المواصفات القياسية لمياه الشرب

المواصفات القياسية لمياه الشرب
المواصفات القياسية لمياه الشرب

الماء

الماء هو عنصر الحياة على سطح الأرض، وهو عنصر شفاف عديم اللون والطعم والرائحة، وهو المكوّن الأساسي للأرض، كما أنّ الماء يشكّل معظم مظاهر الحياة إذ يشكّل نسبة ٧٠٪‏ من سطح الأرض في صورة بحار ومحيطات وأنهار، ويوجد أيضًا على شكل مياه جوفية بنسبة قليلة تبلغ ١,٧٪‏ تحت سطح الأرض[١].


المواصفات القياسية لمياه الشرب

إنّ جسم الإنسان يحتوي على نسبة ٥٥-٧٨٪‏ من الماء، ويجب شرب ٧ كاسات من الماء يوميًّا على الأقل لتجنّب الجفاف، والحفاظ على نسبة السوائل الطبيعية في الجسم، إذ تزداد كمية الماء التي يجب على الإنسان شربها تبعًا لعدد من العوامل، مثل: ارتفاع درجة حرارة الجو مما يسبب فقدان السوائل من الجسم بسبب التعرُّق، بالإضافة إلى فقدان كميات من الدم عند التعرض لحادث معين أو بسبب النزيف سواءً أكان نزيفًا بسبب الجروح أو نزيفًا بسبب الدورة الشهرية، أو عند ممارسة التمرينات الرياضية، إذ يجب تعويض الجسم بكميات من السوائل عن طريق شرب كميات إضافية من الماء وتناول أطعمة غنية بالماء والسوائل، مثل بعض أنواع الخضار والفواكه.

إنّ المواصفاتِ القياسية لمياه الشرب تصنّف اعتمادًا على ثلاثة معايير، وهي المعايير الفيزيائية، والمعايير الكيميائية، والمعايير الميكرو حيوية، وتكون وفق الآتي:

  • المعايير الميكرو حيوية

التي تتضمن بكتيريا القولونيات البرازية، وبكتيريا إيكولاي، وأنواعًا من البكتيريا المسببة للمرض، مثل: بكتيريا الكوليرا، والفيروسات، والطفيليات.

  • المعايير الكيميائية

وتتضمن المعادن الثقيلة، مثل: النترات، والزرنيخ، والتي يكون لها تأثيرات فورية على صحة الإنسان وتسبب تغييرًا في طعم مياه الشرب، كما تسبّب مخاطرَ صحيةً مزمنةً عند تراكمها في جسم الإنسان، إذ يجب أن تخضع مياه الشرب لفحوصات للتأكد من أنّها مطابقة للمعايير القياسية لكل دولة.

  • المعايير الفيزيائية لمياه الشرب

تتضمن المعايير الفيزيائية لمياه الشرب قيمة الرقم الهيدروجيني، ودرجة الحرارة، ونسبة وجود المبيدات الحشرية والمواد السامة والمنظفات والقمامة والمواد العضوية المتحللة والأكسجين الذائب في الماء، وعوامل أخرى، مثل: التعرية، والترسيب، وجريان المياه، كما أنّ الموادّ الموجودة في الهواء تؤثر على هطول الأمطار، مثل: الغبار، والغازات البركانية، والغازات الطبيعية في الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنيتروجين، ممّا يسبب تلوث الماء وأيضًا يؤثر على الأنشطة الصناعية في المياه ويجعلها غير صالحة للشرب مثل أنشطة وعمليات التعدين والزراعة والغازات المنبعثة من مختلف الملوثات عن طريق زيادة تركيز المغذيات والمبيدات الحشرية والرواسب العالقة وتخفيض نسبة الأكسجين الذائب في الماء مما يؤثر سلبًا على النظام البيئي المائي[٢].

