حكم خاتم الفضة للرجال
التختم بخاتم الفضة مباحٌ لما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- اتَّخَذَ خَاتَمًا مِن فِضَّةٍ، ونَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ، وقَالَ: إنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِن ورِقٍ، ونَقَشْتُ فيه مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ، فلا يَنْقُشَنَّ أحَدٌ علَى نَقْشِهِ)؛[١] وعند النظر في أقوال الفقهاء نجد التفصيل الآتي:[٢]
- مذهب الحنفية
ذهب الحنفية إلى القول بجواز التختم بالفضة؛ لاتخاذ النبي الكريم خاتماً من ورق، واتخاذ أبي بكر وعمر وعثمان له من بعده، وقالوا باستحباب التختم بالفضة لمن يحتاج إليه كالسلطان والقاضي، وتركه أفضل لمن لا يحتاج إليه.
- مذهب المالكية
ذهب المالكية إلى القول بجواز اتخاذ خاتمٍ من فضة للرجل بشرط اتخاذ الرجل نية الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يجوز لبس خاتم الفضة للعجب والتكبر.
- مذهب الشافعية
يُسن لبس الخاتم للرجال المصنوع من الفضة، سواءً كان الرجل مسؤولاً أو رجلاً من رجال العوام.
- مذهب الحنابلة
يجوز للرجل اتخاذ خاتمٍ من فضة، وذلك لفعل النبي الكريم، وفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وقد فصّل الفقهاء في وزن الخاتم المباح اتخاذه بالنسبة للرجال على النحو الآتي:[٣]
- الحنفية؛ خاتم الرجل من الفضة يجب ألا يزيد عن مثقالٍ واحد.
- المالكية؛ يجب ألا يزيد وزن خاتم الفضة للرجل عن وزن درهمين، فإنّ زاد حرم لبسه.
- الشافعية؛ لم يحددوا وزناً لخاتم الفضة، ويُرجع به إلى عرف وعادة أهل البلد.
- الحنابلة؛ قالوا لا بأس باتخاذ خاتم من فضة بمقدار مثقال أو أكثر؛ لأنّه لم يتم تحديد وزنه بالشرع، ويُرجع فيه لعادة الناس في ذلك الزمان.
حكم أساور وقلائد الفضة للرجال
لا يجوز للرجال لبس الأساور والقلائد من الفضة؛ وذلك استناداً على عدّة أدلة سنبيّنها فيما يأتي:[٤]
- لأنّ في ارتداء الأساور والقلائد تشبه في النساء
وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تشبه الرجال بالنساء، فثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (لعَنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).[٥]
- ورود الخصوصية بإباحة التختم بالفضة
إن ثبوت خصوصية لإباحة التختم بالفضة في السنة النبوية يُبقى حكم اتخاذ الأساور والقلائد من الفضة على حرمتها بالنسبة للرجال.
حكم خاتم الخطوبة للرجال
خاتم الخطوبة المصنوع من الفضة جائزٌ باتفاق الفقهاء؛ وذلك لاتخاذ النبي الكريم خاتماً من فضة لمصلحة شرعية ونقش عليه "محمد رسول الله"، أمّا اتخاذ الرجل خاتم ذهب للخطبة فغير جائزٍ، أمّا تختم المرأة بالذهب والفضة فجائزٌ؛ لأنّه من باب التجمل والتزين المباح للنساء.[٦]
وقد استدل العلماء على تحريم اتخاذ خاتمٍ من ذهب للرجال بما ثبت عن علي بن طالب: (أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أخَذَ حريرًا فجعَلَه في يمينِه، وأخَذَ ذهبًا فجعَلَه في شمالِه، ثم قال: إن هذين حرامٌ على ذكورِ أمتي).[٧]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5877، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 23- 24، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 27- 28، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ "حكم لبس السلاسل وأساور الفضة للرجال"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 32، جزء 90. بتصرّف.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5160، صحيح.
