الذئبة الحمراء بالدم

الذئبة الحمراء

يُعد مرض الذئبة الحمراء أحد الأمراض الناجمة عن تهيج الجهاز المناعي للجسم ومهاجمته لخلايا الجسم الطبيعية الأخرى إلى درجة التسبب بحدوث التهابات فيها، ويمتاز مرض الذئبة الحمراء بدرجة عالية من التعقيد تدفع بالبعض إلى وصفه بمرض "الألف وجه"، وتشير التقارير الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى وجود المرض عند 1.5 مليون إنسان، وإلى ظهور 16 ألف حالة جديدة من المرض سنويًا، كما تشير الإحصاءات إلى شيوع المرض أكثر بين النساء، خاصة بأعمار تتراوح بين 15-44 سنة، وتُعد المغنية الأمريكية الشهيرة سيلينا غومز أحد المشاهير الذين سلطوا الضوء على هذا المرض عام 2015، عند تشخيصها بالمرض خلال سنوات مراهقتها المتأخرة، وعلى أي حال يُقسم مرض الذئبة أصلًا إلى أنواع كثيرة، أهمها ما يُعرف بالذئبة الحمامية المجموعية، الذي يؤثر على جميع أجهزة الجسم تقريبًا، بما في ذلك الجلد، والرئتين، والكليتين، والدم[١].


تأثير الذئبة الحمراء على الدم

يُعاني بعض المصابين بالذئبة الحمراء من هبوط بعدد خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية المسؤولة عن تجلط الدم، وقد يحدث هذا الهبوط أحيانًا دون أن تظهر أعراض ظاهرة بوضوح على المصاب، مما يعني ضرورة إجراء فحوصات الدم بانتظام للكشف عن مشاكل الدم لدى هؤلاء المرضى، وعلى العموم قد يُعاني بعض المرضى من التعب الشديد وفقر الدم في حال حصل هبوط كبير في عدد خلايا الدم الحمراء، كما يُمكن للبعض منهم أن يُصابوا ببعض أشكال العدوى الخطيرة بسبب انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، ومن الشائع كذلك أن يشكو بعض المصابين من كثرة إصابتهم بالكدمات بسبب انخفاض عدد الصفائح الدموية، ويشير الخبراء كذلك إلى انتشارٍ حصول الجلطات الدموية عند المصابين وبالذئبة الحمراء، خاصة في القدمين، والرئتين، والدماغ، وهذا الأمور تؤدي بالطبع إلى الإصابة بأمراض خطيرة؛ كالسكتة الدماغية والخثرات الوريدية، وعادةً ما ينسب الخبراء حدوث هذه الخثرات إلى زيادة إنتاج أجسام المرضى لأنواع معينة من الأجسام المضادة داخل الدم تُدعى بأضداد الشحوم الفسفورية، وهي بالمجمل عبارة عن أنواع شاذة من البروتينات تزيد من قدرات الدم على التجلط أو التخثر[٢].


تأثير الذئبة الحمراء على الأوعية الدموية

تزداد فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كثيرًا عند المصابين بمرض الذئبة الحمراء، بل إن البعض يؤكدون على كون أمراض القلب هي أحد أكثر أسباب الوفيات شيوعًا بين المصابين بالذئبة، وكثيرًا ما تنتشر حالات الإصابة بالتهابات الشرايين بين هذه الفئة أيضًا، ومن المعروف أن التهاب الأوعية الدموية سيؤدي إلى تمزقها ودفعها إلى النزيف داخل الأنسجة المحيطة بها، وفي حال حدث تمزق للأوعية الدموية داخل الجلد، فإن الامر سيظهر على شكل تغيرٍ في لون الجلد، بينما لو حدث التمزق داخل الدماغ أو القلب، فإن الأمور ستسلك منحنى أكثر خطورة على حياة المصابين بالذئبة، وعلى أي حال قد يؤدي حصول النزيف إلى الإصابة بفقر الدم في النهاية[٣].


فحوصات الدم لتشخيص الذئبة الحمراء

يشتهر مرض الذئبة بصعوبة تشخيصه بين الأطباء؛ وذلك لتنوع وكثرة الأعراض الناجمة عنه، لذا من النادر أن يعتمد الأطباء على فحص مخبري واحد لتشخيص الذئبة، وعادةً ما يضطر الأطباء إلى مطالبة المريض بإجراء أكثر من نوع من فحوصات الدم لتحري وجود مرض الذئبة لديهم، ومن بين أبرز هذه الفحوصات ما يأتي[٤]:

  • فحص الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear Antibody): توجد الأجسام المضادة للنواة عند معظم المصابين بمرض الذئبة، لكن مجيء هذا الفحص بنتائج إيجابية لا يعني بالضرورة إصابة الفرد بالذئبة؛ لأن الفحص قد يكون إيجابيًا عند المصابين بأمراض أخرى تخص المناعة الذاتية وليس مرض الذئبة فقط.
  • أضداد الشحوم الفسفورية (Antiphospholipid Antibodies): توجد أضداد الشحوم الفسفورية عند 60% من مرضى الذئبة، وقد توجد عند بعض الأفراد السليمين أيضًا، مما يعني أنها ليست كافية للجزم بالإصابة بالذئبة.
  • العد الدموي الشامل (Complete Blood Cell Count): يهدف هذا الفحص إلى قياس مستوى خلايا الدم جميعها، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء، لكن مجيء نتائج هذا الفحص بنتائج شاذة لا يعني بالطبع الإصابة بالذئبة الحمراء.


المراجع

  1. Vincent J. Tavella, MPH (12-11-2018), "What is lupus?"، Medical News Today, Retrieved 16-6-2019. Edited.
  2. "Lupus", Cleveland Clinic,10-11-2014، Retrieved 16-6-2019. Edited.
  3. Nancy Carteron, MD, FACR (20-9-2017), "The Effects of Lupus on the Body"، Healthline, Retrieved 16-6-2019. Edited.
  4. Jennifer Robinson, MD (23-10-2017), "Lab Tests for Lupus"، Webmd, Retrieved 16-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :