محتويات
انتشار فيروس كورونا
أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس الكورونا المستجد بأنه وباء عالمي في 11 آذار 2020، وهذا يعني أنه أصبح مرضًا جديدًا منتشرًا بين الناس، وفي المناسبة فإن هذا الإعلان هو الإعلان الأول منذ عام 2009 عندما انتشر فيروس أنفلونزا الخنازير في العالم في ذلك الوقت، لكن وعلى الرغم من أن فيروس الكورونا ليس من بين فيروسات الأنفلونزا، إلا أن أرقام الإصابة والوفيات الناجمة عنه هي بتزايد في الكثير من البلدان، وقد مرّ العالم من قبل بوباء شبيه بوباء كورونا هو وباء الأنفلونزا الإسبانية الذي حصد أرواح 50 مليون إنسان في عام 1918، وفي المناسبة فإن هذه الوباء قد دفع الناس إلى اتباع سلوكيات اجتماعية جديدة كما هو حال وباء فيروس الكورونا المستجد، وقد بات هنالك حديث متزايد بين الخبراء عن وجود تشابه كبير بين وتيرة انتشار الكورونا وبين انتشار الأنفلونزا، لكن المشكلة الحقيقة في فيروس الكورونا بسرعة انتشاره بين الناس نتيجة لعدم ظهور أعراض ظاهرة على الكثير من الحاملين للمرض[١].
هل ينقل التكييف المركزي كورونا؟
يرجع أصل الحديث عن العلاقة بين أجهزة التكييف وانتشار الكورونا إلى أحد الأبحاث الصينية التي ساهمت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بنشرها، وقد جاء في هذه الدراسة ما يؤكد على إمكانية أن يُساهم التكييف في نشر رذاذ الهواء الخاص بالمصابين بفيروس الكورونا، لكن ليس جميع الخبراء متفقين حول هذه النتيجة؛ وذلك لعدم وجود أدلة تؤكد على ذلك عند الحالات المرضية التي سجلت في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالكثير من الناس قد اعتادوا على الذهاب إلى الصيدليات والمحال التجارية التي توجد فيها أجهزة تكييف، ولم يصدر أيّ تقرير يربط بين إصابة هؤلاء الناس بالكورونا وبين التكييف الموجود في هذه الأمكنة، كما أن الدراسات التي اختصت بموضوع انتشار الوباء قد حصرت انتشار المرض بالرذاذ القادم من المصابين على بعد 1.8 متر تقريبًا، وقالت بأنه من النادر أن ينتشر المرض عبر التكييف، وإن حدث ذلك لدى بعض الحالات فإنه لن يكون كافيًا للقول بأن التكييف هو طريقة أساسية من طرق انتشار المرض، وبالطبع يبقى من الأفضل تحديث أنظمة التكييف وفتح الشبابيك لتغيير الهواء دائمًا[٢].
لكن ومن جهة أخرى فإن خبراء من جامعة هارفارد لم يستبعدوا أن يكون لفيروس الكورونا قدرة على الانتشار عبر الهواء وليس عبر الرذاذ فحسب، وهذا يعني أن التكييف قد يُساهم في الإصابة بالمرض؛ لأن المكيف عادةً ينشر الهواء في الغرف المغلقة، وهذا في المناسبة يحدث بكثرة عند المصابين بمرض السل، والمشكلة أن مبيعات التكييف قد ازدادت بكثرة في الآونة الأخيرة، خاصة المكيفات التي لا تُدخل الكثير من الهواء من الخارج إلى الداخل، وهذا يظهر بوضوح في بعض الدول؛ كالهند مثلًا التي سجلت آلاف الحالات الجديدة[٣].
طرق انتشار كورونا
ينتقل فيروس الكورونا المستجد من شخص إلى آخر عبر الطرق الآتية[٤]:
- الرذاذ التنفسي: يخرج الرذاذ التنفسي عند العطاس أو السعال أو حتى الكلام، ويُمكن للفيروسات الموجودة في جزئيات الرذاذ أن تنتقل إلى الآخرين عبر التنفس وعلى بعد 1.8 متر تقريبًا.
