أسباب البرود العاطفي عند الرجل

أسباب البرود العاطفي عند الرجل
أسباب البرود العاطفي عند الرجل

البرود العاطفي عند الرجل

يصعب إنكار الدور المهم للعاطفة في حياة الأفراد، بغض النظر عن جنسهم أو حتى أعمارهم؛ فلقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن البشر يشعرون بأحد العواطف أو الأحاسيس في 90% من الأوقات، وتُعد العواطف الإيجابية أكثر شيوعًا من العواطف السلبية بمقدار 2.5 ضعف تقريبًا، ولا يخفى عن أحد أن للعاطفة دورًا مهمًا في تعزيز الدافعية الضرورية لاتخاذ القرارات والأفعال الحياتية، لكن أحيانًا يُصاب بعض الأفراد بحالة من البرود أو الخدر العاطفي الذي يظهر على شكل كبح للعواطف والأحاسيس وانخفاض مستوى التعابير والاستجابات العاطفية، وعلى الرغم من إمكانية أن يكون سبب حدوث ذلك راجعًا إلى رغبة الرجل في حظر أو إيقاف الشعور بالأحاسيس السلبية، إلا أن الحظر قد يشمل الأحاسيس الإيجابية، والمتع أو الرفاهية الشخصية، والحياة الاجتماعية، وربما القدرات الذاتية الخاصة بحل المشاكل والمعضلات الحياتية أيضًا[١]، وهذه الأمور في مجملها ليست بالأمور الجيدة أو الصحية؛ لأن للحياة العاطفة أهمية كبيرة ودورًا أساسيًا في نجاح حياة الفرد؛ فبدون العاطفة لن يشعر الإنسان بالسعادة، وبدون السعادة لن يستطيع الوصول إلى الأهداف التي وضعها في الحياة[٢].


أسباب البرود العاطفي عند الرجل

ترجع أسباب البرود أو الخدر أو الانفصال العاطفي إلى رغبة الرجل أحيانًا في الانفصال عاطفيًا عن الآخرين أو المواقف الاجتماعية، بينما يُمكن لرجال آخرين أن يقعوا ضحية للبرود العاطفي لأسباب خارجة عن إرادتهم أو رغباتهم، وعلى العموم يُمكن ذكر أسباب البرود العاطفي كما يأتي[٣]:

  • الاختيار الذاتي: يميل بعض الأفراد إراديًا إلى الانفصال عن المواقف العاطفية التي تتضمن اختلاطًا أو مواجهة مع أشخاص آخرين مثيرين للمشاكل او الكراهية، وهذا بالطبع أمرٌ اختياري وقد يكون إيجابيًا لدرء خطر الوقوع في المشاكل والحفاظ على الهدوء.
  • نتيجة لاعتداء في الماضي: يُمكن للبرود العاطفي لدى بعض الأفراد أن يكون ناجمًا عن التعرض لحوادث اعتداء مؤلمة أو مؤسفة في الماضي أثناء سنوات الطفولة، وعادةً ما يلجأ هؤلاء الأفراد إلى البرود العاطفي كوسيلة للتأقلم مع مجريات الحياة، ويُمكن للبرود العاطفي أن يكون ناجمًا عن الإهمال أو الحرمان العاطفي الذي يتعرض إليه الطفل أثناء سنوات حياته الأولى؛ فمن المعروف أن الطفل يحتاج إلى ترابط عاطفي كبير مع والديه أو مقدم الرعاية، وفي حال لم يجد ذلك، فإنه سيتعود في المستقبل على عدم توقع الحصول على العاطفة من أحد.
  • الإصابة ببعض الأمراض النفسية: يُعد البرود العاطفي أحد العلامات الدالة على الإصابة ببعص الأمراض النفسية، التي من بينها: اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى اضطرابات الشخصية، التي من أهمها ما يُعرف باضطراب تبدد الشخصية، الذي يُعاني المصابون به من الانعزال عن الواقع وفقدان القدرة على الشعور بالعواطف[٤].
  • الأدوية: يجهل الكثير من الناس أن لبعض أنواع الأدوية آثار سلبية على العاطفة، ومن بين أشهر أنواع هذه الأدوية ما يُعرف بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية التي تنتمي إلى فئة الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد يبقى المريض يُعاني من البرود العاطفي إلى حين التوقف نهائيًا عن أخذ هذه الأدوية.
  • أسباب أخرى: أرجع بعض الباحثين أسباب الإصابة بالبرود العاطفي عند بعض الحالات إلى الإصابة بالصرع أو أخذ ادوية الصرع، كما بات بعض الخبراء يرون علاقة بين البرود العاطفي وبين الإدمان على تناول العقاقير غير القانونية؛ كالمرخوانا مثلًا[٥].

