فوائد الملح الصيني

فوائد الملح الصيني
فوائد الملح الصيني

الملح الصيني

يعرف الملح الصيني شعبيًّا باسم (آجي نو موتو)، ويعرف علميًّا بأُحادي جلوتامات الصوديوم، كما يعد من النكهات الصناعية المضافة إلى الطعام ويرمز له بالرمز E621؛ لتعزيز نكهة الطعام، ويستخدم في الأطباق الآسيوية مثل النودلز ليعطي نكهةً شبيهةً باللحم أو المعروفة بنكهة الأومامي، وهي من النكهات الخمسة إلى جانب النكهات المالحة، والحامضة، والمرّة، والحلوة.

تجدر الإشارة إلى أن الملح الصيني مشتق من حمض الجلوتامات الأميني الأكثر شيوعًا في الطبيعة، ويعد هذا الحمض من الأحماض الأمينية غير الأساسية؛ أي يستطيع الجسم تصنيعه، ويوجد تقريبًا في جميع الأصناف الغذائية. ويتكون أحادي جلوتامات الصوديوم من حمض الجلوتامات المشتق من تخمر النشا، وملح الصوديوم المستخدم، وتشبه كريستالات الملح الصيني ملح الطعام أو السكر، كما يسهل امتصاص حمض الجلوتامات الموجود في الملح الصيني نظرًا لعدم حاجة الجسم إلى تفكيك جزيئات بروتين كبيرة الحجم لامتصاصه.[١]


فوائد الملح الصيني

في ما يأتي توضيح لأبرز الفوائد للملح الصيني:

  • تعزيز نكهة الطعام: توجد نسب عالية من أحادي جلوتامات الصوديوم بصورة طبيعيّة في عدة أصناف غذائيّة، مثل: الطحالب البحرية، وصلصة الصويا، وجبنة البارمازان، والطماطم، وحليب الأم، ومن الجدير بالذكر أن حمض الجلوتامات وحده لا طعم له، لكن مركب أحادي جلوتامات الصوديوم في الطعام يُحفّز حليمات التذوق في اللسان لإرسال تيارات عصبية إلى مناطق التذوق في الدماغ معطياً بذلك نكهةً مميزةً.[٢]
  • التخفيف من استهلاك السعرات الحرارية: يساعد استهلاك بعض الأصناف الغذائية على سد الشهية والشعور بالشبع، بالتالي تقليل استهلاك السعرات الحرارية، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة بنكهة الأومامي -أي تلك المُضاف إليها أحادي جلوتامات الصوديوم- تُحفّز المستقبلات الموجودة في اللسان والجهاز الهضمي، مما يحفز إفراز الهرمونات المنظمة والمسؤولة عن الشعور بالشبع، لكن على النقيض كذلك تشير دراسات أخرى إلى أن استهلاك الملح الصيني أو أحادي جلوتامات الصوديوم قد يزيد من استهلاك السعرات الحرارية، لذا يجب عدم الاعتماد كلّيًّا على الملح الصيني للتقليل من استهلاك السعرات الحرارية.[١]


علاقة الملح الصيني بالبدانة واضطرابات الأيض

توجد بعض الدراسات المتضاربة التي تشير إلى أنّ أحادي جلوتامات الصوديوم مرتبط بالإصابة بالسمنة والبدانة، ففي عدد من الدراسات الحيوانية أسفرت النتائج بعد حقن أدمغة فئران وجرذان التجارب بمركب أحادي جلوتامات الصوديوم عن إصابتها بالوزن الزائد أو حتى البدانة، فعلى الرغم فإنه مرتبط بنسبة بسيطة بإصابة الأشخاص بالبدانة، لكن تشير بعض الدراسات المُجرية في الصين إلى أن زيادة استهلاك أحادي جلوتامات الصوديوم بمعدل 0.33-2.2 غرام في اليوم الواحد مرتبط بزيادة الوزن.

في الجانب الآخر تشير الدراسات المجرية على مجموعة من البالغين في فيتنام إلى أن استهلاك أحادي غلوتامات الصوديوم بمعدل 2.2 غرام في اليوم غبر مرتبطٍ بزيادة الوزن، وتشير إحدى الدراسات التايلاندية إلى أن استهلاك أحادي غلوتامات الصوديوم مرتبط بزيادة الوزن والإصابة بمتلازمة الأيض، لكن هذه الدراسة الأخيرة تنطوي على العديد من الانتقادات في ما يتعلّق بمنهجية البحث العلمي للدراسة بحد ذاتها.

في إحدى الدراسات السريرية المُحكمة استخدمت جرعات عالية جدًّا من أحادي غلوتامات الصوديوم، فتسبّب بزيادة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والصداع، والغثيان، لهذا السبب توجد حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية التي تثبت قطعيًّا علاقة أحادي جلوتامات الصوديوم بالإصابة بالبدانة وزيادة الوزن.[١][٣][٤]


الآثار الجانبية للملح الصيني

على الرغم من تصريحات منظمة الغذاء والدواء بأمان استخدام الملح الصيني كأحد إضافات الطعام، إلا أنه يوجد العديد من الآثار الجانبية التي لُوحظت على الرغم من عدم توفر دراسات عليمة بشأنها، لكن قد تحدث الإصابة بتفاعلات الحساسية البسيطة التي لا تستلزم العلاج إثر استهلاك أحادي جلوتامات الصوديوم من قِبَل نسبة قليلة من الأشخاص، لذا تحتم منظمة الغذاء والدواء إدراج مكون أحادي جلوتامات الصوديوم ضمن قائمة الأصناف الغذائية التي تحتوي عليه، ومن الأعراض الظاهرة للحساسية ما يأتي:[٥][٦]