- الهواء: أثبت العلماء أن لفيروسات كورونا القدرة على البقاء على قيد الحياة في الهواء لمدة 3 ساعات متواصلة، وفي حال استنشقت هذا الهواء فإنك من المحتمل أن تُصاب بالمرض.
- الأسطح المكشوفة: تزداد فرص إصابتك بالكورونا بعد لمسك للأسطح التي تلوثت بالفيروس نتيجة لعطاس أو سعال أحد المصابين فوقها.
- البراز: ما زال الخبراء غير متأكدين تمامًا من مسألة انتقال كورونا عبر ملامسة البراز أو التّلوّث به، لكن يبقى هذا الأمور محتملًا أيضًا.
طرق لا ينتشر عبرها الكورونا
توجد الكثير من الطرق التي يعتقد الناس خطأ بأنها مسببة للمرض، منها[٥]:
- الحشرات: ينفي الباحثون وجود أي دليل علمي يؤكد على أن لقرصات أو لسعات الحشرات قدرة على نقل فيروس الكورونا المستجد عند البشر.
- المسابح: لم يتوصل الباحثون إلى أدلة تشير إلى انتقال الفيروس المستجد عبر المسابح أو أحواض المياه الساخنة، لكن يبقى من الأفضل بالطبع خلع الماسك أو غطاء الوجه عند النزول إلى المسبح.
- شرب الماء: لم يتمكن العلماء من إيجاد أدلة تؤكد على وجود فيروس الكورونا في ماء الشرب، كما لا داعٍ للقلق حول هذا الأمر؛ لأن من مهام محطات تنقية الماء الحرص على تعقيم الماء قد أن يصل إلى منزلك.
- علب الطعام: لا توجد أدلة علمية أيضًا تؤكد على أن لمس علب الطعام سيؤدي إلى انتقال المرض، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من المطاعم باتت توفر خدمات التوصيل وخدمات أخرى لمنع التواصل المباشر.
قد يُهِمُّكَ
قد تتساءل الآن عن إمكانية انتقال فيروس الكورونا من البشر إلى الحيوانات الأليفة أو العكس، وفي الحقيقة فإن فيروس كورونا قد جاء أصلًا من الحيوانات، وهنالك عدد قليل من القطط والكلاب التي أكد الخبراء على إصابتها بالمرض بعد تواصلها مع البشر المصابين بالمرض في بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المثير للاهتمام أن العلماء قد لاحظوا ظهور أعراض الفيروس على مجموعة من النمور والأسود في إحدى حدائق الحيوانات في مدينة النيويورك الأمريكية أيضًا، لكن جميع هذه الحيوانات قد شفيت في النهاية، وتوجد أيضًا تقارير جاءت من المزارع هولندية تشير إلى وجود المرض عند حيوان المنك Mink الشبيه بالقوارض، وقد لاحظ المزارعون زيادة في أعدد وفيات هذه الحيوان نتيجة للمرض، وقد لاحظ المحققون أن القطط الموجودة في المزرعة قد طورت أجسامًا مضادة للمرض، مما يعني انها أصيبت بالمرض أيضًا، وعلى أية حال تبقى هنالك ندرة في عدد الدراسات التي أجريت على الحيوانات لغرض تحرّي طرق انتقال الكورونا، لكن الأدلة المتوفرة تنفي أن يكون لهذا الفيروس قدرة على الانتشار عند الفئران، والدجاج، والخنازير، والبط[٦].
المراجع
- ↑ Sara Goudarzi (23-3-2020), "Lessons from Past Outbreaks Could Help Fight the Coronavirus Pandemic"، Scientific American, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ Roz Plater (5-5-2020), "Can Air Conditioning Spread COVID-19? Probably Not"، Healthline, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ Alvin Powell (29-6-2020), "Is air conditioning helping spread COVID in the South?"، Harvard Gazette-Harvard University, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ Brunilda Nazario, MD (24-7-2020), "How Does Coronavirus Spread?"، Webmd, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ William F. Marshall, III M.D. (5-6-2020), "I'm practicing social distancing and following local stay-at-home orders. How susceptible am I to infection with the virus that causes COVID-19 even though I've taken these precautions?"، Mayo Clinic, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ "COVID-19 and Animals", Centers for Disease Control and Prevention (CDC),22-6-2020، Retrieved 25-7-2020. Edited.