خبطات الرأس
تتراوح طبيعية الخبطات أو الإصابات المباشرة التي يتلقاها الرأس أحيانًا بين مجرد خبطات خفيفة على الرأس وبين حصول كسور في عظام الجمجمة، وقد تصل خطورة خبطات الرأس إلى حد التسبب بحدوث ضرر مباشر في أنسجة الدماغ وربما الموت أيضًا، وتُعد حالات ارتجاج الدماغ من بين أنواع إصابات الدماغ القادرة على إيقاف الدماغ عن العمل بصورة مؤقتة، وكثيرًا ما تنجم هذه الخبطات عن التعرض لحوادث مؤسفة وخطيرة؛ كالتعرض لطلق ناري، أو السقوط من حافة مرتفعة، أو الارتطام المفاجئ بكرة أو بجسم سريع الحركة، ومن المعروف أن تعرض الرأس لخبطات شديدة يؤدي إلى تشكل كدمات وجلطات دموية داخل الدماغ، وتتباين بالطبع شدة هذه الجلطات بتباين مكانها وحجمها داخل الدماغ، وعلى العموم، فإن الجمجمة تتكون من عظام قوية وسميكة لتوفير مزيدٍ من الحماية للدماغ ضد الإصابات المباشرة، لكن يبقى من المحتمل أن تؤدي خبطات الرأس القوية إلى حدوث كسر في عظام الجمجمة أحيانًا[١].
آثار ومضاعفات خبطات الرأس
تتسبب خبطات الرأس القوية بحدوث مضاعفات سيئة للغاية، خاصة في حال وصل تأثير هذه الخبطات إلى الدماغ، ومن بين أبرز هذه الآثار والمضاعفات ما يلي[٢]:
- العدوى: تزداد فرص الإصابة بالعدوى كثيرًا في حال تعرضت الجمجمة إلى الكسر بسبب التعرض لخبطة مباشرة على الرأس، ويرجع سبب ذلك إلى التمزق الحاصل في الغشاء الرقيق الذي يغلف الدماغ بسبب كسور الجمجمة، وهذا يؤدي بالطبع إلى تسهيل دخول البكتيريا إلى الرأس.
- متلازمة ما بعد الارتجاج: يُعاني البعض من ظهور أعراضٍ مزمنة بعد التعافي من ارتجاج الدماغ، ولقد أطلق الخبراء على هذه الاعراض اسم متلازمة ما بعد الارتجاج، وتتضمن -مثلًا- الشعور بالصداع المستمر، والدوخة، والضعف، والغثيان، ومشاكل الذاكرة، ومشاكل في التركيز والفهم، والعجز عن القيام بالأعمال والواجبات الحياتية، بالإضافة إلى سماع أصوات داخل الرأس أو طنين الأذن.
- اعتلالات الوعي: يدخل بعض الأفراد الذين تعرضوا لخبطات قوية على الرأس في نوباتٍ متقطعة من فقدان الوعي أو الإغماء، وهذا بالطبع ينعكس سلبًا على قدراتهم الذهنية ويجعل من الصعب عليهم ممارسة الأنشطة الذهنية والعقلية المعقدة؛ كالتفكير، والتواصل مع الآخرين، وتذكر الذكريات الماضية.
- مشاكل الدماغ: تتضرر أنسجة الدماغ العصبية بسبب زيادة الضغط الحاصل داخل الجمجمة نتيجة لتخثر الدم بين الجمجمة وسطح الدماغ الخارجي أو بسبب النزيف الحاصل داخل أو حول الدماغ، ويشير الخبراء إلى إمكانية أن تؤدي خبطات الرأس إلى الإصابة بالصرع الدائم أو المؤقت، كما يُمكن لخبطات الرأس أن تتسبب بمشاكل أخرى في الدماغ، بعضها دائم وبعضها مؤقت أيضًا، وبالإمكان شرح أبرزها على النحو الآتي:
- مشاكل جسمية: تؤدي إصابات الدماغ أحيانًا إلى شعور الفرد بصعوبة تحريك جسمه أو بصعوبة الحفاظ على توازن جسمه، بالإضافة إلى الصداع والشعور بالتعب.
- مشاكل هرمونية: تتمكن بعض خبطات الرأس من التأثير مباشرة على الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ والمسؤولة عن تنظيم الغدة الدرقية، لذا ليس من الغريب أن يؤدي تضرر الغدة النخامية إلى حصول مشاكل في إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات.
- مشاكل في الحواس: يُعاني بعض الذين تعرضوا لخبطات الرأس من فقدان حاستي التذوق والشم، كما قد يشكو آخرون من رؤية بقع عمياء في أعينهم، وقد تعجز أجسام البعض منهم عن التحكم بدرجة الحرارة، مما يجعلهم يشعرون ببرودة أو بسخونة كبيرة في أجسامهم.
- مشاكل عقلية: يواجه البعض مشاكل في التفكير، والذاكرة، وتحليل المعلومات، وحل المشاكل بعد تعرضهم لخبطة مباشرة على الرأس.
- مشاكل سلوكية: يشكو البعض من تغيرات في مشاعرهم وسلوكياتهم بعد التعرض لخبطات أو إصابات الدماغ المباشرة، وقد يُصبحون أكثر عصبية وتهيجًا من ذي قبل.
الوقاية من خبطات الرأس
بوسع الأفراد اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لتقليل خطر إصابتهم بخبطات الرأس؛ كارتداء الخوذ -مثلًا- عند الرغبة بقيادة الدرجات النارية؛ إذ إن عدم ارتداء الخوذ الواقية أثناء قيادة الدراجات النارية يؤدي إلى زيادة خطر التعرض لخبطات الدماغ بمقدار الضعف تقريبًا، كما تشير التقارير إلى أن 74-85% من حوادث الإصابة بخبطات الرأس الناجمة عن الدراجات الهوائية يُمكن الوقاية منها ببساطة عبر ارتداء الخوذ الواقية، أيضًا الوسائد الهوائية في السيارات تقلل من إصابات الدماغ عند وقوع الحوادث، وغيرها من الإجراءات الوقائية[٣].
المراجع
- ↑ Seunggu Han, MD (21-6-2018), "Head injury: Symptoms, concussion, and treatment"، Medical News Today, Retrieved 13-8-2019. Edited.
- ↑ "Severe head injury-Complications", National Health Service ,30-11-2018، Retrieved 13-8-2019. Edited.
- ↑ "Traumatic Brain Injury: Prevention", Cleveland Clinic,26-12-2014، Retrieved 13-8-2019. Edited.