كل ما يتعلق بحكم لبس الأساور للرجال

كل ما يتعلق بحكم لبس الأساور للرجال
كل ما يتعلق بحكم لبس الأساور للرجال

حكم لبس الأساور للرجال

الأساور جمع إسوار، وقيل الأسورة جمع سوار؛ وهي ما يُلبس على اليد،[١]وقد أجمع العلماء على عدم جواز لبس الرجال للأساور سواءً كانت من الذهب أو الفضة أو الجلد أو القماش أو غيرها من المواد التي تُصنع منها الأساور.[٢]

وسواء قام الرجل بارتداء الأساور بنيّة التشبه بالنساء، أو التشبه بأهل الكفر، أو جرت عادة قومه على لبسها، أو أنّه لبسها من غير نية مقصودة؛[٣] ففي جميع هذه الحالات يحرم لبسها على الرجال، لأن ظاهر الأمر يُظهر التشبه بالنساء ولو لم يقصد الرجل ذلك في نيته.[٤]

ويجب التنبيه إلى أنّ حكم لبس بعض الرجال للأساور للضرورة؛ مثل لبس سوار يحمل اسمه لغايات العلاج في المستشفى، أو يحمل اسمه كجندي، أو يحمل رقم خزانته في العمل؛ جائزٌ عند العلماء.[٥]

أسباب تحريم لبس الأساور للرجال

استند الفقهاء عند دراسة مسألة حكم لباس الرجال للأساور على مجموعة من القواعد التي تَبيّن من خلالها حُرمة ارتداء الأساور للرجال؛ وهي تحريم تشبه الرجال بالنساء وأهل الكفر، وعدم الميل إلى الميوعة بالنسبة للرجال للمحافظة على رجولتهم.

تحريم تشبه الرجال بالنساء

لا يجوز للرجال لبس الأساور؛ وذلك لما فيه من تشبهٍ في النساء بزينتهن، وقد لعن النبي الكريم المتشبهون من الرجال بالنساء، فقد ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه فقال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).[٦][٣]

وثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ)؛[٧] والقاعدة في هذا الباب تنص على أنّ كل ما اختصت به النساء شرعاً أو عرفاً يحرم لبسه على الرجال، وكل ما اختص به الرجال شرعاً أو عرفاً يحرم لبسه على النساء.[٨]

وإنّ تشبه الرجال بالنساء يُعد من الكبائر التي يجب الابتعاد عنها؛ ولذلك حرّم الشارع الحكيم لبس الرجال للأساور والحُلي لما فيها من تشبه في النساء، ولم يلبس النبي الكريم وأصحابه هذه الحُلي مع أنها كانت موجودة في زمنهم.[٨]

تحريم التشبه بأهل الكفر

إنّ في لبس الأساور للرجال تشبهٌ بأهل الكفر ولباسهم؛ وقد نهى النبي الكريم الأمة الإسلامية عن التشبه بأهل الكفر والضلال فقال: (من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ مِنهم)؛[٩] والشاب المسلم له هويته المسلمة المستقلة التي يُظهرها في لباسه ويتفرد بها عن باقي الأمم والأقوام.[٨]

المحافظة على صفة الرجولة

إن لبس الرجال للأساور يتنافى مع الرجولة والشهامة، وينكره أصحاب المروءة والفضل والخير في الأمة الإسلامية؛ وذلك لأن لبس الأساور للرجال يدفع على الميوعة والتشبه بالنساء وزينتهن، وقد نصّ الفقهاء على تحريم لبسها لما فيها من تشبهٍ بالنساء وأهل الكفر، ولما لها من آثار سلبية على الرجولة والشهامة بالنسبة للرجال.[٨]

المراجع

  1. النيسابوري، إيجاز البيان عن معاني القرآن، صفحة 520، جزء 2. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الدرر البهية من الفتاوى الكويتية، صفحة 78، جزء 10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "هل يحرم على الرجال ارتداء أساور"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2022. بتصرّف.
  4. "هل يشرع لبس الرجل الأساور ولو بغير قصد التشبه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2022. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1106، جزء 20.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
  7. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4098، صحيح.
  8. ^ أ ب ت ث "حكم لبس الشاب الأساور في يده"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2022. بتصرّف.
  9. رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:437، صحيح.

فيديو ذو صلة :

36 مشاهدة