هل يوجد دعاء مخصص لعيد الفطر؟
لا يوجد دعاء خاص شُرع للمسلمين ترديده ودعاء الله تعالى به في يوم العيد عمومًا أو في صلاة العيد خصوصًا، ولكن يشرع للمسلمين المداومة على التكبير والتسبيح والتهليل والتحميد في ليلة العيد، وفي صباح العيد، وحتى انتهاء الخطبة من يوم عيد الفطر[١]، ثم يهنئ المسلمون بعضهم البعض وهذا لا بأس به كما ورد عن المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، فعن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: [كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تقبل اللهُ منَّا ومنكَ][٢]، وعن مُحمَّد بن زِيادٍ الأَلْهانيِّ، قال: "رأيتُ أبا أُمامةَ الباهليَّ يقول في العيدِ لأصحابِه: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم".[٣]
ما أكثر الأعمال استحبابًا عند الله في عيد الفطر؟
يوجد العديد من السنن المستحب فعلها في عيد الفطر، نجملها لك فيما يأتي:[٤]
- التكبير في ليلة العيد من غروب الشمس آخر يوم من رمضان إلى أن يحضر الإمام إلى صلاة العيد، وتكون صيغة التكبير: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد". أو تكون بقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وكله جائز.
- أكل عدد فردي من التمرات قبل الخروج لصلاة العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يذهب يوم عيد الفطر للصلاة حتى يأكل تمرات وترًا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: [كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَغدو يومَ الفِطرِ حتَّى يأكلَ تَمراتٍ ، ويأكلُهُنَّ وِترًا][٥].
- لبس أحسن الثياب، وذلك بالنسبة للرجال أما النساء لا يتجملن ولا يتبرجن ولا يتطيبن عند الخروج من المنزل، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تمنعُوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ ، وليخرُجنَ تفِلاتٍ][٦].
- الاغتسال لصلاة العيد، ويعد أمرًا مستحبًا؛ لأنه رُوي عن بعض السلف.
- أداء صلاة العيد، فأجمع المسلمون على مشروعيةصلاة العيد، فمنهم من قال إنها سنة، ومنهم من قال إنها فرض كفاية، والبعض الآخر قال إنها فرض عين ومن تركها آثم. عن أم عطية نسيبة بنت كعب رضي الله عنها قالت: [كُنَّا نَمْنَعُ جَوَارِيَنَا أنْ يَخْرُجْنَ يَومَ العِيدِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ، فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فأتَيْتُهَا، فَحَدَّثَتْ أنَّ زَوْجَ أُخْتِهَا غَزَا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، فَكَانَتْ أُخْتُهَا معهُ في سِتِّ غَزَوَاتٍ، فَقالَتْ: فَكُنَّا نَقُومُ علَى المَرْضَى، ونُدَاوِي الكَلْمَى، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أعَلَى إحْدَانَا بَأْسٌ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أنْ لا تَخْرُجَ؟ فَقالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا، فَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ ودَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ. قالَتْ حَفْصَةُ: فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ أتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا: أسَمِعْتِ في كَذَا وكَذَا؟ قالَتْ: نَعَمْ بأَبِي -وقَلَّما ذَكَرَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا قالَتْ: بأَبِي- قالَ: لِيَخْرُجِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ - أوْ قالَ: العَوَاتِقُ وذَوَاتُ الخُدُورِ، شَكَّ أيُّوبُ - والحُيَّضُ، ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى، ولْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ ودَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ. قالَتْ: فَقُلتُ لَهَا: الحُيَّضُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أليسَ الحَائِضُ تَشْهَدُ عَرَفَاتٍ، وتَشْهَدُ كَذَا، وتَشْهَدُ كَذَا؟][٧].
- إذا جاء العيد في يوم الجمعة، قتُقام صلاة العيد وصلاة الجمعة، ولكن من يحضر صلاة العيد مع الإمام فيمكنه أن يحضر صلاة الجمعة أو لا، كما جاء في الحديث الصحيح: [عن ابنِ الزبَيرِ بحضرةِ الصَّحابةِ أنَّهُ تركَ صلاةَ الجمعةِ في يَومِ العيدِ واقتصرَ على صلاةِ العيدِ][٨].
- إخراج زكاة الفطر قبل الخروج من صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل صلاة العيد بيوم أو يومين، مع الحرص على عدم تأجيلها إلى بعد الصلاة، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن العباس: [فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ][٩].
قد يُهِمَُكَ: ما حكم العيديات؟ وهل هي بدعة؟
إن إعطاء العيديات للصغار أو الكبار من محاسن الأخلاق والعادات الجميلة في أيام العيد، مع مراعاة العدل في إعطاء العيديات بين الأبناء حتى لا يقع الحسد والضغينة بينهم، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: [أَعْطَانِي أبِي عَطِيَّةً، فَقالَتْ عَمْرَةُ بنْتُ رَوَاحَةَ: لا أرْضَى حتَّى تُشْهِدَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أعْطَيْتُ ابْنِي مِن عَمْرَةَ بنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فأمَرَتْنِي أنْ أُشْهِدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أعْطَيْتَ سَائِرَ ولَدِكَ مِثْلَ هذا؟، قالَ: لَا، قالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلَادِكُمْ، قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ][١٠]. مع العلم أنه لا يُلزم الفرد بإعطاء أفراد الأسر جميعها نفس المبلغ فما يُعطى للصغير يختلف عما يُعطى للكبير، وما يعطى للمتزوج غير عما يُعطى للأعزب وهكذا، مع الحرص على مراقبة الأبناء في أوجه إنفاقهم لهذه الأموال.[١١] وتعد العيدية شيء من بر الآباء للأولاد، وتقوية أواصر المحبة بين الأقارب ولهذا يمكنك أن تعطي أبناءك وزوجتك وأقاربك عيدية لتدخل السرور إلى قلوبهم.[١٢] وإذا كنت محتارًا في كيفية تقديم العيدية وتريد أن تقدّمها لأحبائك بشكل جميل ومميز يمكنك قراءة المقال التالي لتأخذ منه بعض الأفكار الجميلة أفكار مبتكرة لتقديم العيدية في العيد.
- ↑ "الدعاء في صلاة العيد"، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن جبير بن نفير، الصفحة أو الرقم:517 ، إسناده حسن.
- ↑ "المَبحَثُ الرابع: التَّهنِئةُ بالعِيدِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "ما أحكام العيد، وما هي السنن التي فيه؟ "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:546، صحيح أو حسن .
- ↑ رواه البغوي ، في شرح السنة، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:420، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:980، صحيح.
- ↑ رواه ابن حزم، في الإعراب عن الحيرة والالتباس، عن لم يرد ذكره، الصفحة أو الرقم:668، صحيح.
- ↑ رواه ابن الملقن، في شرح البخاري لابن الملقن، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:636، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:2587، صحيح.
- ↑ "حكم العيدية التي تُعطى للصغار في العيد"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "العيدية تقوية لأواصر الرحم"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2021. بتصرّف.