محتويات
رهاب الزّواج
الزّواج رابطة مقدّسة تربط بين شخصين روحيًّا وماديًّا، ويتعهّدان فيها للإخلاص لبعضهما البعض طول الحياة، ولكن إن كنت تقول أنّك لست مستعدًا للزّواج، أو لا تريد الزّواج، أو أنّ الزّواج لا يُناسبكَ، على عكس الطّبيعة البشريّة، فأنتَ تُعاني من رِهاب الزّواج، أو ما يُعرف بفوبيا الزّواج، وهو الخوف من الالتزام طويل المدى مع شخص واحد فقط، وتحمل مسؤولية شخص آخر، فالخوف مصحوب بالالتزامات المادية والروحية والعديد من التضحيات التي قد تولد لديك الشعور بالخوف من الإقدام على تلك المرحلة في حياتك، فإن كنت تعاني من فوبيا الزّواج هذا المقال مخصّص لكَ، وسيساعدك على تجاوز مشاعر الخوف من الزواج.[١]
كيفيّة التّغلّب على رهاب الزّواج
الخوف من الزّواج وتحمّل مسؤوليّاته أمر طبيعي، ولكن على الرّغم من ذلك يبقى أمر مرغوب فيه، ويقدم عليه الجميع، فإن كنتَ كذلك لا خوف عليك، ولكن إن كان خوفكَ من الزّواج يمنعك من الإقدام عليه، ويسبّب لكَ هلع وخوف عميق، هنا عليك أن تقرأ السّطور القليلة القادمة لتساعدكَ في التغلّب على هذا الخوف:[٢]
- تأكّد أنّ لا شيء سيتغيّر فعليًا بعد الزّواج، بل ستستمر حياتكَ كما هي، وستظل تتبادل الحب مع شريكتكَ التي اخترتها، إلى جانب أنّ روتين حياتكَ سيعود كما هو في اللّحظة التي تنتهي فيها حفلة الزّفاف وشهر العسل.
- تعرّف على أزواج سعداء في حياتهم، وما زالوا يكنّون مشاعر الحب لبعضهم، فمثل هذه النّماذج الإيجابيّة تُعطيك دفعة لدحض مخاوفكَ من الزّواج، ويمكنكَ أن تشاركهم مخاوفكَ، وأن كان أحدهم مرّ بهذا الشّعور قبل ارتباطه، استفد من نصائحه في كيفيّة تخطّيه هذا الأمر.
- ابحث عميقًا في غياهب نفسكَ عن السّبب الحقيقي وراء خوفكَ من الزّواج، فعليك البحث عميقًا في ماضيك وحياتك السابقة بمصداقيّة، فمعرفة السّبب الحقيقي جزء من العلاج، فقد تكون مررت بتجارت سابقة فشلت فيها بالالتزام، أو تخلّت عنكَ شريكتكَ، وما سبّبه الهجر لفؤادكَ، فأصبحت ردّة فعلك لا إراديّة للهروب من الزّواج خوفًا من الهجران، أو قد يكون زواج والديكَ ليس مثاليًا، لا بل كان سلبيًا جدًّا، رسّب لديك الكثير من المشاعر السّلبيّة تجاه الزّواج.
- ناقش مع نفسكَ توقّعاتكَ لعلاقتك الزوجيّة، فإن كنتَ تخاف من عدم النّجاح، فلا تقلق، فهو أمر طبيعي يشعر به الكثيرون، فلا تجعل مثل هذا الشّعور يقف عائقًا أمام زواجكَ، فلا تتوقّع الأسوأ، بل أقنع نفسكَ بأنّك اخترت شريكتكَ على أسس صحيحة قائمة على الحب والثقة والاحترام، والاستعداد للزّواج، وأنّكما مستعدّان لبذل كل ما بوسعكما لإنجاح الزّواج، فقط تفاءل واجتهد.