وعلى أي حال، قد يكون سبب الإصابة بالبرود العاطفي ناجمًا عن التعرض لصدمة نفسية أو عاطفية عميقة للغاية إلى درجة اعتقاد الفرد بأن العالم قد أصبح مكانًا خطرًا للعيش فيه، وقد يكون سبب ذلك ناجمًا عن التعرض لصدمة أو موقف مهدد للحياة أو مخيف أو عنيف للغاية ويصعب نسيانه، كما يُمكن للتوتر الشديد أن يكون سببًا في حدوث الصدمة النفسية، وهذا الأمر يظهر كثيرًا عند الأفراد الذين يعيشون في المقاطعات أو الأحياء التي يكثر فيها القتال والعنف والتنمر[٦].


علاج البرود العاطفي عند الرجال

تتضمن بعض الخطوات العلاجية التي يُمكن اللجوء إليها لعلاج البرود أو الخدر العاطفي ما يأتي[٥]:

  • الأدوية: لا بد من التوقف عن تناول الأدوية التي تُسبب البرود العاطفي أو استبدالها بأدوية أخرى تحت إشراف الطبيب، كما يجب مراجعة الطبيب المختص بالأمراض النفسية من أجل الحصول على وصفات دوائية للتغلب على البرود العاطفي الشديد الذي يؤثر على العلاقات الاجتماعية والحياة الاجتماعية، لكن الحقيقة تبقى أن العلم لم يتوصل إلى الآن إلى أي دواء فعال للقضاء على البرود العاطفي، وإنما توجد أدوية فقط لتخفيف حدة الأمراض النفسية التي تسببت في الإصابة بالبرود العاطفي.
  • العلاجات النفسية: بوسع أطباء النفس الاستعانة بالكثير من أساليب العلاج النفسي للتعامل مع حالات البرود العاطفي؛ كالعلاج السلوكي، والعلاج الإدراكي، والعلاجات النفسية الأخرى، وقد يلجأ الطبيب إلى توظيف مجموعة واسعة من العلاجات النفسية للتغلب على البرود العاطفي في حال كان ذلك ضروريًا أو قد يكتفي بنوع واحد فقط من العلاجات النفسية.
  • الأنماط الحياتية الصحية: يشير الخبراء إلى وجود الكثير من الأنماط الحياتية التي تُساهم إيجابيًا في تخفيف وطأة البرود العاطفي عند الرجال، منها ما يأتي:
    • التخفيف من حدة التوتر قدر المستطاع.
    • الالتزام بتناول الأطعمة الصحية وممارسة الأنشطة البدنية.
    • الحرص على النوم لعدد كافٍ من الساعات في الليل.
    • الإفصاح عن المشاعر للأصدقاء والأفراد المقربين.


البرود العاطفي عند الأطفال

يبدأ الأبوان ومقدمو الرعاية بملاحظة إصابة طفلهم بمشاكل البرود أو التعلق العاطفي في حال تخطيه لسنته الأولى، ومن بين الأعراض الدالة على إصابة الطفل بالانفصال العاطفي اتخاذه لسلوكيات لإشغال نفسه على الدوام، وفشله في كسب المزيد من الوزن، وصعوبة تهدئته في لحظات النكد، وتردده في الاختلاط مع الآخرين، وغالبًا ما يكون سبب البرود العاطفي عند الأطفال نابعًا من تعرضهم إلى الاعتداء أو الإهمال، خاصة في حال كانوا يسكنون في دور رعاية الأيتام، ويُمكن للبرود العاطفي الذي يُصيب الأطفال أن يبقى ملازمًا لهم على مدى سنوات حياتهم، وعلى العموم لقد صنف الباحثون أنواع الانفصال العاطفي عند الأطفال إلى نوعين رئيسين، هما[٧]:

  • اضطراب التعلق التفاعلي: يُصاب الأطفال بهذا الاضطراب نتيجة للتجارب المريرة التي مروا بها أثناء تعاملهم مع البالغين خلال سنوات عمرهم الأولى، وقد يصل البرود العاطفي عند هؤلاء الأطفال إلى حد عدم إظهار أي عاطفة نهائيًا عند اختلاطهم أو تعاملهم مع الأفراد الآخرين.
  • اضطراب الارتباط الاجتماعي الجريء: يتميز الأطفال المصابون بهذا الاضطراب فقدانهم للخوف عند تعاملهم مع الغرباء، بل يُصبحون أكثر رغبة في الاختلاط مع الغرباء والتحدث معهم، دون الرجوع إلى الوالدين أو مقدمي الرعاية.


المراجع

  1. Amy Morin, LCSW (12-9-2019), "What Is Emotional Numbing?"، Very Well Mind, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  2. "Emotional health", American Psychological Association, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  3. Timothy J. Legg, PhD, PsyD (3-9-2019), "Emotional Detachment: What It Is and How to Overcome It"، Healthline, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  4. Imi Lo (31-10-2018), "Depersonalisation: Why Do I Feel Empty and Numb?"، Psychology Today, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Timothy J. Legg, PhD, CRNP (17-11-2017), "Feeling numb: What you need to know"، Medical News Today, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  6. Lawrence Robinson, Melinda Smith, M.A.,Jeanne Segal, Ph.D (10-2019), "Emotional and Psychological Trauma"، Help Guide, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  7. "Attachment Disorders", American Academy of Child and Adolescent Psychiatry,1-2014، Retrieved 18-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :