عصب التوازن
يمكن سماع الأصوات ضمن آلية مشتركة ما بين الجهاز العصبي والأذن، إذ تنتقل الموجات الصوتية عبر القناة السمعية (قناة استاكيوس) إلى طبلة الأذن لتصل بعد ذلك عبر اهتزازها للأذن الوسطى والأذن الداخلية وتتحول هذه الاهتزازات لإشارات عصبية تنتقل بواسطة العصب السمعي للدماغ لتمييز الأصوات، ويسمى العصب السمعي باسم العصب الدهليزي، أو عصب التوازن أو العصب الثامن وهو موجود في القناة السمعية من الداخل ولا يقتصر دوره بالتعرف على الأصوات فقط بل يساعد كذلك في الحفاظ على توازن الجسم وإرسال المعلومات للدماغ، إذ تقوم قوقعة الأذن بتحويل الموجات الصوتية أما العصب الدهليزي فيساعد بملاحظة تغيرات حركة الرأس نسبةً لقوة الجاذبية.[١]
التهاب عصب التوازن
تساعد مكونات الجهاز الدهليزي باستشعار تغيرات حركة الرأس للحفاظ على توازن الجسم بإرسال هذه المعلومات للدماغ، ومع إصابة العصب الدهليزي بالالتهاب في إحدى الأذنين يختل وظائف العصب في الحفاظ على التوازن مما يسبب الشعور بالدوخة أو الدوار، وعادةً ما يصاب البالغين بهذه المشكلة، ويرافق ذلك ظهور مجموعة من الأعراض الصحية التي تؤثر على جودة حياة المصاب مثل الشعور بالدوار واختلال التوازن عند الاستيقاظ صباحًا أو بشكلٍ مفاجئ، والشعور بالغثيان والإصابة بالتقيؤ، وتشوش الرؤية، وانعدام القدرة على التركيز وغيرها إلا أن هذه الأعراض لا تستمر أكثر من عدة أيام إلى عدة أسابيع لتختفي لاحقًا، أما عن الأسباب الرئيسة للإصابة فتعود للإصابة بنوع من أنواع العدوى الفايروسية مثل الحصبة، والجدري، وفايروس الإنفلونزا، والحصبة الألمانية، والنكاف، والجدري وغيرها وتكمن مشكلة حدوث التهابٍ في عصب التوازن تعرضه للتلف مما يسبب حدوث التهابٍ مزمن وصعوبة ممارسة الأنشطة اليومية أو التعرض للأذى عند الإصابة بالدوخة.[٢]
التشخيص والعلاج
لتشخيص الإصابة بالتهاب عصب التوازن يجب مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة اعتمادًا على الأعراض الظاهرة مثل فحص السمع، وفحص التوازن، وفحص القدرة على التركيز، والتأكد من عدم تعرض العصب الدهليزي للتلف، والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها من الفحوصات الأخرى التي تساهم في نفي الإصابة بأمراض أخرى مثل السكتة الدماغية أو وجود ورمٍ في المخ، ويعتمد العلاج على تحديد سبب المرض وذلك باستخدام ما يأتي:[٣]
- استعمال الأدوية العلاجية للسيطرة على الشعور بالغثيان.
- الإكثار من السوائل تجنبًا للإصابة بالجفاف عند الإصابة بالتقيؤ.
- استعمال الأدوية العلاجية للسيطرة على الشعور بالدوار مع ضرورة استعمال هذه الأدوية لمدة قصيرة.
- السيطرة على بعض أنواع العدوى الفايروسية باستعمال مضادات الفايروسات ولا حاجة لاستعمال المضادات الحيوية.
التكيف مع المرض
يعدّ التهاب عصب التوازن من الحالات الصحية الشائعة في منتصف العمر لدى كلًا من الرجال والنساء إذ يتناقص عدد الخلايا العصبية مع التقدم بالعمر كما تتناقص كمية الدم المتدفقة للأذن الداخلية، مما يزيد من احتمالية الإصابة خاصةً مع تراجع قوة جهاز المناعة والإصابة بنوعٍ من أنواع العدوى الفايروسية، وبالرغم من اختفاء الأعراض دون الحاجة للعلاج خلال عدة أسابيع إلا أنه يمكن التكيف مع المرض لمنعه من التأثير على الانشطة الروتينية وذلك باتباع النصائح المتعلقة بما يأتي:[٤]
- السفر: يعدّ السفر من المشكلات التي تواجه المصابين بالتهاب عصب التوازن نظرًا لتغير الضغط الجوي باستمرار لذا ينصح بتجنب ركوب الطائرة وتجنب القيام بأنشطة تحتاج للتركيز مثل القراءة عند ركوب السيارة أو القطار.
- النظام الغذائي: يحتاج المصابون بالتهاب العصب الدهليزي إلى تغيير بعض الخيارات الغذائية واتباع برنامج غذائي صحي يعتمد على الإكثار من شرب السوائل والماء، وتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالأملاح والسكريات، والإقلاع عن التدخين، وتجنب شرب الكحول والمشروبات التي تحتوي الكافيين.
- ممارسة الأعمال اليومية: قد يصعُب على المصاب بالتهاب العصب الدهليزي التزام المنزل وعدم الذهاب اللعمل أو المشاركة بالمناسبات الاجتماعية إلا أنه يجب إدراك تأثير بعض العوامل على حالة المصاب مثل الإزعاج والتنقل والإضاءة والتوتر وغيرها.
المراجع
- ↑ Healthline's Medical Network (2015-3-9), "Vestibulocochlear nerve"، healthline, Retrieved 2019-4-19. Edited.
- ↑ Ingrid Strauch, "What Is Vestibular Neuritis?"، EVREYDAY HEALTH, Retrieved 2019-4-19. Edited.
- ↑ Cleveland Clinic (2013-5-23), "Vestibular Neuritis: Management and Treatment"، Cleveland Clinic, Retrieved 2019-4-19. Edited.
- ↑ veda, "LIVING WITH A VESTIBULAR DISORDER"، VeDA, Retrieved 2019-4-19. Edited.