- إذا لم تستطع السّيطرة على خوفكَ من الزّواج، فلا ضير من اللّجوء لاختصاصيّين في هذا المجال، لمساعدتك في التوصّل إلى جذور المشكلة، وكيفيّة حلّها والتغلّب عليها.
أعراض رهاب الزّواج
قد تعاني من أعراض واضحة أو مخفيّة من رهاب الخوف، وقد يفسّرها الطّرف الآخر على أنّها برود، أو تجاهل، أو حتّى غضب، ولكنّها في الواقع أعمق من هذه المشاعر السطحيّة، فإن كنت تُعاني من رهاب الزّواج، عليك الانتباه لبعض العلامات مثل:[٣]
- يكون لديكَ نظرة دونيّة للذّات.
- تكون ثقتكَ بنفسكَ متزعزعة.
- تتجنّب الاتّصال الجسدي.
- لديكَ نوبات غضب كلّما أُثير موضوع ارتباطكَ أو زواجكَ.
- منغلق من حيث تكوين العلاقات، فأنت لا تستطيع الالتزام بعلاقة لفترة طويلة.
- لديك تاريخ سابق في العلاقات الفاشلة غير المستقرّة.
- لا تستطيع التّعبير عن مشاعركَ، ومشاركتها مع الآخرين.
- لا تحب التّواصل مع محيطك، وتفضّل الانعزال بنفسكَ.
أسباب رهاب الزّواج
هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تساهم في تشكيل رهاب الزّواج لديكَ، تعرّف عليها ممّا يلي، لتشاركها مع معالج نفسي مختص ليساعدكَ في التخلّص منها:[٣]
- خوفكَ من الرّفض: فقد يكون خوفك من الزّواج وسيلة دفاعيّة لخوفكَ من التعرّض للرّفض، لأنكَ قد عانيت من الرّفض في علاقات سابقة، وسبّبت لكَ مشكلة في ثقتكَ بنفسك.
- خوفك من التعرّض للهجر: بسبب شعوركَ بمرارة التخلّي عنكَ وأنت في مرحلة الطّفولة، بوفاة أحد والديكَ، أو انفصالهما، أو تخلّي شريكتكَ عنكَ في علاقة سابقة، ما ولّد لديكَ هذا النّوع من الخوف، فتفضّل على أن لا تقدِم على الارتباط بعلاقة خوفًا من المرور بهذا الشّعور مرّة أخرى.
- اضطراب الشخصية الاجتماعي: وهو أحد أنواع اضطراب الشخصيّة الذي يبدأ معكَ في مرحلة الطّفولة، وهذا النّوع من الاضطرابات يصيب حوالي 2.5% من أفراد المجتمع بجنسيه النساء والرجال على قدم المساواة، ولتتعرّف إن كان لديك مثل هذا النّوع من الاضطراب إليك الأعراض وقارنها مع نفسك:
- الخجل الاجتماعي، والارتباك من الوجود في محيط اجتماعي.
- الخوف من تعرّضك للإذلال.
- حسّاس بشكل مبالغ فيه، ومفرط تجاه النّقد.
- تضخم المشاكل التي تمر بها، وتتوقّع الأسوأ دائمًا.
- نظرتكَ لنفسكَ دونيّة.
- التعرّض للاعتداء الجنسي: خاصّةً في مرحلة الطّفولة، ما يسبّب لديك شعورًا بالخوف، ونفورًا من أي علاقة عاطفيّة أو جنسيّة، فالأشخاص الذين يتعرّضون لمثل هذا النّوع من الاعتداء يفقدون ثقتهم بالآخر لدرجة الإحجام عن الارتباط الجنسي، وقد تُعاني من أعراض أخرى تساهم في إحجامك عن الدّخول في علاقة جنسيّة مثل:
- صعوبة استثارتكَ جنيسيًّا.
- انخفاض مستوى الرّغبة الجنسيّة لديكَ.
- تشعر بالاشمئزاز في حال اقتربتَ من أنثى، أو لمستها لغاية جنسيّة.
- ضعف الانتصاب، أو صعوبة الوصول إلى النّشوة الجنسيّة.
- أسباب مختلفة: وهي:
- تعرّضكَ للتنمّر، أو التّعنيف اللّفظي أو الجسدي في مرحلة من مراحل حياتكَ.
- اعتمادكَ المفرط على والديكَ أو أحدهما.
- خوفكَ من خسارة ذاتك في العلاقة، أو فقدانكَ السّيطرة على نفسكَ.
مَعْلومَة
تكرّر لفظ رهاب أو فوبيا، وقد تكون لديكَ فكرة طفيفة عن معناه، وتتداخل لديكَ المعلومات الخاطئة الشّائعة بين النّاس، مع تلك الصّحيحة من منظر الطّب النّفسي، فالرّهاب أو الفوبيا اضطراب عقلي يصنّف كأحد أنواع اضطرابات القلق المرضي التي تجعل الشّخص يُصاب بالخوف المفرط غير المبرّر، أو غير العقلاني، ما يضّطره لإعادة ترتيب حياته لتجنّب مثل هذا النّوع من اضطرابات القلق، لأنّ التعرّض لما يسبّب له الرّهاب سيجر عليه نوبة هلع، فالرّهاب ليس مجرّد خوف طبيعي، بل هو أعمق وأخطر من ذلك، وعلى الرّغم من معرفة الشّخص أنّه يعاني من فوبيا غير منطقيّة، إلاّ أنّه لا يزال لا يستطيع التحكّم بمشاعره، أو السّيطرة على ردّات فعله التي تشمل أعراضًا مثل التعرّق الشّديد، وآلام في الصّدر، والشّعور بالاختناق الشّديد، وجفاف الفم، وتسارع ضربات القلب، والارتباك الشّديد، والغثيان، وقد حصرت جمعيّة الطّب النّفسي الأمريكيّة الرّهاب بثلاثة أنواع:[٤]
- الرّهاب المحدّد: الذي يُستثار فيه الشّخص بالخوف الشّديد من محفّز معيّن، مثل الرّهاب من القطط، أو الثّعابين، وهو لا يحصل يوميًّا لذلك لا يؤثّر كثيرًا على حياة الشّخص الرّوتينيّة إلاّ حين تعرّضه للمثير، إذ من السّهل تجنّب المثير مثل الهروب من قطّة في الشّارع، كذلك عدم ظهور الثّعابين يوميًّا، أو في المدن.
- الرّهاب الاجتماعي: يعرّف الرّهاب الاجتماعي على أنّه الخوف من الوجود في محيط به تجمّع كبير من الأشخاص، ويكون سببه خوف الشّخص من التعرّض للإحراج، أو الإذلال، فهو لا يعد خجلًا.
- رهاب الخلاء: وهو الخوف المفرط من الوجود في السّاحات المفتوحة، أو أن مجرّد الوجود خارج نطاق المنزل يسبّب نوبات الهلع، ويمكن أن ينطبق هذا النّوع من الرّهاب على الأشخاص الذي يخافون من الوجود في أماكن ضيّقة مثل المصعد، أو وسائل النّقل العام، فهذا النّوع من الرّهاب معقّد لا يمكن التعرّف على أسبابه بسهولة، ومن يُعاني منه يجد صعوبة في تجنّب المثيرات، فمن الضّروري أن يغادر المنزل للعمل، أو الدّراسة، أو للحصول على الرّعاية الطبيّة.
المراجع
- ↑ "WHAT IS FEAR OF MARRIAGE (GAMOPHOBIA)? HOW TO DEAL WITH IT", eliteworldhotels, Retrieved 2020-6-17. Edited.
- ↑ "5 ways to get over your gamophobia (assuming you even want to)", hellogiggles, Retrieved 2020-6-17. Edited.
- ^ أ ب "Defining and Overcoming a Fear of Intimacy", healthline, Retrieved 2020-6-17. Edited.
- ↑ "Everything you need to know about phobias", medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-17. Edited.