محتويات
موقع مدينة أنطاكيا
تقع مدينة أنطاكيا العريقة في مقاطعة هتاي في تركيا على نهر العاصي على بعد 19 كيلومتر من الحدود السورية، وبُنيت على أطلال المدينة التاريخية السورية أنطيوخية على العاصي، وتُعدّ أنطاكيا الحديثة إحدى المدن التركية التي يطغى عليها الطابع الإسلامي على الرغم من تعدد الأديان الموجودة فيها، ويطلق عليها اسم مدينة السلام من قبل سُكّانها، وذلك لتناغم الحياة بينهم على الرغم من اختلافاتهم، وتجدر الإشارة إلى اعتبار أنطاكيا وجهة سياحية بسبب الآثار الموجود فيها أو بسبب زيارة الحجاج المسيحين كنيسة القديس بطرس.[١][٢]
تاريخ مدينة أنطاكيا
تُعد مدينة أنطاكيا موقعًا تاريخيًا ضمّ عددًا من الإمبراطوريات العظيمة والثقافات والديانات المختلفة، فقد تأسست هذه المدينة عام ثلاثمئةٍ قبل الميلاد على يد القائد العسكري سلوقس الأول المنصور، وهو أحد جنرالات الملك ألكسندر الأكبر، وبقيت أنطاكيا تحت حكمهم حتى عام 64 قبل الميلاد، حين غزاها الروم وأصبحت عاصمة مقاطعة سوريا الرومانية، وكانت تُعد إحدى أهم الدول في فترة حُكم الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت مركزًا للإدارةِ المَدَنيّة والعسكرية في مدينة غلاطية تحت حُكم الإمبراطور أغستس، كما احتُلت مدينة أنطاكيا من قِبل الإمبراطورية البيزنطية لفترة من الزمن، ثم سيطر عليها العرب في عام 637م، ثم استعاد البيزنطيون سيطرتهم عليها حتى احتلها سلاجقة الروم الأتراك عام 1084م، ثم أصبحت المدينة تحت سيطرة الحملات الصليبية، إلى أن دمرها المماليك في عام 1268م أثناء حربهم مع الصلبيين، وواجهت صعوبة في إعادة بناء نفسها فأصبحت مدينة صغيرة.[١]
أما عند قيام الدولة العثمانية واستعادتها لأنطاكيا التي كانت تقعُ ضمن حدود مدينة سوريا آنذاك، ازدهرت المدينة وأصبحت مركزًا مهمًا للتجارة، ولكنّ هذا لم يدُمّ طويلًا فبعد سُقوط الدولة العثمانية وانتقال سوريا لتصبح تحت الانتداب الفرنسي عام 1918م استغلت فرنسا وجود أنطاكيا تحت حدودها وطالبت بها، لأنها وكما قال الفرنسيون تضُمّ عددًا كبيرًا من المسيحيين العرب والأرمنيين مما جعلها تُصبح تحت انتداهبم، لكّنّ تركيا لم تتوقف يومًا عن محاولة استرجاعها لمدينة أنطاكيا كونَها تُعد إرثًا لهم من الدولة العثمانية، لذا وبعد الضغوط على فرنسا ورفض السياسيين السوريين لهذا القرار أعادت فرنسا مدينة أنطاكيا لتركيا عام 1939م لتُصبحَ ما نَعرِفُه الآن بإحدى أهم الدول السياحيةِ في تركيا والتي تضُم 175 ألف نسمة من العرب والأتراك والأكراد مع تعدّدٍ في الديانات بين الإسلام والمسيحية و العلوية وغيرها.[٣]
معالم سياحية في أنطاكيا
تزدهر مدينة أنطاكيا بالمناطق السياحية والأثرية والتاريخية الجميلة ونذكر منها:[٤]
- متحف أنطاكيا الأثري: يعكس هذا المَتحف قَدرًا كبيرًا من تاريخ مدينة أنطاكيا واحتلال مُختلفِ الحضارات لها وذلك لما يضُمّه المَتحف مِن آثارٍ وأعمالٍ فسيفسائيةٍ وتماثيل وأدواتٍ عديدة، استخدمت من قبل تعود للفترة التي حُكمت فيها من قِبل الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية.
- كنيسة القديس بطرس: تُعد مِن أقدم الكنائس في العالم، وهي مغارة في داخل أحد الجبال العديدة التي تنتشر في أنحاء أنطاكيا، وقيل أنّ الناس الذين كانوا يعتنقون الدين المسيحيّ قديمًا اعتادوا الذهاب إلى هذه المغارة للصلاة والدعاء، لذا في بدايات القرن 19 قبل الميلاد بنى الصليبيون على أبوابها واجهة لتدُلّ الناس على مكانها.
- مدينة أنطاكيا القديمة: هي تجمّعٌ لعددٍ كبيرٍ من المنازل القديمة المتبقية من أنطاكيا بكل ما فيها من أبوابٍ منحوتةٍ وزينةٍ خشبيةٍ متدليةٍ مِنَ الأسقُفِ دون أن ننسى فِناء المنازل الذي صُممَ بطريقة يكون فيها مخفيًا بين المُجمع الكبير هذا، وقد قيل فيما سبق أنّ قدّيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي بُنيت عام 1852م كان يسكُن في أحد هذه المنازل.[٥]
- حديقة أنطاكيا: يعود إنشاء هذه الحديقة إلى عام 1956م التي جذبت منذ ذلك الوقت عددًا ضخمًا من السّياح وَصل في وقتنا الحالي إلى 700 ألف سائحٍ، وذلك لروعة منظرها وطبيعتها الخلابة ولما تضُمه من أماكن و فعاليات تُناسب كل الأعمار ويوجد بحيرتان للصيد إحداهما في الجانب الجنوبي من الحديقة وتحتوي على نافورتين وممرٍ خشبيٍ جميل، أما البحيرة التي تقع في الجانب الشمالي من الحديقة فتحتوي على مستنقعات وأراضٍ رطبة، وأربعة منازل كبيرة، و مساحة واسعة صُممت للأطفال لكي يستمتعوا بوقتهم، والعديد غيرها.[٦]
- قناة تيتوس: بُني هذا النفق في فترة حكم الملك الروماني فسبازيان والد تيتوس، وأكُمل بعد نهاية حُكم تيتوس على يد أنتونيوس، وقد عُرفت هذه التفاصيل الدقيقة عن فترة بناء القناة منَ المنحوتات و المنقوشات التي وجدت على جدرانه، التي تعود إلى ألفي عام، ولكّن هذا النفق ومع قِدم بنائه إلا أنّه يعد من عجائب الهندسة إلى وقتنا الحالي لأنّه حُفر داخل جبلٍ لتصريف فيضانات المياه و حماية المدينة، دون أن ننسى حجم النفق الضخم جدًا.[٧]
- جسر ديوكلتيانوس: يقع هذا الجسر فوق نهر العاصي في أنطاكيا والذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 284م، عدا عن أنّ هذا الجسر يُعد إرثًا تاريخيًا من فترة الحكم الروماني، إلّا أنّ بناءه المتميز الذي يحوي أربعة تقوسات كبيرة و رمزًا من رموز الدولة الرومانية العريقة يعد أحد عوامل جذب السياح في أنطاكيا.[٨]
الطعام في أنطاكيا
تبعًا لعدد الحضارات الكبير الذي مرّ على هذه المدينة العريقة فمن الطبيعي وجود تنوعٍ ضخمٍ في المأكولات وأصولها، فعند الذهاب إلى مدينة أنطاكيا يستطيع الشخص البدء بتذوق طعامهم المحلي المعروف والذي يُقدم في المطاعم المختلفة، ويوجد عصير سالجام البنفسجي المعروف الذي يُباع في أغلب المناطق في أنطاكيا المُكون مِن الجزر وماء المُخلل المُنكه بالبهارات الحارة أو دونها، يشربُه الأتراك مع اللحم اللذيذ في أحد المطاعم المحلية لديهم، كما يمكن تذوق الطعام الروماني أو البيزنطي أو حتى العربي بسبب انتشار الثقافات لديهم.[٤][٩]
المراجع
- ^ أ ب "Antioch Modern and Ancient City, South-Central Turkey", Britannica, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Antakya", Lonely Planet, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Antakya", Encyclopedia, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Feride Yalav-Heckeroth (29-8-2017), "How to Spend a Weekend in Antakya"، The Culture Trip, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Top things to do in Antakya", Lonely Planet, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Antioch Park", jcprd, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "The ancient Vespasianus Titus Tunnel of Turkey", Ancient Origins, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Main Attractions in Antakya", Turkey For You, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ Kevin Gould (23-5-2012), "Time travel in ancient Antioch, Turkey "، theguardian, Retrieved 22-8-2019. Edited.