محتويات
ضوابط لباس الرجل في الإسلام
معلومٌ أنّ هناك ضوابط عدّة لحجاب المرأة، ولكن قد يتساءل النّاس: ماذا عن لباس الرجل؟ والجواب -عزيزي القارئ- هو أنّ الإسلام أيضاً حدّد عدّة ضوابط في لباس الرّجل، واللباس الشرعي للرجل هو اصطلاحٌ محدث، فلا يوجد شيءٌ اسمه اللباس الشرعي، بل هي مجموعة شروط وضوابط إذا تحقّقت كان لباس الرجل جائزاً وِفق الشرع، وإليك هذه الضوابط فيما يأتي:
أن يكون ساتراً للعورة
إنّ مِن أهمّ الضوابط الشرعية في لباس الرّجل أن يكون ساتراً للعورة، وعورةُ الرّجل من السُّرّة إلى الرُّكبة، وقد تعدّدت آراء أهل العلم في إدخال السرّة والركبة ضمن العورة، فمنهم مَن قال بوجوب سترها، ومنهم مَن قال بأنّها خارجةٌ عن حدود العورة، ويندرج تحت هذا الضابط أن لا يكون اللّباس شفافاً يكشف العورة، أو ضيِّقاً يصفها ويُحدّدها.[١]
أن لا يُشبه ملابس النساء والملل الأخرى
نهى النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- عن تشبّه الرّجال بالنساء في لباسهم، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ)،[٢] ويحرم كذلك التشبه بغير المسلمين بلبس الملابس الخاصة بهم، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تشَبَّه بقَومٍ فهو منهم).[٣][٤]
أن لا يتضمّن محذوراً شرعياً
يُقصد بهذا الضابط أن لا يحتوي لباس الرّجل على أمرٍ محرَّمٍ شرعاً، ومن ذلك:[٥]
- أن لا يحتوي على الذهب والحرير
إذْ يحرم لبس الحرير والذهب للرجل، ويدلّ على ذلك ما ثبت عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذهبًا بيمينهِ، وحريرًا بشمالهِ، فقال: هذا حرامٌ على ذكورِ أُمتي).[٦]
- أن لا يكون لباس شهرة
حيث يحرم على الرّجل أن يلبس لباساً ليشتهر به بين الناس، بدليل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لبسَ ثوبَ شُهْرةٍ ألبسَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ ثَوبَ مَذلَّةٍ).[٧]
- أن لا يكون في اللّباس إسرافٌ وتبذير
قال الله -سبحانه-: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)،[٨] وأمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعدم الإسراف في اللّباس.
- أن لا يكون لباساً مسبلاً
ويُقصد بذلك أن لا يكون حدّه إلى أسفل الكعبين، لأنّ هذا مدعاةً للتكبّر والخيلاء، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإزَارِ فَفِي النَّارِ).[٩][١٠]
ما يُستحب من اللّباس للرجال
إنّ ممّا يُستحسن لبسه للرجال الثوب العربي؛ أي ما يُسمّى بالدشداشة، وذلك لأنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يحبّ هذا الثياب كثيراً، وتجتمع فيه الضوابط التي ذكرناها سابقاً، ولكن لا يعني ذلك عدم جواز لبس القميص والبنطال، بل هو ممّا انتشر في البلاد، فمتى توفّرت فيهما الضوابط السابقة جاز لبسهما دون حرج.[١١]
المراجع
- ↑ "حد اللباس الشرعي وضوابطه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4031، قال الألباني حسن صحيح.
- ↑ "ضوابط اللباس الشرعي للرجال"، الإسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "الشُروطُ والضَوابِطُ العامَّةُ للِبَاسِ الرَّجُل والمرْأة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5162، صححه الألباني.
- ↑ رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2921، حسنه الألباني.
- ↑ سورة الأعراف، آية:31
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5787، صحيح.
- ↑ "ملخص من أحكام اللباس بالنسبة الرجال"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "صِفة اللِّباس الشرعي للرجل المسلم"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2022. بتصرّف.