محتويات
ما هي حمية اليويو؟
يُطلق العلماء على حمية اليويو Yo-Yo Diet اسمًا آخر هو تدوير الوزن Weight Cycling، وهو مصطلح يشير –باختصار- إلى اتباع إحدى الحميات الغذائية من أجل إنقاص الوزن، ثم حدوث زيادة في الوزن بعد ذلك، ثم اتباع حمية مرة أخرى من أجل إنقاص الوزن وهكذا بحيث يدور الوزن ويتقلّب بين زيادة ونقصان، وعادةً ما ترتبط حمية اليويو بأنواع موضات وصرعات الرجيم التي يتبعها الناس لخسارة الوزن بسرعة ودون الحصول على نتائج ثابتة على المدى البعيد، وفي الحقيقة فإن بعض التقارير تتحدث عن أن 80% من الناس الذي يفقدون وزنًا يعودون مرة أخرى إلى كسب الوزن الذي فقدوه خلال أقل من سنة، وللأسف فإن لحمية اليويو وتدوير الوزن آثارًا وانعكاسات سلبية قد تدفع بالبعض إلى التخلي عن الحميات جميعها واللجوء بدلًا عن ذلك إلى استعمال الأدوية لخسارة الوزن، لكن تجدر الإشارة إلى أن موضوع سلبيات حمية اليويو ما زال محط جدال بين الباحثين؛ لأن البعض يرون بأن خسارتك الوزن في النهاية شيء إيجابي حتى وإن استعدت وزنك مرة أخرى[١].
سلبيات حمية اليويو
يحمل تدوير الوزن أو حمية اليويو كثيرًا من السلبيات والأضرار لجسمك وصحتك، منها[٢]:
- زيادة شهيتك ووزنك: تزداد شهيتك تدريجيًا أثناء اتباعك لهذه الحمية الغذائية نتيجة لزيادة هرمون يُدعى باللبتين Leptin، الذي يُفرزه جسمك أثناء حرق الدهون، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن وبمقدار قد يصل إلى 30-65% خلال السنة التالية للحمية.
- زيادة مستوى دهون جسمك: أشارت بعض الدراسات إلى حدوث زيادة في مستوى الدهون في الجسم نتيجة لاتباع حمية اليويو، ولقد أرجع البعض سبب ذلك إلى استعادة الجسم للخلايا الدهنية بوتيرة أسرع من الخلايا العضلية بعد التوقف عن اتباع الحمية الغذائية.
- فقدان كتلك العضلية: تتسبب الحميات الغذائية أصلًا في خسارة الجسم للكتلة العضلية بجانب خسارة الكتلة الدهنية، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى إحساسك بالضعف البدني والتعب، لكن يبقى بوسعك الحد من مستوى خسارتك للكتلة العضلية عبر الالتزام بممارسة التمارين البدنية المناسبة، خاصة تلك التي تهدف إلى تقوية العضلات.
- إصابتك بمشاكل الكبد الدهنية: ينشأ مرض الكبد الدهني عن تراكم الدهون بكثرة داخل الكبد، وليس من الغريب أو المفاجئ أن تكثر حالات الإصابة بهذا المرض عند المصابين بالسمنة، لكن إحدى الدراسات أكدت على إمكانية أن يؤدي تدوير الوزن أو حمية اليويو إلى الإصابة بهذا المرض أيضًا.
- إصابتك بالسكري: ربطت بعض الدراسات بين اتباع حمية اليويو وبين ارتفاع فرص إصابتك بمرض السكري من النّوع الثاني، لكن لم تؤكد جميع الدراسات على وجود هذه العلاقة، كما من المنطقي أن يحدث هذا الأمر أكثر لدى الأفراد الذين تزداد أوزانهم أكثر من ذي قبل بعد انتهاء الحمية الغذائية التي اتبعوها.
- إصابتك بأمراض القلب: أكد بعض الباحثين كذلك على وجود علاقة بين اتباع حمية اليويو أو تدوير الوزن وبين ارتفاع فرص إصابتك بأمراض الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم، لكن هذا الأمر أيضًا يظهر بكثرة عند الأفراد الذين يكسبون وزنًا أكبر بعد انتهاء الحمية.
- شعورك بالإحباط: ليس من الغريب أن تشعر بالإحباط وفقدان الأمل بعد تبخر النتائج التي حاولت الوصول إليها بعزم وصعوبة، لكن يبقى من المستبعد أن يؤدي ذلك إلى شعورك بالاكتئاب أو السلبية الشديدة.
