الشيح
الشيح هو عُشب ذو سيقان مخملية أو فضية مخضرة، وله أوراق صفراء اللون وخضراء، وله أزهار منتفخة بلون أصفر فاتح أو باهت، ويمتاز الشيح برائحته القوية ونكهته العُشبية، ويعود موطنه الأصلي إلى أوروبا، لكنه ينمو في الكثير من المناطق في العالم، مثل: آسيا، وإفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والولايات المتحدة، وقد استُخدم في الطب القديم منذ مئات السنين، ويُمكن استخدام زيته الذي يُستخلص من السيقان والأوراق، أو شربه كمشروب دافئ.
يفتقر هذا النبات إلى وجود الفيتامينات أو المعادن أو السعرات الحرارية، لكنه يحتوي على العديد من المُركبات النباتية، أهمها مُركب الثوجون، الذي يعد العنصر النَّشط في الشيح، وينشّط هذا المركب الدماغ من خلال تأثيره على الناقل العصبي ذي التأثير المهدئ، وهو حمض الغاما-أمينوبيوتيريك، ومن الجدير بالذكر أنّ الإفراط في تناوله يُمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر التسمم.[١]
فوائد الشيح للمعدة
استُخدم الشيح وما يزال يُستخدم لعلاج العديد من مشكلات المعدة والجهاز الهضمي؛ إذ يُعد فعالًا للتخلص من المشكلات الهضمية، وتتضمن فوائده للمعدة ما يأتي:[٢]
- تخفيف عسر الهضم.
- تحفيز عملية الهضم.
- زيادة إفراز الأملاح الصفراوية.
- علاج المشكلات الهضمية عند مزجه مع الزنجبيل أو النعناع.
كما يُقدم الشيح العديد من الفوائد الصحية للجسم، ويُستخدم لعلاج العديد من الحالات الطبية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٢]
- علاج الملاريا: تحدث الملاريا بسبب انتقال أحد أنواع الطُفيليات يُدعى طُفيل الملاريا بسبب لسعة البعوض للإنسان، وتدخل هذه الطفيليات خلايا الدم الحمراء وتتكاثر فيها، ولحُسن الحظ فإن الشيح يحتوي على أقوى مضادات للملاريا؛ إذ يُقلل من تكاثرها في دم المُصاب، ويُعد علاجًا فعالًا من الدرجة الأولى؛ نظرًا لاحتوائه على مستخلصات الأرتيميسينين.
- مكافحة خلايا السرطان: يساعد الشيح على منع تكاثر خلايا سرطان الثدي، ويقضي على الخلايا السرطانية.
- القضاء على الديدان المعوية: يستخدم الشيح للقضاء على الديدان المعوية، خاصةً الدودة الدبوسية والديدان المستديرة أو الديدان الخيطية، وتُصيب هذه الديدان الأمعاء وقد تتسبب بالحكة في منطقة الشرج، كما أن بعض الديدان تُسبب السُّعال، وضيق التنفس، وألم البطن، والغثيان، والإسهال، ووجود الدم في البراز، وفقدان الوزن، ووجود الدودة في القيء أو البراز، ويساهم الشيح والقرنفل والجوز الأسود معًا في التخلُص من هذه الديدان والقضاء عليها.
- المساعدة على علاج مرض كرون: يساهم تناول الشيح بانتظام في تخفيف الأعراض عند الأشخاص المصابين بداء كرون، كما أنّه قد يُساهم في تحسين الحالة المزاجية للمصابين.
- مضاد للميكروبات: يحتوي الشيح على مواد مضادة للبكتيريا قد تُساهم في القضاء على بعض أنواع السلالات البكتيرية كالسالمونيلا التي تُسبب التسمم الغذائي، والإشريكية القولونية التي تُسبب الإسهال والتهاب المسالك البولية والالتهاب الرئوي وغيرها، كما يحتوي على مواد مضادة للفطريات يمنع نموها، مما يحمي الجسم من عدوى داء المبيضات الذي قد يُصيب الفم، أو الأمعاء، أو المهبل، والجلد، والأغشية المخاطية.
