تعريف مرض الطاعون

مرض الطاعون

ينتمي مرض الطاعون إلى خانة الأمراض البكتيرية التي تستهدف القوارض البرية بالدرجة الأولى، ويشتهر مرض الطاعون أيضًا باسم الموت الأسود؛ بسبب عدد الضحايا الكبير الذين سقطوا أثناء اجتياحه لكثيرٍ من المدن الأوروبية في القرون الوسطى، كما تُشير بعض الأدلة التاريخية إلى مسؤولية الطاعون عن موت أكثر من 100 مليون انسان في أرجاء البحر المتوسط خلال الـ200 سنة التي تلت عام 541 بعد الميلاد، ومن المثير للاهتمام أن مرض الطاعون قد وصل إلى أوروبا من الصين في البداية، لكنه أصبح مسؤولًا عن وفاة 60% من سكان القارة الأوروبية بعد ذلك، أما حديثًا، فإن التقارير باتت تشير إلى اقتصار ظهور 95% من حالات الإصابة بالطاعون في مدغشقر والدول التي تقع جنوب الصحراء الكبرى، كما بات عدد حالات الطاعون لا يتجاوز 1000- 2000 حالة كل سنة فقط في جميع دول العالم[١].


أسباب الإصابة بمرض الطاعون

تنتقل البكتيريا اليرسنية الطاعونية المسؤولة عن مرض الطاعون بين البشر من خلال لسعات الحشرات التي تتغذى على الحيوانات والقوارض المصابة بالمرض، مثل الفئران، والسناجب، والأرانب، كما يُمكن للبكتيريا أن تنتقل إلى الإنسان عند وصول دم الحيوان الحامل للمرض إلى الجروح المفتوحة، ومن الجدير بالذكر أنَّ بإمكان المرض أن يصل إلى الكلاب والقطط أيضًا في حال تناولت أحد القوارض الحاملة للمرض، كما يُمكن للطاعون الرئوي على وجه الخصوص أن ينتقل عبر السعال والعطاس، وعلى أيِّ حال تزداد فرص الإصابة بالطاعون على وجه الخصوص بين العاملين في مجال الطب البيطري وبين الأفراد الذين يقضون الكثير من الوقت في ممارسة هوايات الصيد والتخييم في البراري[٢].


أنواع وأعراض مرض الطاعون

يُعاني المصابون بالطاعون من أعراضٍ شبيهة بأعراض الإصابة بالأنفلونزا بعد مرور 2 - 6 أيام من تعرضهم للعدوى، لكن عادةً ما تختلف ماهية الأعراض باختلاف نوع الطاعون؛ فمن المعروف أنَّ للطاعون ثلاث أنواع رئيسة يُمكن شرحها على النحو الآتي[٣]:

  • الطاعون الدبلي: يؤدي هذا المرض إلى معاناة الفرد من تروم وآلام في الغدد اللمفاوية الموجودة في الخصر، وتحت الإبط، والعنق، كما يُمكن للبعض أن يُصابوا بأعراضٍ أخرى، منها:
    • الصداع وآلام العضلات.
    • الحمى والقشعريرة.
    • النوبات الصرعية.
    • الضعف العام.
  • طاعون الإنتان الدموي: يشتهر هذا المرض بقدرته على إنهاء حياة الفرد أحيانًا قبل حتى أن يظهر أي أعراضٍ دالة عليه، وقد يُعاني المصابين بهذا المرض من الأعراض الآتية:
    • تحول الجلد إلى اللون الأسود بسبب الإصابة بالغرغرينا.
    • النزيف وفقدان قدرة الدم على التجلط.
    • الإسهال والشعور الصدمة.
    • الحمى والقشعريرة.
    • الضعف الشديد.
    • الغثيان والتقيؤ.
    • آلام البطن.
  • الطاعون الرئوي: تظهر أعراض هذا المرض بسرعة وخلال يومٍ واحدٍ فقط بعد التعرض للعدوى البكتيرية، وقد تتضمن أعراضه الآتية:
    • خروج قيح ودم من الرئة عند السعال.
    • الصداع والضعف العام.
    • السعال الشديد والحمى.
    • صعوبات في التنفس.
    • آلام في الصدر.


علاج مرض الطاعون

يُسارع الأطباء وخبراء الصحة إلى ارتداء الكمامات الطبية والقفازات عند اشتباههم بكون المريض مصابًا بالطاعون، وعادةً ما يأمر الطبيب بعزل المريض عن محيطه وأخذ كل الإجراءات الضرورية لمنع حصول انتشار كبير للمرض داخل المشفى أو البيئة المحيطة، ثم يأتي بعد ذلك دور تقديم العلاجات الطبية الضرورية للمريض، التي قد تتضمن وضعه على جهاز الاكسجين وإعطائه المضادات الحيوية القادرة على اجتثاث البكتيريا من الجسم، مثل دواء الستربتومايسين سلفات ودواء التتراسيكلين، كما يُمكن لبعض الأطباء مطالبة الأفراد الآخرين القريبين من المريض بأخذ مضادات حيوية احترازية أيضًا من أجل منع تفشي المرض بينهم، وعلى أي حال يبقى مرض الطاعون من بين الأمراض الخطيرة للغاية بسبب حجم المضاعفات الكبيرة التي يلقيها على الجسم؛ إذ يُمكن للطاعون أن يؤدي إلى إصابة الفرد بالتهاب السحايا، وانخفاض ضغط الدم الشديد، وإيقاف الدماغ والكلى عن أداء وظائفهما الطبيعية، لذا، ليس من المستغرب أن تصل نسبة الوفاة بالطاعون الرئوي إلى حوالي 100% في حال التغاضي عن علاج المرض خلال 24 ساعة الأولى التي تلي الإصابة بالمرض[٤].


المراجع

  1. Steven Doerr, MD (27-3-2019), "Plague (Black Death)"، Medicine Net, Retrieved 24-4-2019. Edited.
  2. "Plague", Mayo Clinic,5-2-2019، Retrieved 24-4-2019. Edited.
  3. Daniel Murrell, MD (3-1-2018), "The Plague"، Healthline, Retrieved 24-4-2019. Edited.
  4. Charles Patrick Davis, MD, PhD (8-11-2018), "Plague Disease (Black Death)"، E Medicine Health, Retrieved 24-4-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :