خصائص السور المكية والمدنية

• ذات صلة
• الفرق بين السور المكية والمدنية
• ما عدد السور المكية

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أنه كلام الله سبحانه وتعالى، ويتكون القرآن الكريم من 114 سورة، ويوجد في هذه السور العديد من الآيات التي تعد بمنزلة وجدت لبناء السورة الواحدة، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه السور تقسم إلى قسمين، وهي ما تعرف بالسور المكية والسور المدنية، عدا عن ذلك توجد العديد من السور التي يختلف فيها العلماء بكونها سوراً مكية أو مدنية، ويبلغ عدد السور المختلف عليها حوالي 22 سورة، ومنها سورة الفاتحة، والبينة، والرحمة، والتغابن، والزلزلة، وفي هذا المقال سنذكر لكم السور المكية وعددها ومعلومات فيما يتعلق بها.^[١]

 السور المكية وعددها

تعد السور المكية من السور التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مرحلة الدعوة المكية وقبل هجرته إلى المدينة المنورة، ويعود السبب في تسميتها بالمكية لنزولها في مكة المكرمة تحديداً، ويبلغ عدد السور المكية 82 سورة، ألا وهي: السجدة، سبأ، فاطر، النجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، التكوير، الإنفطار، الإنشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات، الإنسان، المرسلات، النبأ، النازعات، عبس، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، المسد، الأنعام، الأعراف، يونس، هود، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، يوسف، إبراهيم، الحجر، النحل، الإسراء، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، يس، الصافات، ص، الزمر، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاق، ق، الذاريات، الطور، الروم، لقمان.^[٢]

أهم ما تتميز به السور المكية

تمتاز السور المكية بعدد من الخصائص التي تميزها عن السور المدنية، وفيما يلي ذكرٌ لها:^[٣]

• تبين سورها الغاية من وجود خاتم الأنبياء ومعجزته القرآن الكريم، فكانت تنادي السور المكية صراحةً بالتوحيد والابتعاد عن الشرك بالله عز وجل وعبادته وحده.
• مجادلة الكفار والمشركين بغية توضيح حقائق الأمور.
• سرد للعادات السيئة المتوارثة عن جهل من قبل المشركين مثل عادة وأد البنات، مع استبدالها بالأخلاق والأفعال الخيرة المحمودة.
• التذكير بالآخرة والمصير المحتوم للبشر بدخول الجنة أو النار.
• السور المكية تمتاز بقصر ألفاظها وقوة معانيها وموجز عباراتها.
• يكثر فيها ذكر قصص الأنبياء السابقين عليهم السلام وأممهم.
• كثرة القسم في آياتها، كالقسم بالله ويوم القيامة.
• مخاطبة الناس أكثر بلفظة "يا أيها الناس".
• تبدأ أغلب السور المكية بحروف التهجي، مثل: حم، آلر، آلم.
• معظم السور المكية تحتوي على السجدة.

السور المدنية وعددها

تعد السور المدنية من السور التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مرحلة الدعوة المدنية وبعد هجرته إلى المدينة المنورة، حتى وإن كان نزول تلك السور في غير المدينة المنورة بعينها، سواء أنزلت في مكة المكرمة بعد فتحها، أو في أي مكان في الجزيرة العربية ذهب إليه النبي محمد عليه الصلاة والسلام في مرحلة الدعوة المدنية، ويبلغ عدد السور المدنية عشرين سورة، ألا وهي: آل عمران، محمد، البقرة، الطلاق، التحريم، النصر، المنافقون، الجمعة، الممتحنة، النور، التوبة، الأنفال، المائدة، الحشر، المجادلة، الحديد، الحجرات، الفتح، الأحزاب، النساء.^[٤]

أهم ما تتميز به السور المدنية

تمتاز السور المدنية بعدد من الخصائص التي تميزها عن السور المكية، وفيما يلي ذكر لها:^[٤]