- ضبط نمو البكتيريا: يمنع الشيح فرط نمو البكتيريا في الجهاز الهضمي، خاصّةً الأمعاء، مما يمنع حدوث مضاعفاته، مثل: الإمساك، أو عسر الهضم، وأظهرت أبحاث مخبرية فعالية الشيح المضاهية لبعض أنواع المضادات الحيوية المستخدمة في علاج فرط النمو البكتيري في الأمعاء، مثل دواء ريفاكسيمين، ممّا يُقلل من ظهور الأعراض الجانبية، مثل: الحساسية، والطفح الجلدي، والإسهال، و[[اعراض التهاب القولون|التهاب القولون]،] بينما تناول الشيح لا يتسبب بهذه المضاعفات.[٣]
أضرار تناول الشيح
يُعد الشيح آمنًا عند تناوله عن طريق الفم بالكميات الموجودة اعتياديًّا في الأغذية والمشروبات، كما يُعد آمنًا عند وضعه على الجلد كمرهم موضعي، لكن الإفراط في تناوله قد يسبب حدوث نوبات الصرع، وضعف العضلات، وفشل الكلى، والإصابة بالأرق والكوابيس، والتقيؤ، وحدوث تشنجات المعدة، والدوخة، والتغير في معدل ضربات القلب، واحتباس البول، والعطش، والشعور بتنميل في الذراعين والساقين، والشلل، والموت، وقد يؤدي فرط استخدامه على الجلد إلى الإصابة باحمرار شديد فيه وظهور بقع تُشبه الحروق، كما توجد بعض الاحتياطات الواجب اتخاذها قبل تناول الشيح، منها ما يأتي:[٤]
- في حالة الحمل فإن الشيح غير آمن للغاية عندما يؤخذ عن طريق الفم بكميات كبيرة؛ إذ يُمكن أن يُسبب الإجهاض، كما أنه من الأفضل تجنب استخدامه الموضعي؛ نظرًا لعدم كفاية الأدلة على سلامة تطبيقه مباشرةً على الجلد أثناء الحمل.
- عند المرضع من الأفضل عدم تناول الشيح للحفاظ على سلامة الطفل.
- الأشخاص الذين يُعانون من الحساسية للأعشاب الضارة والنباتات فقد يسبب الشيح رد فعل تحسسيًّا لديهم، خاصّةً الأشخاص الذين لديهم حساسية لعائلة نبات أستارسيا، منها: نبات الأقحوان، والقطيفة، وغيرهما.
- المصابون بالبروفيريا -وهي مجموعة من الاضطرابات الوراثية قد يزيد الشيح من إنتاج الجسم لمواد كيميائية تسمى البورفيرين، مما يجعل الإصابة بالبورفيريا أسوأ.
- الأشخاص الذين لديهم اضطرابات في الكلى قد يسبب تناول الشيح لديهم الفشل الكلوي.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوبات -بما في ذلك الصرع- مادة الثوجون الموجودة في الشيح قد تسبب لديهم المزيد من النوبات.
- قد يتداخل تناول الشيح مع أدوية مضادات الاختلاج، وهي الأدوية المستخدمة لمنع النوبات؛ إذ تؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ، ويُمكن أن يؤثر الشيح عليها أيضًا، مما يقلل من فعالية الأدوية المستخدمة لمنع النوبات، ومن الأمثلة على هذه الأدوية الفينوباربيتال، وبريميدون، وحمض فالبرويك، وجابابنتين، وكاربامازيبين، والفينيتوين.
حقائق عن نبات الشيح
الشيح من الأعشاب التي عُرفت مُنذ القدم، وفي ما يأتي بعض الحقائق عن هذا النبات:[٢]
- هو أحد النباتات التي تساعد على التخلص من الديدان المعوية، خاصّةً الديدان المستديرة والديدان الدبوسية.
- الشيح أحد المكونات الرئيسة لدواء الأرتيميسينين العشبي، الذي يُعد أقوى مضادات الملاريا المتوفرة في الأسواق.
- الشيح قد يُساهم في القضاء على الخلايا السرطانية ويمنع تكاثرها، ويعالج فقدان الشهية، والأرق، وفقر الدم، وانتفاخ البطن، وألم المعدة، واليرقان، وعسر الهضم.
- هو ذو خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة الفطريات.
- له عدة أشكال متوفرة في السوق، منها: زيت الشيح، أو كبسولات الشيح، أو سائل مُستخلص، إضافةً إلى توفر النبات طازجًا أو جافًا.
- من الأفضل أخذ الشيح تحت إشراف طبي وبجرعات صغيرة لمدة لا تتجاوز أربعة أسابيع، والحرص على عدم الإفراط في الجرعة.
المراجع
- ↑ Lisa Wartenberg, (16-1-2020), "What Is Wormwood, and How Is It Used?"، healthline, Retrieved 21-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Annie Price (12-6-2017), "Wormwood: The Parasite-Killing, Cancer-Fighting Super Herb"، draxe, Retrieved 21-1-2020. Edited.
- ↑ "Herbal therapy is equivalent to rifaximin for the treatment of small intestinal bacterial overgrowth.", ncbi.nlm.nih, Retrieved 9-2-2020. Edited.
- ↑ "WORMWOOD", webmd, Retrieved 21-1-2020. Edited.