شراب القيقب
يأتي شراب القيقب من شجرة القيقب المُنتمية إلى العائلة الصّابونية المنتشرة في المناطق الشّمالية المعتدلة، خاصة في الصّين، وفي الحقيقة فإنَّ شجرةَ القيقب تُعدُّ واحدةً من أكثر نباتات الزّينة التي تكثرُ زراعتها في المروج، وفي الشّوارع، والمتنزهات، كما أنَّ خشبها يُستخدم في صناعة الأثاث أيضًا، وتنشتر عادةُ شرب القيقب في العديد من بلدان أمريكا الشّمالية، وتُعدُّ مقاطعةُ كيبيك الكنديّة مسؤولةً عن إنتاج 80% من المحصول العالمي من القيقب، وبالعادة تتضمّن عمليةُ إنتاج شراب القيقب إحداثَ فتحة أو شرخ في شجرة القيقب لجمع عصارتها في وعاء، ثم غلي العصارة حتى يتبخّرَ معظم الماء ويبقى شراب سميك وحلو المذاق، ثم تصفية هذا الشّراب من الشّوائب، لينتج شراب القيقب، الذي بالإمكان إضافته إلى العديد من أطباق الطعام[١][٢].
فوائد شراب القيقب
يوجد العديد من الدّراسات التي بحثت في فوائد ومكونات شراب القيقب، لكنَّ معظمَ هذه الدّراسات أُجريت في المختبرات، خاصةً على الفئران المصابة بالسّكري وليس على البشر، لذلك فإنَّ من الصَّعوبة القول بأنَّ نفسَ التأثير الذي تتحدث عنه هذه الدراسات يُمكن أن يوجد عند البشر، لكن البعض يشير إلى إمكانية استعمال مرضى السّكري لهذا الشراب كنوع من المحليات المضافة إلى الطّعام حسب الحمية الغذائيّة المُتَّبعة، وبصورةٍ عامة فإنَّ حقائقَ فوائد شراب القيقب يُمكن إيجازها على النّحو التالي[١][٣]:
- يحتوي على فيتامينات ومعادن كثيرة: يُعرف شراب القيقب باحتوائه على الكثير من الفيتامينات والمعادن؛ فحوالي 89 ملغرامًا منه تحتوي على 7% من الكمية المنصوح باستهلاكها من الكالسيوم، و6% من البوتاسيوم، و7% من الحديد، و25% من الزنك، و165% من المغنيسيوم، بالإضافة إلى 60 غرامًا من السّكر.
- يمتلك خصائص مضادة للأكسدة: يحتوي شراب القيقب على معادن وعناصر أخرى ذات خصائص مضادة للأكسدة يصل عددها إلى 24 نوعًا، ووفقًا لدراسات أولية فإنَّ مضاداتِ الأكسدة القادمة من شجرة القيقب أو من مصادر أخرى يُمكنها أن تكون مفيدةً للأفراد المصابين بالسّكري لكونها مخففةً لالتهاب الأوعية الدموية، لكنّ مفعولها على المدى القريب والبعيد يبقى مجهولاً.
- يحافظ على مستوى غلوكوز الدم: أفضت بعض الدّراسات إلى أنَّ تناول شراب القيقب يُمكنه التّسبب بارتفاع قليل على مستوى السكر في الدّم بدرجة أقل من تناول السّكر الأبيض، أو شراب الذّرة، أو شراب الأرز البني، كما شبَّه الباحثون تأثير شراب القيقب على غلوكوز الدم بتأثير العسل أو شراب الصبار.
- يُعزز مفعول المضادات الحيوية: يحتوي شراب القيقب على مركبات فينوليه تمتلك خصائص مضادة للأكسدة وأخرى مضادة للميكروبات، ولقد أشارت دراسة إلى أنَّ مستخلصات شراب القيقب يُمكن استعمالها مع المضادات الحيوية لتعزيز إمكانيتها على مقاومة البكتيريا المسبّبة لعدد من الالتهابات، إلى درجة أنَّ عددًا من الباحثين يرون إمكانية إضافة هذه المستخلصات إلى كبسولات المضادات الحيوية[٤].
- فوائد أخرى: يوجّه الكثير من الخبراء بوصلة أبحاثهم نحو المركبات الهرمونيّة والحمضية الموجودة في عصارة القيقب، ويرى الكثيرون بأنّ هذه المركبات لديها قدرة على تحفيز نمو النباتات، كما أنَّ بعض الدّراسات المخبرية أشارت إلى أنَّ المركبات الهرمونيّة هذه يُمكنها زيادة امتصاص الجلوكوز عند الخلايا العضلية المصنعة مخبريًا دون الحاجة إلى إفراز مزيد من الأنسولين بواسطة خلايا بيتا البنكرياسية، وهذا قد يقود إلى سيطرة أفضل على حساسية الغلوكوز عند العضلات وتحسين إنتاجية ووظائف الأنسولين.
أضرار شراب القيقب
على الرّغم من احتواء شراب القيقب على بعض العناصر الغذائيّة المفيدة، إلى أنّه يبقى غنيًا بالسّكر لدرجة كبيرة نوعًا ما، كما أنَّ قيمته الغذائية تُعدُّ قليلةً عند مقارنته بأنواع أخرى من الخضراوات، والفواكه، والأطعمة الحيوانية الأخرى غير المصنعة، ويرى البعض أنَّ إطلاق اسم غذاء صحي على شراب القيقب ليس بالأمر الجيد؛ لكن نوعية السّكر الموجودة فيه تبقى أقل سوءًا من غيره، وهي شبيهة بسكر جوز الهند، لذلك فإنَّ الخبراء يرون ضرورة استهلاكه باعتدال كباقي أنواع المحليات الغذائية[١].
المراجع
- ^ أ ب ت Kris Gunnars, BSc (15-11-2018), "Maple Syrup: Healthy or Unhealthy?"، Healthline, Retrieved 21-11-2018. Edited.
- ↑ "Maple", Encyclopædia Britannica, Retrieved 21-11-2018. Edited.
- ↑ "Maple Syrup : not a Miracle Food After All", Diabetes Québec,7-2018، Retrieved 21-11-2018. Edited.
- ↑ Catharine Paddock PhD (17-4-2015), "Maple syrup helps antibiotics defeat bacteria"، Medical News Today, Retrieved 21-11-2018. Edited.