مدينة دمشق
مدينة دمشق هي عاصمة سوريا وأكبر مدنها ومركز التواصل والإدارة والتمويل، تقع على ضفة الغوطة بالقرب من نهر بردى، يُعد هواها عليل وذلك لقربها من البحر ففي الشتاء، إذ تتساقط الثلوج والأمطار، وفي الصيف تكون معتدلةً، ولذلك أطلق عليها لؤلؤة الشرق لشدة جمالها، لذلك صنفها الرحالة العربي المقدسي في القرن العاشر برابع أجمل الدول العربية والتي شبهها بالجنة، وتسمى مدينة دمشق باللغة العامية بالشام التي تعني الشمال أو اليسار، ويَعتقدُ البعض أن مدينة دمشق تعود إلى زمن بعيدٍ جدًا وذلك بسبب تسميتها، فدمشق كلمة اشتُقتْ من دمشقة التي كانت تستخدم في فترة قديمة جدًا.[١][٢]
تاريخ مدينة دمشق
على مرِّ العصور توالت على مدينة دمشق العديد من الحضارات والثقافات كونها تعد مركزًا للتجارة والثقافة والفِكرِ قديمًا، فبين العدد الكبير من المناطق التي تعود إلى زمنٍ بعيد فإن دمشق هي المدينة الوحيدة التي لم تكن خالية من السُكِّان قطْ،، فقد كانوا الرُحَّال يأتونها من كل مكان سواءً من داخل سوريا أو خارجها كالمناطق التي تقع قرب البحر الأبيض المتوسط أو جنوب غرب قارة آسيا، ولهذا فقد كانت ولمدةٍ طويلةٍ منطقة نزاع بين الدول العربية والغربية مما أدى إلى احتلالها عدة مرات، فقد احتُلت في القرن الخامس عشر عندما كان يسكُنها بنو إسرائيل من قِبل فرعون، ومن قِبل الآشوريين، والبابليين، واليونان والأنباط والرومان الذين بنوا قدرًا كبيرًا من مدينة دمشق قديمًا، أما في عام 395 قبل الميلاد وقعت دمشق تحت الاحتلال البيزنطي الذين تركوا في دمشق بعضًا من تراثهم و آثارهم، أما في فترة حكم الأمويين عام 661 قَبل الميلاد أصبحت مدينة دمشق مركزًا سياسيًا واقتصاديًا يضُم عددًا كبيرًا من الدول، إذ يمتد من دولة إسبانيا وحتى خراسان في الشرق، وقد بَنى الأموييون فيها العديد من الآثار والمساجد، لكنها وللأسف تدمرت عام 750 قَبل الميلاد عندما دخل الجيش العباسي إلى دمشق ليحتلّها، أما في فترة حكم الملك المصري أحمد بن طولون فقد أخذ مدينة دمشق التي استغنى عنها العباسيون حين نقلوا عاصمة الدولة الإسلامية لتُصبح في العراق بدلًا منها في دمشق، وضَمِها إلى دولته في مصر، وذلك ما جعل دمشق تشهَد حربًا وقعت بين الدولة الفاطمية في مصر والدولة الحمدانية في بلاد الشام، وعدد كبير مِن المعارك الأخرى والدول التي مرت في تاريخ هذه الدولة الإسلامية العريقة.[١][٢]
السياحة في دمشق
تحتوي مدينة دمشق على عددٍ كبيرٍ من المعالم والآثار والمباني التاريخية الرائعة وفيما يلي نذكر بعضًا منها:
- جدار مدينة دمشق: فقد صُممت هذه المدينة قبل مئات السنين من قِبل الرومان، إذ وضعوا حولها جدارًا ضخمًا حماها خلال الحروب والغزوات التي مرت عليها، وما يزال هذا الجدار قائمًا إلى يومنا هذا.[٢]>
- الجامع الأموي: يسمى الجامع الأموي بمسجد سوريا العظيم؛ لأنَّه يعد من أكبر المساجد في العالم ولكونه أول عملٍ معماريٍ في الحضارة الإسلامية، إذ بُني هذا المسجد بدلاً مِن المعبد المسيحي الذي بناه الرومان قديمًا، وقد كان هذا المسجد مكانًا لآداء العبادات ومركزًا للدروس الدينية والثقافية ومجلسًا للشورى ومنزلًا للمساكين الذين يبحثون عن مأوى، ولكنْ هذا لم يكن السبب الوحيد الذي جعل المسجد إحدى عجائب الدنيا، بل إنَّ تصميم المسجد الفريد من نوعه آنذاك وجدرانه الداخلية المليئة بالأعمال الفسيفسائية أما جدرانه الخارجية فهي كما كانت قبل بنائه.[٣]
- قصر العظم: يعد أحد أجمل المعالم الهندسية التي تجذب السّياح إلى مدينة دمشق، بُني هذا القصر في عام 1750 من قِبل الحاكم العثماني أسعد باشا العظيم الذي حكم دمشق في تلك الفترة، والذي يقع في الجهة الجنوبية للجامع الأموي، يتكون القصر مِن جناحينِ رئيسيين وهما الحرملك الذي يعد مكانًا خاصًا لأبناء السلطان ووالدته والخدم في القصر، والسلاملك وهو الجناح الذي يستقبل فيه الملك رجال الدولة.[٤]
- ضريح صلاح الدين الأيوبي: بُني ضريح صلاح الدين الأيوبي بعد ثلاث سنوات من موت صلاح الدين الأيوبي من قِبل ابنه في مدينة دمشق وذلك في عام 1196، وهو المكان الذي وُضع فيه قبره، وبعد ذلك بفترةٍ تحديدًا في عام 1898 جدد الضريح ليُصبح كغرفةٍ مربعة الشكل.[٥]
- مدينة أفاميا: تقع مدينة أفاميا على الضفة الشرقية من نهر بردى في مدينة دمشق، وقد سُميت المدينة بهذا الاسم لتكريم زوجة سلوقس الأول المنصور الفارسية أفاميا، وهي إحدى الدول الأربعة التي احتلها سلوقس الأول في القرن الثالث قبل الميلاد، استُخدمت المدينة كقاعدة عسكرية في فترة احتلال السلوقيين لسوريا، أما في وقتنا الحالي فلا يوجد في المدينة إلا الحُطام والحجارة بعد أن تدمرت بسبب الحروب التي مرّت عليها.[٦]
طبيعة مدينة دمشق
تُعد مدينة دمشق ذات طبيعةٍ جميلةٍ جدًا، فهي مدينة تمتلئ بالأشجار والأنهار والأراضي الزراعية وبساتين الجوز وبساتين الزيتون التي يُحضر منها زيت الزيتون الطازج والخضروات والفاكهة، وتعود خُصوبة أراضيها إلى موقعها الذي يرتفع 690م فوق سطح البحر في الجهة الجنوبية من جبل قاسيون والمُطل على نهر بردى الذي يصُّب داخل أراضيها، وهذا ما جذب الرحَّالة والسكان والمهاجرين ليستقروا في دمشق، مما جعل أعداد السكان في تزايد مستمر ليَصل في وقتنا الحالي إلى 1,711,000 نسمة، وتَتمع المدينة بنظام ريٍّ داخلي كان يعمل قديمًا بوضع عددٍ من أغصان وأفرع الشجر المتينة داخل النهر وجعلِه يصُب في الأراضي المجاورة، فلم تعتمد هذه المدينة على أي موارد خارجية من أجل الحفاظ على خصوبة أراضيها ونُضجِ مواردها الغذائية، وهذا يرجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد، فلا تعد طبيعة دمشق الخلابة ظاهرةً جديدةً، دون أن ننسى أنها تُعد إحدى أهم المدن التجارية، كما تعد مكانًا رئيسيًا يَعبُر منه الحُجّاج في الدولة الإسلامية للوصول إلى مكة والمدينة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "Damascus", Britannica, Retrieved 22-8-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Damascus ", Encyclopedia, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Umayyad Mosque", Islamic Landmarks, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Culture of Damascus. Places to visit - old town, temples, theaters, museums and palaces", Orange Smile, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "Saladin Mausoleum in Damascus ", Places Online, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "apamea", Places Online, Retrieved 1-9-2019. Edited.