لماذا يسبب الحب الألم؟

لماذا يسبب الحب الألم؟
لماذا يسبب الحب الألم؟

الحب

لا شكَّ أنّ الحب عاطفة قوية تشعر بها تجاه المحيطين بك، وهو من المشاعر الأساسية في الحياة لاستمرار العلاقات كافة، ويوفّر جزء كبير من الراحة في حياتك الشخصية والاجتماعية والعملية، فهو من أساسيات العلاقة الصحية، فباستطاعتك وصفه بأنه مجموعة مختلفة من المشاعر والعواطف ومحصلة العديد من المواقف بينك وبين الآخرين، وهو من الروابط العاطفية القوية ومن أنواع التواصل العميقة التي يُعد الاهتمام ركيزتها.

لكن في كثير من الأحيان يكون تأثير مشاعر الحب سلبيًا عليك أو على المحيطين بك، فالحب خليط من النقاء والجمال والألم، لكن لماذا يسبب الحب الألم؟ هذا ما سنوضحه لك في هذا المقال.[١]


لماذا يسبب الحب الألم؟

الحب من المشاعر الأساسية في حياتك التي قد تؤثر عليك إيجابيًا وسلبيًا، لكن ما الذي يجعل الحب يشكل جانبًا سلبيًا في حياتك؟ ولماذا قد يسبب الألم لك؟:[٢]

  • الشك في المستقبل: يعد شعور الحب من المشاعر غير المؤكدة في المستقبل التي قد تثير مخاوفك من خسارتها لاحقًا بسبب إمكانية تبدّلها مما يُفشل علاقتك مع الشريك ويسبب لك الألم والحزن، وقد يؤثر هذا الأمر سلبًا على صحتك ونفسيتك، ابتعد عن القلق وحاول عدم وضع أي ضمانات كبيرة ورسم مخططات مستقبلية حتى تتأكد من مشاعر الشريك كي لا تتأذى.
  • التوقعات الزائدة: يؤدي التخطيط الكثير وربط مستقبلك بالشريك بناءً على حبك الكبير له ومن ثم فشل العلاقة إلى إحباطك والتسبب بالكثير من الحزن والألم لك، لذلك حاول العيش في الحاضر وعدم التفكير في المستقبل تفكيرًا زائدًا حتى لا تنصدم وتُعرّض نفسك للألم.
  • التأثير السلبي على كيمياء الجسم: حاول معرفة أن مشاعر الحب ترتبط بأنواع معينة من المواد الكيميائية في جسمك وتحفزها مثل؛ الدوبامين والسيروتين والأوكسايتوسين والإندورفين، وهي تثير السعادة وتنشطها فيك، وعندما تنفصل عن شريكك يسبب الشعور بالألم إلى انخفاضها، وبالتالي انخفاض الشعور بالسعادة، فإذا كنت تعاني من الألم الناتج عن الانفصال مارس التمارين الرياضية، لأنها تحفّز أيضًا هذه المواد في الجسم ليرتفع شعور السعادة وتخفف من حزنك حتى تتجاوز الانفصال.
  • الذكريات: تنتج الكثير من المواقف بينك وبين الشريك أثناء المضي في العلاقة وبعد الانفصال تتحول هذه المواقف سواء كانت جيدة أم لا إلى ذكريات عالقة في ذهنك، تُسبب لك الألم والحزن عند تذكرها، وقد تؤثر عليك سلبيًا أثناء الخوض في علاقة جديدة، لذلك حاول ألّا تتذكر المواقف السابقة، وحاول التفكير بإيجابية والتركيز على الأمور المهمة والمفرحة لك في حياتك حتى تتجاوز الأمر.
  • الخذلان: يؤدي الشعور المطلق بالسعادة والفرح عند لقائك الشخص المناسب لك إلى رفع سقف التوقعات والتحمّس في العلاقة بينكما، ثم انتهائها لاحقًا بالفشل وإصابتك بالخذلان والشعور السيئ والمؤلم، لذلك فكّر بعقلانية قبل المضي في العلاقة، وعدم التسرُّع حتى لا تتأذى لاحقًا.