تعرف الأعراض المذكورة كذلك بمتلازمة المطاعم الصينية، كما تجدر الإشارة إلى أن عددًا من الدراسات يشير إلى أن الأعراض المذكورة أعلاه قد تظهر بعد استهلاك كميات كبيرة من أحادي جلوتامات الصوديوم وليس بمعدلات الاستهلاك الطبيعية، فضلًا عن الدراسات الأخرى التي تعتقد وجود علاقة بين استهلاك أحادي جلوتامات الصوديوم وبعض الاضطرابات الصحية، فعلى سبيل المثال تشير نتائج بعض الدراسات إلى أن المصابين بالشقيقة والصداع التوتري يمتلكون نسبةً عاليةً من الجلوتامات في أجسامهم، وأن ارتفاع تركيز الجلوتامات في العضلات مرتبط بالإصابة بآلام الجهاز العضلي الهيكلي المزمنة، مثل آلام اضطرابات المفصل الصدغيّ الفكِّي، وارتفاع ضغط الدم، لكن ارتفاع ضغط الدم في هذه الحالة يكون قصير المدى ويتزامن مع الاستهلاك المفرط لأحادي جلوتامات الصوديوم.[٦][٢]


الدراسات حول أمان استهلاك الملح الصيني

يعمل حمض الجلوتامات في الجسم كأحد النواقل العصبية التي تحفّز الخلايا العصبية لنقل سلسلة التيارات العصبية بينها، فضلًا عن وجود أعداد كبيرة من مستقبلات الجلوتامات في بطانة المعدة والأمعاء، ويجري امتصاص مشتقات الجلوتامات بما فيها أحادي جلوتامات الصوديوم عن طريق تفاعلها مع هذه المستقبلات.

على الرغم من وجود الجلوتامات في الجسم كأحد النواقل العصبية، إلّا أن الجلوتامات الغذائي لا يستطيع اجتياز الحاجز الدموي الدماغي، مما يعزز الاعتقاد بأن جلوتامات الدماغ تُصنع داخله، على النقيض من اعتقاد البعض أن استهلاك الجلوتامات الغذائي قد يزيد من تراكمه في الدماغ وفرط تحفيز التيارات العصبية، لهذا السبب عُرف أحادي جلوتامات الصوديوم كأحد السموم التي تحفز الجهاز العصبي بكمياته المفرطة، ويعزى ذلك إلى دراسة تعود إلى عام 1969 جرى فيها حقن جرعات عالية من أحادي جلوتامات الصوديوم في الفئران حديثة الولادة، وتسبُّبها باضطرابات عصبية وضرر حاد في الدماغ بسبب عدم اكتمال تكوّن الحاجز الدموي الدماغي في الفئران حديثة الولادة، ودخول الجلوتامات داخل أدمغتها، فضلًا عن وجود دراسة مؤخرة تشير نتائجها إلى تضرر ذباب الفاكهة وموتها عند تعريض جهازها العصبي إلى نسب عالية جدًّا من أحادي جلوتامات الصوديوم، إذ فاقت تلك الجرعات معدل الجرعة البشرية المستهلكة طبيعيًّا بأميال شاسعة.[١][٢]

من المنظور الطبي والعلمي يسبب ارتفاع حمض الجلوتامات في الدماغ ضررًا حتميًّا، لكن استهلاك مشتقات الجلوتامات الخارجية ذات المصادر الغذائية لا تستطيع اجتياز الحاجز الدموي الدماغي كما ذكر، على الرغم من قابلية ارتفاع نسبة الجلوتامات في الدم كما أشارت بعض الدراسات السريرية البشرية عند حقن مشاركي الدراسة بجرعات كبيرة وارتفاع نسبته بمعدل 556% في الدم دون تأثير يذكر أو معدوم على الدماغ، لهذا السبب تفتقر الأدلة العلمية التي تُشير إلى أن أحادي غلوتامات الصوديوم كأحد السموم التي تحفز الجهاز العصبي عند استهلاكه بنسبه الطبيعية، لذا تم تصنيفه كمركب آمن الاستهلاك من قِبَل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية مع الحرص على التضمين الصريح لمكون أحادي جلوتامات الصوديوم المصنع على قائمة المكونات للصنف الغذائي، على الرغم من وجوده طبيعيًّا في بعض الأصناف الغذائية إثر تحلل بروتين الخضروات، وفطريات الخميرة، ومستخلص الصويا.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Joe Leech (19-11-2018), "MSG (Monosodium Glutamate): Good or Bad?"، www.healthline.com, Retrieved 25-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Yella Hewings-Martin (28-7-2017), "MSG: More than just a food additive"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-12-2019. Edited.
  3. "Monosodium glutamate is not associated with overweight in Vietnamese adults", ncbi.nlm.nih, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  4. "Monosodium glutamate (MSG) intake is associated with the prevalence of metabolic syndrome in a rural Thai population", ncbi.nlm.nih, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. "What is MSG? Is it bad for you?", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-12-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Daniel More (18-11-2019), "Symptoms and Testing of an MSG Allergy"، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :