محتويات
القمح والشعير
يعد القمح والشعير من الحبوب شائعة الانتشار، والتي تستعمل في العديد من المجالات، نظرًا لفوائدها المتعددة نتيجة احتوائهما على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، إذ يعد القمح من نباتات الفصيلة النجيلية، التي تُنتج ثمارًا جافة؛ وهي حبوب القمح، وقد نشأ القمح قديمًا في وادي نهرَي دجلة والفرات، ويصنف القمح إلى ستة أنواعٍ رئيسيّة، وهي: القمح الربيعي الأحمر الصلب، والقمح الأبيض اللين، والقمح الشتوي الأحمر الصلب، والقمح الشتوي الأحمر اللين، والقمح الأبيض الصلب، والقمح الصلب؛[١] بينما يعرف الشعير بأنه من أنواع الحبوب ذات القوام المطاطيّ، ويعد الشعير من أول الحبوب التي زُرعت من قِبل الإنسان، وهو من الحبوب التي تنمو في المناخ المعتدل، وأظهرت بعض الأدلة الأثرية إلى أنّه زُرع في مصر منذ أكثر من عشرة آلاف عام، وتجدر الإشارة إلى أن الشعير المقشور؛ الذي تُزال قشرته الخارجيّة أثناء عمليّات التصنيع يعد من مشتقات الشعير الأكثر شيوعًا، إلا أنه لا يُعد من الحبوب الكاملة؛ وذلك بسبب إزالة النخالة التي تحتوي على الألياف، وللشعير العديد من الفوائد الصحية والعلاجية للجسم، وسنتعرف في هذا المقال على الفرق بين القمح والشعير، وفوائد كل منهما.[٢]
الفرق بين القمح والشعير
هناك عدة فروقات بين القمح والشعير من ناحية الشكل، والاستعمالات، والتي سنذكرها بالتفصيل فيما يلي:
الشكل النباتي للقمح والشعير
تشمل الفروقات بين القمح والشعير من حيث الشكل ما يلي:
- شكل القمح: يتميز القمح بامتلاكه لساق منتصبة ملساء ناعمة تنتهي بسنبلة كبيرة مكوّنة من حاضنات فردية، أو سنيبلات للحبوب يتراوح عددها ما بين 3 - 9 حاضنات، وتنمو البذور داخل هذه الحاضنات الفرديّة لتنضج، وتصبح حبوب قمح، وقد يصل ارتفاع نبات القمح إلى 1.2 متر، ويزرع في أوقات مختلفة من السنة.[٣]
- شكل الشعير: يتميز العشير بامتلاكه لسيقان منتصبة مكوّنة من عقد بينها عقد داخليّة مفرّغة، وتعلو السيقان سنابل أسطوانيّة تُنتج كلّ واحدة منها ما يتراوح ما بين 20 - 60 حبة شعير، بالإضافة إلى أن نبات الشعير يمتلك سيقانًا ثانوية لا تُنتج البذور يتراوح عددها بين 1-6 سيقان، ويتراوح ارتفاع الشعير ما بين 80 سم - 100 سم، ويعرف نبات الشعير بأنه نبات سنوي يُزرع في أوقات مختلفة من السنة.[٤]
الاستعمالات الرئيسية للقمح والشعير
تشمل الفروقات بين القمح والشعير من حيث الاستعمالات ما يلي:
- استعمالات القمح: تحضر العديد من المنتجات الغذائية من القمح كالطحين بأنواعه؛ مثل: طحين القمح الكامل، والطحين الأبيض، بالإضافة إلى أنه يعدُّ المكوّن الأساسي للعديد من الصناعات الغذائية مثل: المعكرونة، والخبز، والكعك، والنشأ، وغيرها، وكذلك يمكن استعماله كعلفٍ للماشية؛ إذ يقدم مثل: الحبوب الكاملة، أو بعد طحنه طحنًا خشنًا، وكذلك يمكن استعمال أجزاء القمح الأخرى في العلف لزيادة قيمته الغذائية كقشرة حبوب القمح الناجمة من طحنه، أو اللب الداخلي المسمى بجنين القمح.[٥]
- استعمالات الشعير: يستعمل الشعير في العديد من الأطعمة، والصناعات الغذائية مثل: حبوب الإفطار، وأغذية الأطفال، أو من خلال مزجه مع طحين القمح للخبز، بالإضافة إلى أنه يمكن استعماله في تحضير العديد من الصلصات، والحساء، وشراب الشعير الذي يتميز بفوائده العظيمة للجسم، وكذلك يمكن أن تستعمل الأصناف الملساء من الشعير في صناعة القش، إلا أنه يستعمل غالبًا في صناعة علف المواشي، وذلك بفضل قيمته الغذائية العالية التي تضاهي العلف المصنوع من لب الذرة.[٦]
فوائد القمح وقيمته الغذائية
يحتوي القمح على العديد من العناصر الغذائية المهمة والتي تتمثل بـ: البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والألياف الغذائية، والحديد، والكالسيوم، والزنك، والنحاس، والمغنيسيوم، والصوديوم، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات، مثل: الريبوفلافين، والثيامين، والنياسين، وحمض البانتوثنيك، وفيتامين ب6، وفيتامين هـ، وفيتامين ك.[٧] ويوفر القمح العديد من الفوائد الصحية للجسم بفضل محتواه من العناصر الغذائية، ولعل من أهم هذه الفوائد ما يلي:[٨]
- التقليل من خطر الإصابة بالسمنة: يمتلك القمح خصائص تفيد في الوقاية من السمنة، واكتساب الوزن الزائد، إذ إنه يفيد في تعزيز الشعور بالشبع.
- دعم الجسم بالطاقة: يفيد القمح الكامل المحتوي على فيتامين (ب) في تزويد الجسم بالطاقة.
- مفيد للأشخاص المصابين بمرض السكري: يتميز القمح باحتوائه على عنصر المغنيسيوم، الذي يعمل كعامل مساعد لأكثر من 300 إنزيم، وتفيد هذه الإنزيمات في النشاط الوظيفي للجسم في إفراز الغلوكوز، واستعمال الأنسولين، وبالتالي فإن تناول الحبوب الكاملة كالقمح يفيد في الوقاية من خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
- الوقاية من خطر الإصابة بالالتهابات المزمنة: يتميز القمح باحتوائه على البيتين الذي يفيد بدوره في الوقاية من الإصابة بالالتهابات المزمنة، مثل: الأمراض الروماتيزمية، ومرض السكري، وهشاشة العظام، وغيرها.
- الوقاية من تكون حصى المرارة: وذلك بفضل محتوى القمح من الألياف غير القابلة للذوبان، إذ إن هذا يفيد بدوره في تسهيل مرور الأطعمة في الأمعاء، بالإضافة إلى أنه يقلل من إفراز الأحماض الصفراوية، والتي تعد المسبب الرئيسي لتشكّل حصوات المرارة.
- تعزيز عملية التمثيل الغذائي: يحتوي القمح على كمية كبيرة من الألياف التي تفيد في عملية الهضم، وتحسين عملية الأيض بشكل عام.
- المحافظة على صحة العين: يتميز القمح باحتوائه على الزنك، وفيتامين (هـ)، والنياسين الذي يفيد في المحافظة على صحة العين.
- مصدر غني بالألياف: يفيد اتباع نظام غذائي غني بالألياف الغذائية في التخلص من مشاكل الانتفاخ، والإمساك، والغثيان.
- تعزيز صحة الأمعاء: تتميز نخالة القمح بتأثيرها الكبير على ميكروبات الأمعاء الصحية؛ وذلك بفضل محتواه العالي من الألياف؛ إذ تفيد هذه الألياف في تغذية البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما يفيد في تعزيز امتصاص المواد الغذائية، وتحسين عملية الهضم.
- الحفاظ على صحة الجلد: تحتوي حبوب القمح على السيلينيوم، وفيتامين (هـ)، والزنك، والتي تفيد في محاربة حب الشباب، وتغذية البشرة، وحماية البشرة من التلف الناتج عن حروق الشمس.
- تحسين صحة الشعر: يفيد الزنك الموجود في حبوب القمح في تحسين صحة الشعر، وحماية الشعر من الأضرار الناتجة عن العوامل البيئية.
فوائد الشعير وقيمته الغذائية
يحتوي الشعير على العديد من العناصر الغذائية المهمة، والتي تتمثل بـ: الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات، والسكريات، والألياف الغذائية، والفسفور، والكالسيوم، والصوديوم، والحديد، والمغنيسيوم، والزنك، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات، مثل: فيتامين ك، والثيامين، والريبوفلافين، وفيتامين ب6، والنياسين، وحمض البانتوثنيك، وفيتامين أ، وفيتامين هـ. [٩] وبفضل هذه العناصر الغذائية للشعير فإنه يوفر العديد من الفوائد الصحية للجسم، ومن أبرز هذه الفوائد ما يأتي:[١٠]
- تقليل الشّعور بالجوع: يفيد الشعير في فقدان الوزن الزائد من خلال التقليل من الشعور بالجوع، ويعزّز الشّعور بالامتلاء، وذلك بفضل محتواه العالي من الألياف، وتحديدًا الألياف القابلة للذّوبان، والتي تعرف باسم بيتا جلوكان؛ وتجدر الإشارة إلى أن الألياف القابلة للذوبان، تكوّن مادّة تشبه الهلام في الأمعاء، والذي يؤدي بدوره إلى إبطاء عمليّة الهضم، وامتصاص المواد الغذائيّة، وهذا بدوره يقلّل من الشّعور بالجوع.
- المساهمة في خفض الكوليسترول في الدم: يفيد الشّعير في خفض مستويات الكوليسترول في الدّم، إذ أنّ البيتا جلوكان المتواجد في الشّعير يفيد في التقليل من مستوى الكوليسترول الضارّ في الجسم من خلال الارتباط بالأحماض الصفراوية، وتجدر الإشارة إلى أن الجسم يتخلص من هذه الأحماض الصفراوية التي يصنعها الكبد من الكوليسترول عن طريق البراز، وبالتالي فإن الكبد يستعمل المزيد من الكوليسترول لصنع أحماض صفراوية جديدة، وهذا بدوره يقلل من نسبة الكوليسترول في الدّم.
- تعزيز عمل الجهاز الهضمي: يحسن الشّعير من عمليّة الهضم، نظرًا لاحتوائه على كمية غنية من الألياف الغذائيّة، وخصوصًا غير القابلة للذّوبان، إذ إنها تزيد من حجم البراز، ممّا يؤدي إلى تسريع حركة الأمعاء، وهذا يؤدي إلى الوقاية من احتمالية الإصابة بالإمساك، بالإضافة إلى أن محتوى الشعير من الألياف القابلة للذوبان تفيد في توفير الغذاء للبكتيريا المتواجدة في الأمعاء، وتعود أهمية البكتيريا النافعة في إنتاج أحماض دهنيّة قصيرة السّلسلة، تفيد في الوقاية من الالتهاب، والتخفيف من أعراض اضطرابات الأمعاء، مثل: مرض كرون، ومتلازمة القولون العصبيّ، والتهاب القولون التقرّحي.
- الوقاية من الإصابة بمرض السكّري النّوع الثّاني: يقي الشّعير من احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري من خلال تحسين إفراز هرمون الأنسولين، والتقليل من مستويات السكر في الدّم، ويعود ذلك لفضل محتوى الشعير الغني بالمغنيسيوم، إذ إن المغنيسيوم يلعب دورًا مهمًا في إنتاج الأنسولين، واستعمال الجسم للسكّر، بالإضافة إلى أنّ الشعير يحتوي على كمية كبيرة من الألياف القابلة للذوبان، والتي ترتبط بالماء وجزيئات أخرى أثناء تحرّكها عبر الجهاز الهضمي، وهذا يؤدّي بدوره إلى إبطاء امتصاص السكّر في مجرى الدّم.
قَد يُهِمُّكَ
نُشِرَت العديد من الدراسات التي اهتمت بتأثيرات القمح والشعير على الصحة العامة، فقد نشرت دراسة مخبرية في مجلة ( The Journal of Nutrition) عام 2005 أُجريت على خلايا سرطان القولون البشريّة، استعمل فيها مُركّبان ينتجان من عملية أيض مركبات الليغنان المتواجدة في نخالة القمح، وذلك من أربعة أصناف مُختلفة من القمح، ووجد أنّهما يؤديان إلى تثبيط نمو الخلايا السرطانية من خلال تعزيز موت الخلايا المُبرمج، وأيضًا عملية الركود الخلوي لها.[١١] وقد أجريت دراسة أخرى في جامعة أوميو في السويد على الفئران، وأظهرت هذه الدراسة أنّ الفئران الذين حصلوا على مصدرٍ مرتفع من مُركّز ألياف الشعير، أدى ذلك إلى انخفاض معدل تكرار تشكل حصى المرارة لديهم بنسبة تصل لـ 10% تقريبًا بالمقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تتناول ألياف الشعير.[١٢]
المراجع
- ↑ "Wheat Facts", wheatworld, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Is Barley Good for You? Nutrition, Benefits and How to Cook It", healthline, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Wheat", plantvillage.psu, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Barley", plantvillage.psu, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Wheat", hort.purdue, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Barley", hort.purdue, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Wheat, soft white", fdc.nal.usda, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "18 Incredible Wheat Benefits", organicfacts, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "Barley, pearled, raw", fdc.nal.usda, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ "9 Impressive Health Benefits of Barley", healthline, Retrieved 2020/6/1. Edited.
- ↑ Hongyan Qu, Ronald L. Madl, Dolores J. Takemoto (March 2005), "Lignans Are Involved in the Antitumor Activity of Wheat Bran in Colon Cancer SW480 Cells ", The Journal of Nutrition, Page 598–602. Edited.
- ↑ JIE‐XIAN Zhang FRANK Bergman GÖRAN Hallmans (January 1990), "The influence of barley fibre on bile composition, gallstone formation, serum cholesterol and intestinal morphology in hamsters", APMIS, Page 568-574. Edited.