التشنج العضلي التوتري

تشنج العضلات

تحدث حالات تشنج العضلات لدى معظم الناس في وقت ما من حياتهم والتي تكون حالة طبيعية تذهب من تلقاء نفسها وتحدث نتيجة الأسباب الشائعة مثل تعرض العضلات للضغط الشديد مما يسبب تشنجها، ولكن هناك حالات أخرى من تشنج العضلات التي تعد مرضًا مزمنًا وهو ما يسمى بتشنج العضلات التوتري، فهو حالة تؤثر على العضلات في مرحلة الطفولة المبكرة وتسمى أيضًا بمرض أولنبرغ أو الشلل الدوري، وهو ما يسبب نوبات من الشلل المؤقت في بعض العضلات[١]. وتحدث هذه التشنجات والتصلب عادةً في الوجه والعنق والأطراف العلوية ويمكن أن تستمر هذه النوبات من دقائق إلى عدة ساعات، كما تكون هذه الحالة من التشنج حساسة في حالات البرد أو ممارسة التمارين الرياضية الذي يمكن أن يؤدي إلى تصلب العضلات أو حالة تشبه التعب أو حتى الشلل التام في حالات ممارسة الرياضة لفترة طويلة[٢].


التشنج العضلي التوتري وأسبابه

تعد حالة تشنج العضلات هذه حالة جسمية وراثية تسببها طفرة في جين SCN4A، الذي يتسبب أحد نسختيه القادمة من أحد الوالدين باضطرابات وراثية سائدة تسبب هذا المرض، وفي بعض الحالات قد تحدث الطفرة في خلايا البويضة أو الحيوانات المنوية بشكل عفوي وعندها لا تورث هذه الطفرة إلى الأبناء، وتشير الإحصاءات إلى أن هذه الحالة تحدث بنسب متساوية بين الذكور والإناث وتبدأ أعراضها منذ الطفولة إلى حين أن تصبح أكثر وضوحًا في سن المراهقة، وتبلغ نسبة تأثير هذه الحالة أقل من 1 لكل 100000 شخص[١][٣]. وتنطوي حالة تشنج العضلات التوتري على حدوث انقباضات عضلية على الأوتار المرتبطة بالعظام والتسبب بتحريك الجسم، إذ تحدث هذه الانقباضات بطبيعتها نتيجة تدفق ذرات موجبة الشحنة مثل البوتاسيوم والصوديوم عبر القنوات إلى العضلات الهيكلية وهي النبضات الكهربائية اللازمة لعمل العضلات بالشكل الطبيعي، ولكن الطفرة الحاصلة في جين SCN4A تغير بنية قنوات الصوديوم مما يتسبب بفشل في تنظيم تدفق الذرات إلى خلايا العضلات، وهو ما يؤدي بدوره إلى اختلال نسبة الصوديوم والبوتاسيوم المتداخلة مع تقلص العضلات الطبيعي والاسترخاء وبالتالي حدوث نوبات من ضعف العضلات وتصلبها[٣].


علاج تشنج العضلات التوتري

في الحقيقة لا يوجد علاج لحالة تشنج العضلات هذه، ولكن يمكن إدارتها بمساعدة العديد من الخبراء مثل أخصائي العلاج الطبيعي ولكن من المهم معرفة محفزات هذه الحالة أولًا وأعراضها قبل تحديد خطة العلاج أو إجراءات إدارة الحالة المرضية، كما يمكن استخدام بعض الأدوية التي تساعد في ذلك والتي تشمل[١][٣]:

  • دواء (mexilentine Mexitil) الذي يسد قنوات الصوديوم، مما يسهم في تقليل تقلص العضلات.
  • دواء باروكستين (Paxil ، Pexeva) الذي يعمل كمثبط انتقائي لاسترداد السيروتونين.

وقد يحتاج المريض أيضًا إلى الحصول على تصريحات خاصة لإيقاف السيارة في أماكن الاصطفاف القريبة المخصصة للمعاقين تجنبًا للسير لمسافات طويلة، إذ تزيد بعض الممارسات من سوء الحالة بالرغم من أن الأشخاص المصابين بالتشنج العضلي التوتري يمكن أن يعيشوا حياتهم اليومية بشكل طبيعي، لذا فإنه من المهم العمل مع الأخصائي لتحديد كيفية إدارة الحالة وطرق تغيير نمط الحياة التي تساعد في تجنب الأعراض قدر الإمكان، وتشمل بعض الأشياء التي يجب تجنبها ما يلي[٣]:

  • الابتعاد عن التعرض المفاجئ للبرودة الشديدة.
  • عدم ممارسة النشاط البدني المكثف أو التمارين الرياضية المكثفة بشكل مفاجئ.
  • الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم إذ يزيد البوتاسيوم الأعراض سوءًا، بالإضافة إلى عدم تجنب الوجبات الرئيسية من الطعام مع تناول بعض الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات بين الوجبات الرئيسية.

ويمكن التحدث إلى أخصائي الوراثة لمعرفة نسبة إنجاب طفل مصاب بتشنج العضلات التوتري في حال كان أحد الوالدين يعاني من الحالة نفسها، إذ أنه ليس بالضرورة توريث هذه الحالة كما يمكن أن تختلف في شدتها من شخص لآخر.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Chaunie Brusie (22 - 2 - 2017), "What Is Paramyotonia Congenita? Symptoms, Causes, Treatment, and More"، healthline, Retrieved 21 - 5 - 2019. Edited.
  2. "Paramyotonia Congenita (Eulenberg Disease)", mda,21 - 5 -2019، Retrieved 21 - 5 - 2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Paramyotonia Congenita", nord,21 - 5 - 2019، Retrieved 21 - 5 - 2019. Edited.

فيديو ذو صلة :