داء الفقار العنقي
يُعرف التهاب فقرات العنق أو التهاب مفاصل الرقبة باسم داء الفقار العنقي، وهي حالة تتسبب بتلف الفقرات والأقراص والأربطة في الرقبة أو العمود الفقري العنقي المكوّن من سبع فقرات صغيرة تبدأ من قاعدة الجمجمة، وتسمى هذه الحالة أيضًا بالتهاب عظمي مفصلي عنقي أو التهاب عظمي مفصلي تنكسي، ويمكن أن تتطور لتسبب ظهور نتوء عظم،ي إذ تصبح الأقراص أرقّ مع مرور الوقت، وتقل قدرتها على امتصاص الصدمات، مما يزيد من خطر ظهور الأعراض المرتبطة بهذه الحالة، بالإضافة إلى زيادة الضغط على جذور الأعصاب القريبة، مما يؤدي إلى الشعور بالوخز والألم في الأطراف، وعادةً ما يُصاب الأشخاص بداء الفقار العنقي مع التقدم بالعمر، إذ يوجد أكثر من 85% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يعانون من هذه المشكلة في فقرات العنق[١].
أسباب التهاب فقرات الرقبة
عندما تتعرض العظام والغضاريف الواقية الموجودة في الرقبة إلى التلف فإنها تؤدي إلى الإصابة بداء الفقار العنقي، ويحدث ذلك غالبًا نتيجة العديد من الأسباب الشائعة والتي تشمل ما يأتي[٢]:
- تشكل النتوءات العظمية: يُنتج الجسم هذه النتوءات نتيجة محاولة نمو عظم إضافي لتقوية العمود الفقري، ولكن هذه النتوءات الزائدة تسبب زيادة في الضغط على بعض المناطق الحساسة في المنطقة مثل الحبل الشوكي والأعصاب مما يسبب الشعور بالألم.
- جفاف أقراص العمود الفقري: تحتوي عظام العمود الفقري على الأقراص فيما بينها، وهي أشبه بوسائد سميكة تمتص الصدمات وحركات اللف والرفع وغيرها من الأنشطة التي ترتكز على هذه المنطقة، ومع مرور الوقت تجف المواد الهلامية المتواجدة داخل الأقراص مما يسبب حدوث المزيد من الاحتكاك والألم في فقرات الرقبة.
- حدوث تشققات في الأقراص: قد تتعرض الأقراص إلى حدوث تشققات تسمح بتسريب المادة الداخلية للأقراص، مما يتسبب بالضغط على الحبل الشوكي والأعصاب، وهو ما يؤدي بدوره إلى الشعور بأعراض مثل تنميل وألم في الذراعين.
- التعرض للإصابات: يؤدي التعرض للإصابات في الرقبة مثل حوادث السيارات أو السقوط إلى تسريع عملية الشيخوخة للفقرات، والتسبب بالألم.
- تصلب الرباط: تصبح الأربطة التي تربط العظام مع بعضها البعض قاسية وأكثر صلابة مع مرور الوقت، مما يؤثر على حركة الرقبة والشعور بالضيق وعدم الراحة.
- الإفراط في الاستخدام: تؤدي بعض المهام إلى استخدام الرقبة بصورة مفرطة كعمليات البناء أو رفع الأثقال، مما يتسبب بحدوث ضغط إضافي على العمود الفقري والذي يؤدي بدوره إلى التلف المبكر في الفقرات.
علاج التهاب فقرات الرقبة
يعتمد علاج التهاب الفقرات في الرقبة على شدة الحالة والأعراض أيضًا، وغالبًا ما يكون الهدف من العلاج هو تخفيف الألم والتمكن من آداء النشاطات اليومية دون مشاكل، بالإضافة إلى منع حدوث المضاعفات والإصابات الدائمة في النخاع الشوكي والأعصاب، وتشمل العلاجات الشائعة ما ياتي[٣]:
- الأدوية: قد لا تكون الأدوية المسكنة للآلام التي لا تحتاج لوصفة طبية كافية، فيصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى بما في ذلك:
- الأدوية المضادة للالتهاب خالية من الستيرود، وهي مضادات التهاب قوية، وبعضها يحتاج إلى وصفة طبية، وتساعد في تسكين الألم والالتهاب المرتبطان بداء الفقار العنقي.
- مرخيات العضلات، إذ تساعد مرخيات العضلات مثل السيكلوبنزابرين في تخفيف التشنجات العضلية في الرقبة مما يساعد في تخفيف الألم.
- الأدوية المضادة للنوبات إذ يمكن لبعض أدوية الصرع مثل الجابابنتين أن تخفف من آلام الأعصاب الناتجة عن التلف.
- مضادات الاكتئاب، إذ تساعد بعض الأدوية المضادة للاكتئاب في تخفيف آلام الرقبة الناتجة عن داء الفقار العنقي.
- العلاج الفيزيائي: يساعد العلاج الفيزيائي في تقوية عضلات الرقبة والكتفين من خلال بعض التمارين المخصصة لذلك، وهو ما يوفر الراحة للمصابين بالالتهاب وتوفير المرونة أيضًا.
- العمليات الجراحية: تحتاج بعض الحالات إلى إجراء عملية جراحية في حال ازدياد الوضع سوءًا، أو التعرض للمضاعفات مثل ضعف الذراعين والساقين، وعندها ينصح الطبيب بإجراء عملية جراحية لتوفير مساحة أكبر للنخاع الشوكي والجذور العصبية.
المراجع
- ↑ Christian Nordqvist (8 - 8 - 2018), "What's to know about cervical spondylosis? "، medicalnewstoday, Retrieved 3 - 7 - 2019. Edited.
- ↑ Amanda Delgado, Rachel Nall (11 - 1 - 2018), "Cervical Spondylosis"، healthline, Retrieved 3 - 7 - 2019. Edited.
- ↑ "Cervical spondylosis", mayoclinic,16 - 5 - 2018، Retrieved 3 - 7 - 2019. Edited.