجة البشرية، ويدخل كذلك في إنتاج المادء الصفراوية في الكبد، فهذه العمليات الحيوية جميعها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الكولسترول، ومن المعلوم أيضًا أن الكولسترول الصحي HDL يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، إذ إنه يؤدي دورًا في إزالة الكولسترول الضار من الشرايين كما ذكرنا مسبقاََ، وقد تبين أيضًا دور المستويات المرتفعة من الكولسترول الصحي في وقاية الإنسان من السكتة الدماغية والنوبات القلبية، في حين يؤثر انخفاض مستوياته سلبًا على صحة الشخص، ويزيد احتمالية الإصابة بتلك الأمراض.[٤]
معدل الكولسترول الطبيعي في الجسم
تكمن الطريقة الوحيدة لمعرفة مستوى الكولسترول في الجسم في إجراء تحليل دم عند الطبيب، فهذا التحليل يقيس النسبة الإجمالية للكولسترول في الدم، وهذا ينطوي على قياس نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول بنوعيه الضار والصحي بالميلليغرام لكل ديسيلتر من الدّم، وعمومًا يكون المعدل الطبيعي للكولسترول عند الإنسان وفقًا لما يلي: [٢]
- الدهون الثلاثية: ينبغي ألا تتجاوز نسبة الدهون الثلاثية في الجسم 150 ملغ/ديسيلتر، فارتفاع مستوى هذه الدهون المترافق إما مع انخفاض مستوى الكولسترول الصحي أو مع ارتفاع مستوى الكولسترول الضّار، سيُعرّضُ الإنسان لخطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين.
- الكولسترول الصحي HDL: ثمة تناسب طرديٌ بين ارتفاع مستوى الكولسترول الصحي وتحسن صحة الإنسان، وعمومًا ينبغي أن يكون معدلها عند الإناث أعلى من 55 ملغ/ديسيلتر، وأعلى من 45 ملغ/ديسيلتر للذكور.
- الكولسترول الضّار LDL: ثمة تناسب طردي بين انخفاض مستوى الكولسترول الضار وتحسن صحة الإنسان، وعمومًا ينبغي ألا يرتفع مستواه في الجسم عن 130 ملغ/ديسيلتر لغير المريض بأمراض القلب أو الأوعية الدموية أو السكري، وعن 100 ملغ/ديسيلتر للمريض بأحدها.
ارتفاع الكولسترول
يحدث ارتفاع الكولسترول في الجسم عند ارتفاع مستويات الكولسترول الضار فوق الحدّ الطبيعي، وانخفاض مستويات الكولسترول الصحي، فيؤدي ذلك إلى تشكل ترسّبات دهنية في الأوعية الدموية، فتتراكم مع مرور الوقت معيقةً تدفق الدّم عبر الشرايين، وقد تتمزق تلك الترسبات فجأةً مسببة تشكل جلطة دموية ربما تقود إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وفي بعض الأحيان يكون ارتفاع الكولسترول وراثيًا ويسري بين أفراد العائلة الواحدة، بيد أنه يرجع في أحيانَ أخرى إلى العادات ونمط الحياة غير الصحي الذي يتبعه الشخص، ولا يسبب ارتفاع الكولسترول أيّ أعراض ظاهرة عند الإنسان، لذلك يُستحسن دائمًا إجراء فحوصات روتينية للكشف عن معدله في الدم. [٥]
الحفاظ على توازن الكولسترول في الجسم
لمّا كان ارتفاع مستوى الكولسترول ضارًا بصحة الإنسان، لا سيما صحة القلب والأوعية الدموية، كان من الضروري على الشخص اتباع مجموعة الخطوات للمحافظة على مستواه عند حدوده الطبيعية، وهذا ينطوي على إحداث تغييرات في نمط الحياة والعادات الغذائية واليومية مثل: [٥]
- اتباع نظام غذائي منخفض الملح، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- الحدّ من كمية الدهون الحيوانية ضمن النظام الغذائي.
- إنقاص الوزن الزائد والمحافظة على وزن الجسم عند حدوده الطبيعية.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية خلال أيام الأسبوع بمعدل نصف ساعة يوميًا.
- الحدّ من استهلاك المشروبات الكحولية.
مَعْلومَة
يكون فحص الكولسترول عادةً جزءًا من الفحوصات الروتينية التي يخضع لها الإنسان بين الفينة والأخرى، بيد أنه يكون ضروريًا إذا كان الشخص يعاني من أحد عوامل الخطر التالية: [٦]
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض القلب.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
- زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة.
- قلة النشاط الجسدي اليومي.
- التدخين.
- اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة.
- التقدم في العمر.
وعمومًا، تُجرى فحوصات الكولسترول غالبًا في الصباح؛ إذ يأخذ الطبيب أو اختصاصي الرعاية الطبية عينةً من دم المريض عبر حقنهِ بحقنةٍ صغيرة في الوريد، ثم تُوضع العينة في قارورة صغيرةً، ولا يستغرق الأمر كله أكثر من 5 دقائق، بيد أنه يتطلب من الشخص عدم تناول الطعام قبل ساعات من إجراء الفحص. [٦]
المراجع
- ^ أ ب "Cholesterol Management", medicinenet, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "What’s the Difference Between HDL and LDL Cholesterol?", healthline, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "Foods with high cholesterol to avoid and include", medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ "Why Is Cholesterol Needed by the Body?", healthline, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "High cholesterol", mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "Cholesterol Levels", medlineplus, Retrieved 2020-5-5. Edited.