- إصابتك بحصى المرارة: تزداد فرص إصابتك بحصى المرارة في حال كنت مصابًا بالسمنة، كما تزداد فرص ظهور هذه الحصى لديك عند خسارتك للوزن بسرعة، وفي حال حصل تدوير في الوزن، فإن فرص تكوّن الحصى داخل المرارة تُصبح أكبر بكثير[٣].
حميات غذائية ناجحة وفعالة
تتوفر الكثير من الحميات الغذائية المفيدة، والناجحة، وربما أيضًا الفعالة لإنقاص وزنك، منها[٤]:
- حمية البحر الأبيض المُتوسّط Mediterranean Diet: ترتكز هذه الحمية على العادات الغذائية للشعوب والأعراق القاطنة حول مناطق البحر الأبيض المتوسط؛ كاليونان وجنوب إيطاليا، وسيتوجب عليك عند اتباعك لهذه الحمية أن تركز على تناول أنواع متنوعة من الأطعمة المفيدة؛ كالفواكه الطازجة، والمكسرات، ومنتجات الحبوب الكاملة، وزيت الزيتون، والجبنة، وبعض الأسماك والدجاج، وحمية البحر الأبيض المتوسط هي بلا شك من أكثر الحميات الغذائية التي بحث فيها العلماء، وأكدوا في النهاية على كونها مفيدة لتحسين جودة حياتك وخفض خطر إصابتك بالأمراض.
- الحمية النّباتية Vegetarian Diet: بوسعك الاختيار من أصناف وأشكال فرعية كثيرة من الحمية النباتية؛ فهنالك حميات نباتية تسمح لك بتناول البيض والحليب، بينما حميات أخرى قد تمنعك من ذلك، لكن على أية حال، فإن الدراسات العملية قد وجدت بأن الحمية النباتية قادرة على مساعدتك على إنقاص وزنك وحمايتك من الأمراض وربما زيادة عمرك أيضًا.
- حمية الكيتو Ketogenic Diet: تهدف هذه الحمية إلى الحد من كمية حصولك على الكربوهيدرات وحثك بدلًا من ذلك على التركيز على تناول مصادر الدهون الصحية فقط؛ كجوز الهند، والأفوكادو، والأسماك الدهنية، والبذور، وزيت الزيتون، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحمية تُستعمل أيضًا لتخفيف نوبات الصرع ومشاكل صحية أخرى، وقد تكون حمية الكيتو فعالة فعلًا لإنقاص الوزن لكنها قد لا تصلح لمرضى السكري النمط الأول.
قد يُهِمُّكَ
قد تعتقد للوهلة الأولى بأن الصيام المتقطع مثال على حمية اليويو؛ لكونه يقوم أصلًا على تدوير الوقت بين الصيام وتناول للطعام، لكن الحقيقة هي أن الصيام بعيد كل البعد عن حمية اليويو على الرغم من أن البعض ينظرون إليه حاليًا بكونه الموضة الجديدة من موضات الرجيم، خاصة منذ عام 2019، وفي الحقيقة يُمكن للصيام المتقطع أن لا يؤدي إلى إنقاص الوزن فحسب، وإنما إلى حمايتك أيضًا من السكري وأمراض أخرى في حال التزمت بقواعده جيدًا، ومن المعروف أن الصيام المتقطع لن يحتاج إلى صرف المال على أطعمة معينة أو صرف الوقت على تعلم أشياء وقواعد محددة، لكن بالطبع لن يكون الصيام خيارًا مناسبًا للأطفال والأفراد المرضى أو الذين يأخذون أدوية عليهم الالتزام بها في مواعيد محددة[٥].
المراجع
- ↑ Kelly Kennedy, RD (25-10-2019), "How to Overcome (and Avoid) Yo-Yo Dieting"، Everyday Health, Retrieved 11-7-2020. Edited.
- ↑ Matthew Thorpe, MD, PhD (29-5-2017), "10 Solid Reasons Why Yo-Yo Dieting Is Bad for You"، Healthline, Retrieved 11-7-2020. Edited.
- ↑ Melinda Ratini, DO, MS (7-4-2020), "What Happens to Your Body When You Yo-Yo Diet"، Webmd, Retrieved 11-7-2020. Edited.
- ↑ Natalie Butler, R.D., L.D. (17-7-2017), "Nine most popular diets rated by experts 2017"، Medical News Today, Retrieved 11-7-2020. Edited.
- ↑ Jason Fung, MD (10-7-2020), "Intermittent fasting for beginners"، Diet Doctor, Retrieved 11-7-2020. Edited.