كيف تتجاوز ألم الحب؟

يؤدي الخوض في علاقة شخصية والفشل فيها إلى إيذائك وتسبب الألم لك، لذلك حاول معرفة الوسائل التي باستطاعتك من خلالها تجاوز ألم الحب، ومن تلك الوسائل:[٣]

  • افهم المشكلة: حاول تقبّل فشل العلاقة وعدم مقاومة تصديق حدوثها وفهم جوانبها لتخطي الموقف وتجاوزه والبدء من جديد والتفكير بتفاؤل في المستقبل، وفتح المجال للعلاقات لاحقًا.
  • احرص على الشعور بالامتنان على الأمور الجيدة حولك: حاول أن تنظر نحو الجوانب الإيجابية في حياتك والأمور التي تشعرك بالسعادة في الجوانب العملية والاجتماعية، وقدّر اللحظات التي قضيتها مع الشريك، وتمنى له الخير لتتجاوز هذا الأمر لاحقًا، وتنتقل إلى حياة جديدة، وحاول التخلص من أي مشاعر سلبية تجاهه فهذا العلاج الأنسب للتخلص من حزنك والمضي قدمًا.
  • أحط نفسك بالأصدقاء المقربين: حاول ألّا تبقى وحيدًا عند الانفصال وفي الأوقات الصعبة بل اقِض وقتك مع أصدقائك المقربين وعائلتك وتقبّل الدعم منهم لتتجاوز هذا الأمر بسرعة وبشعور أقل ألم واصنع علاقات جديدة، وتعرّف على أشخاص خارج محيطك لإيجاد الشريك المناسب.
  • تحمّل مسؤولية شعورك: حاول بعد تقبّل شعور الألم السائد تحمّل مسؤوليته لإيجاد الحلول والتخفيف من ألمك، فأنت بيدك وحدك قرار تجاوز الموضوع أو الاستياء، هذا الأمر يقويكَ ويحفزكَ للمضي قدمًا.
  • حكّم عقلك: فكّر بحكمة وحكّم عقلك في العلاقات الشخصية، لأنّ الحب يتعلق بالعاطفة وذلك كي لا تأخذ قرارات خاطئة، حاول الموازنة بين القلب والعقل لتجاوز ألمك.
  • اختر شريكًا جيدًا: يحفز الحب حياتك نحو الأفضل إذا كان خيارك بالشريك صائبًا، لذلك لا تستسلم إذا فشلت في علاقتك واستمر في البحث عن الحب حتى تتجاوز ألمك القديم وتبدأ حياةً أفضل.


قَد يُهِمُّكَ

بالرغم من الألم الذي قد يسببه الحب، وما ينتج عنه من تبعات، إلا أنّ له العديد من الفوائد التي تعود على صحتك، ومنها:[٤]

  • التقليل من زيارات الطبيب: يؤدي شعور الحب في علاقتك الصحية والمتفاهمة إلى تحفيزك للاعتناء بصحتك وتحسين نظام حياتك، ممّا يُقلل من زيارتك إلى الطبيب.
  • يقلّل من الاكتئاب: تواجدكَ مع الشخص الذي تحب يمنعك عن العزلة والوحدة، وبالتالي يقلّل من مخاطر الإصابة بالاكتئاب والمشكلات النفسية المتنوعة، وتناول الأدوية المهدئة.
  • يخفّض من ضغط الدم: يؤثر الشعور بالحب على ضغط الدم إيجابيًا، إذ يجعله أكثر استقرارًا، فتؤدي علاقتك الإيجابية والشعور بالسعادة إلى تنظيم عمل أجهزة جسمك بطريقة أفضل وأكثر صحة.
  • يخفّف من القلق: يبعد الشعور بالحب في علاقتك المستقرة التوتر الشديد والقلق؛ إذ تكون العلاقة أكثر استقرارًا واسترخاءً وبعيدة عن التفكير الزائد.
  • السيطرة على الإجهاد بشكل أفضل: يؤدي الحصول على الدعم من شريكك الذي تشعر تجاهه بالحب إلى مواجهة الضغوطات والتأقلم معها بشكل أفضل، وإيجاد الحلول لها وتنظيمها بطريقة أسرع.
  • التخفيف من الأمراض: يعزز الشعور بالحب علاقتك الإيجابية مع الشريك الأمر الذي يحفز مناعة جسمك بطريقة أفضل مما يقلل الإصابة بالأمراض ومقاومة الفيروسات.
  • الشفاء أسرع: يقوي الشعور بالحب علاقتك مع الشريك ويجعلها أكثر إيجابية، وأكدت الدراسات أن العلاقة الإيجابية تحفّز الجسم على التعافي أسرع وعند التعرّض إلى الجروح تلتئم بسرعة أكبر.
  • الشعور بسعادة أكبر: يزيد الحب من الشعور بالسعادة في علاقتك مع الشريك، ويزيد من الترابط بينكما، ويجعلك تتخطى الكثير من المصاعب كما يجعل علاقتكما أكثر استمرارية.


المراجع

  1. "Top 6 Definitions Of Love That Everyone Should Know", lifehack, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  2. "Why Does Love Hurt in a Relationship? 5 Surprising Reasons.", thriveglobal, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  3. "Why Can Love Be So Painful? 6 Ways to Heal and Move On", huffpost, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  4. "10 Surprising Health Benefits of Love", webmd, Retrieved 23-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :