الغدة الدرقية وتساقط الشعر

الغدة الدرقية

تُعرف الغدة الدرقية بأنها غدة صغيرة ذات شكل يشبه الفراشة، توجد عند قاعدة العنق أسفل الحنجرة مباشرة، وتعد هذه الغدة جزءًا من شبكة معقدة من الغدد تسمى الغدد الصمّاء، وهي الغدد المسؤولة عن تنسيق العديد من أنشطة الجسم، وينطوي عمل الغدة الدرقية خصوصًا على إفراز هرمونات تنظم عمليات الأيض في الجسم، وقد يؤدي وجود خلل في إفراز هرمونات هذه الغدة في الجسم إلى العديد من الإضطرابات الناتجة عن فرط نشاطها أو كسلها، وعمومًا توجد أربعة اضطرابات شائعة تحدث في الغدة الدرقية وهي مرض هاشيموتو، ومرض جريفز، وتضخم الغدة الدرقية، وعقيدات الغدة الدرقية^[١]. وفي حال فرط نشاط الغدة الدرقية تنتج الغدة فائضًا من هرموناتها، مما يؤدي إلى العديد من الأعراض بما في ذلك الأرق والهلع والقلق وسرعة نبضات القلب وزيادة التعرق والتهيج ومشاكل في النوم وهشاشة الشعر والأظافر وضعف في العضلات، بالإضافة إلى فقدان الوزن. وتؤثر هذه الحالة عادةً على النساء أكثر من الرجال، إذ أن 1% من النساء مصاباتٌ بفرط نشاط الغدة الدرقية^[١]. أما الخلل الآخر هو قصور الغدة الدرقية أو كسلها وهو ما ينتج عن عدم إفراز الغدة ما يكفي من هرموناتها ،مما يسبب ظهور أعراض تشمل الإعياء وضعف عام وانخفاض معدل نبضات القلب وجفاف الجلد وزيادة الحساسية للبرد ومشاكل في الذاكرة والإمساك وزيادة الوزن والإكتئاب وممكن تصل إلى الإغماء^[٢].

هرمونات الغدة الدرقية وتساقط الشعر

تتبع بصيلات الشعر عادة دورة طبيعية لنمو الشعر، والتي تشمل فترات من النمو والراحة، ولكن يحدث أن تتأثر دورة النمو هذه ببعض التغييرات الحاصلة في الجسم، مما يبقي الكثير من الشعر في مرحلة الراحة والتوقف عن النمو، وهو ما يؤدي بدوره إلى تساقط الشعر أو ترققه أو حتى الصلع، وتوجد العديد من الحالات الطبية التي تسبب تساقط الشعر منها مرض الغدة الدرقية كسبب رئيسي، إذ يعتمد نمو الشعر على صحة الغدة الدرقية ومستوى هرموناتها، وينتج تساقط الشعر في فروة الرأس أو في أي مكان في الجسم عند وجود قصور في الغدة الدرقية، أي عدم إفراز الكمية الكافية من الهرمونات^[٣]. ومن ناحية أخرى قد ينتج تساقط الشعر أيضًا عند تناول هرمون ليفوثيروكسين لعلاج خمول الغدة الدرقية، ولكن هذا التساقط يظهر في الشهر الأول من العلاج ويكون مؤقتًا ثم يتوقف عندما تستقر مستويات الهرمون في الجسم، ويحدث ذلك عند الأطفال أكثر من البالغين.

علاج اضطرابات الغدة الدرقية

يجري الطبيب فحصًا مخبريًا لمعرفة نسبة هرمون الغدة الدرقية في الجسم، وبناءً عليه يحدد العلاج المناسب للمريض، ففي حالة زيادة نسبة الهرمون، يصف الطبيب مضادات هرمون الغدة الدرقية مثل ميثيمازول الذي يمنع الغدة من إفراز الهرمون، أو يصف اليود النشط الذي يُتلف الغدة وبالتالي لا تفرز الهرمون، أو في بعض الحالات يتم استئصال الغدة الدرقية في عملية جراحية. أما في حالة نقص نسبة الهرمون، فإن العلاج الرئيسي هو تناول حبوب هرمون الغدة الدرقية (الثايروكسين) بجرعة مناسبة لحالة المريض.^[١].

الوقاية من اضطرابات الغدة الدرقية

في معظم الحالات لا يمكن منع قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، فقد تنتج حالة قصور الغدة الدرقية في بعض البلدان النامية نتيجة نقص اليود، والتي يمكن الوقاية منها بإضافة اليود إلى ملح الطعام، ولكن في المقابل فإنه لا يمكن الوقاية من مرض جريفز أو فرط نشاط الغدة الدرقية؛ لأنه مرض مناعي ذاتي لا يمكن منعه، والطريقة الوحيدة للتعامل مع اضطرابات الغدة الدرقية هي تناول الأدوية المنظمة لهرمونات الغدة الدرقية، والتي غالبًا ما تكون علاجات طويلة الأجل بجرعات مناسبة يحددها الطبيب المختص، وفي حالات نادرة قد تحدث حالة فرط نشاط الغدة بسبب تناول الكثير من الأطعمة المحتوية على اليود مثل ملح الطعام، والسمك، والأعشاب البحرية. وبالرغم من أنه لا يمكن الوقاية من اضطرابات الغدة الدرقية أو منع حدوثها، إلا أنه يمكن منع مضاعفاتها وإدارة الأعراض من خلال تلقي التشخيص الصحيح من الطبيب المختص والبدء بتناول جرعات الأدوية والالتزام بنصائح الطبيب، وغالبًا ما تكون هناك حاجة لإجراء اختبارات هرمونات الغدة من فترة لأخرى لمراقبة مستويات الهرمونات وتعديل جرعات الدواء بناءً على ذلك^[١].

مراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} Ryan Wallace, Tricia Kinman (27 - 7 - 2017), "6 Common Thyroid Disorders & Problems"، healthline, Retrieved 10 - 6 - 2019. Edited.
2. ↑ "Hypothyroidism (underactive thyroid)", mayoclinic,4 - 12 - 2018، Retrieved 10 - 6 - 2019. Edited.
3. ↑ Diana Rodriguez (27 - 6 - 2013), "Is Thyroid Disease Causing Your Hair Loss?"، everydayhealth, Retrieved 10 - 6 - 2019. Edited.