وبحسب مؤسسة المواصفات والمقاييس للمملكة الأردنية الهاشمية فإنّ الماء الصالح للشرب يجب أن يكون ذا طعم مستساغ ورائحة مقبولة ودرجة حرارة لا تزيد عن ٢٥ درجة مئوية، أما اللون فيجب أن يكون الحد الأقصى له TCU١٥ ودرجة العكورة يجب أن تكون NTU٥ كحدٍ أقصى، أما الرقم الهيدروجيني فيجب أن يكون ما بين ٦,٥ - ٨,٥. [٣]


التركيبة الكيميائية للماء

يتكون جزيء الماء من اتحاد ذرتي هيدروجين مع ذرة أكسجين برابطة تساهمية إذ يسمى الماء كيميائيًّا باسم (أحادي الأكسجين ثنائي الهيدروجين)، ويوجود الماء بثلاث حالات وهي: الحالة الصلبة، والحالة الغازية، والحالة السائلة التي تُعدّ الحالة الطبيعية للماء[٤].


مصادر الماء

تشكّل المياه المالحة معظم كميات المياه على سطح الأرض، إذ تبلغ نسبتها ٩٧,٢٪‏ بينما تشكل المياه العذبة نسبة ٢,٨٪‏ فقط من المجموع الكلي لمياه سطح الأرض، ويمكننا الحصول على الماء من عدة مصادر منها:

  • مصادر أرضية، مثل مياه الينابيع والمياه الجوفية.
  • الهطل، مثل هطول المطر والثلج والضباب وغيرها.
  • المياه السطحية، مثل: مياه المحيطات والأنهار والشلالات و البحار والجداول والأنهار الجليدية.
  • المصادر البيولوجية مثل النباتات.
  • مياه البحر المحلاة.


أضرار شرب الماء الملوث

يُعدّ الماء الذي لا تنطبق عليه المواصفات القياسية ماءً ملوّثًا ويسبب أمراضًا على المدى القصير والبعيد، كما يسبّب مشكلات عديدة مثل: القيء، والإسهال، والطفح الجلدي، وأمراض المعدة، وسرطانات مختلفة مثل سرطان اللوكيميا، والعقم، ومشكلات تنموية، إذ يسبب شرب الماء الملوث لفترات طويلة من الزمن صعوبات في التعلم كما يسبب أيضًا انتشار العدوى وحدوث تشوهات وقد يسبب الموت أحيانًا، إذ تؤثر المياه الملوثة عند شربها على الإنسان مباشرةً، وقد يكون تأثيرها بشكل غير مباشر من خلال المصادر الغذائية المروية بمياه ملوثة[٥].

إن الحفاظ على مياه الشرب نظيفةً وآمنةً، وإخضاعها لمواصفات معينة متطلب ضروريّ للحفاظ على جودة الحياة ومنع تفاقم الأمراض وانتشارها، فوفقًا لمركز السيطرة على الأمراض تُعدّ أمراض الجيارديات المعوية والشيجلا والنوروفيروس والتهاب الكبد الوبائي من نوع A من الأمراض التي تسببها مياه الشرب الملوثة، كما أنّ وجود الرصاص بمستويات عالية في المياه يسبب تأخّر النمو البدني والعقلي وعدم القدرة على التركيز أو الانتباه وصعوبات التعلّم عند الأطفال، ووجود الزرنيخ يسبب تلف الأعصاب والقلب والجلد والأوعية الدموية، لذلك يجب الاهتمام بقضية الماء النظيف وعدم تجاهل مشكلة الماء الملوّث بإخضاعها لمواصفات قياسية خصوصًا في البلدان النامية التي تعاني من شحّ المصادر المائية وتلوثها فجسم الإنسان يستطيع البقاء على قيد الحياة لشهر أو أكثر دون طعام في حين أنّه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة دون ماء أكثر من أسبوع[٦]!

  1. Wikipedia, "Water"، Wikipedia, Retrieved 2019-2-1. Edited.
  2. Free drinking water، "https://www.freedrinkingwater.com/water_quality/quality2/j-19-08-key-factors-influencing-water-quality.htm"، Free drinking water، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-1. بتصرّف.
  3. Gis، "المياه-مياه الشرب"، Gis، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-1. بتصرّف.
  4. Wikipedia ، "مخطط تصنيفي للماء"، Wikipedia ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-1. بتصرّف.
  5. Whale facts, "WATER POLLUTION FACTS, CAUSES, EFFECTS & SOLUTIONS"، Whale facts, Retrieved 2019-2-1. Edited.
  6. Wqa, "The Benefits of Good Water Quality"، Wqa, Retrieved 2019-2-1. Edited.

فيديو ذو صلة :