• تعد سورها بيان وتوضيح للمعاملات، مثل: معاملات الطلاق والزواج، والعبادات من صلاة وصوم وزكاة، والضوابط في حالات السلم والحرب والجهاد في سبيل الله تعالى.
• تضم السور المدنية قواعد الشرع بالإضافة للحدود والفرائض.
• السور المدنية كانت عبارة عن دعوة أهل الكتاب من أجل إدخالهم في الإسلام من خلال استخدام أسلوب الإقناع والترغيب.
• تركز السور على ذكر المنافقين وصفاتهم مع التحذير من التشبه بهم.
• تمتاز بكثرة الآيات الداعية إلى الجهاد في سبيل الله.
• تضم العديد من الأدلة والبراهين على الحقائق الدينية.
• تمتاز آيات السور المدنية بطولها.
• لفظة البداية المستخدمة في أغلب السور المدنية هي (يا أيها المؤمنون)، أو (يا أيها الذين آمنوا).

أهمية العلم بالسور المكية والمدنية وفوائده

فيما يلي بيان لفوائد معرفة وتعلم السور المدنية والمكية:^[٥]

• معرفة الناسخ والمنسوخ من الآيات، إذ تعد هذه الفائدة من أهم وأبرز الفوائد التي تساعد في فهم القرآن الكريم وتفسيره، إذ أن النسخ يعد إزالة لحكم آية بحكم جديد موجود في القرآن، ولتخصيص الآية الناسخة يجب معرفة زمن نزولها، فإذا كان زمن نزولها قديم منذ بداية الإسلام أو متأخر، فإن هذه الآية تعد مدنية وناسخة للمكية، وذلك بعد إثبات وجود النسخ في حكمها.
• يساعد في معرفة وبيان المراحل الخاصة بالتشريع وتاريخ حدوثه، بالإضافة لتمييز الحكمة من تدرج الأحكام والآيات، كما أن العلم بمراحل التشريع يفيد في فهم الشريعة، ويفيد في معرفة مقاصد القرآن الكريم وأحكامه.
• يساعد في التوصل للفهم الصحيح والخالص لآيات القرآن الكريم وسوره؛ وذلك لأن تمييز تاريخ نزول الآيات وظروفها يساعد كثيرًا على فهمها ومعرفة أهدافها المقصودة، فالشخص الذي قطع نصوص الآيات من سياقها الزماني أو المكاني فإنه يكون قد قطع على نفسه الحقيقة الصحيحة والفهم المثالي والسليم لآيات القرآن الكريم.
• يفيد في معرفة اهتمام المسلمين وعنايتهم بالقرآن الكريم وآياته، فهي تعد من أهم وأعظم الفوائد التي يجب معرفتها، كما تبين أنهم لم ييحفظوا آيات القرآن الكريم فقط، بل حفظوها ونقلوا تاريخ نزولها أيضاً، وكل ذلك يعبر عن مدى الثقة القوية التي يعطيها المسلمون لهذا الكتاب العظيم الخالد.
• تساعد معرفة العلم المكي والمدني في التذوق اللغوي والاستمتاع بأساليب وخصائص البيان المميزة المستخدمة في القرآن الكريم، إذ تتميز السور في كل مرحلة سواء أكانت مكية أو مدنية بالعديد من الأساليب البيانية، والتي تتناسب مع كل تحتويه من معانٍ ومقاصد، كما أن هذه الأساليب تتميز برونق وبريق خاص يدهش الأسماع ويذهب العقول، بالإضافة إلى ذلك فإن المعرفة في المكي والمدني تساعد في الوصول إلى هذه المرحلة من التذوق وتقربه من الأذهان.
• يفيد هذا العلم في معرفة وفهم السيرة النبوية الشريفة، إذ أن نزول القرآن الكريم استغرق مدة 23 عاماً، فقد كان فيه جميع الأحداث والمراحل التي مرّ وعاش بها النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد كان فهم المكي والمدني من الأمور المهمة التي ساعدت في علم السيرة النبوية، وتكميلاً لدراسات هذا العلم الواسع والكبير.

المراجع

1. ↑ "الفرق بين السور المكية والمدنية"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-19. بتصرّف.
2. ↑ "خصائص السور المكية"، موسوعة كله لك ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-19. بتصرّف.
3. ↑ محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة، المدخل لدراسة القرآن الكريم، صفحة 36. بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب} "الفرق بين السور المكية والمدنية"، مكتبة الفكر، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-19.بتصرّف.
5. ↑ "ما الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-19. بتصرّف.