إليكَ حكم لبس الذهب للرجال والدليل على ذلك

حكم وأدلة لبس الذهب للرجال

يتحلى المؤمن بالانقياد والخضوع لأوامر الله -تعالى- ورسوله الكريم، وقد أجمع العلماء على تحريم لبس الذهب للرجال؛ ولم يثبت تحريمه في القرآن الكريم، وإنما ثبت في السنة النبوية الصحيحة عن الرسول الكريم، قال -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).[١][٢]

وقال -تعالى-: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)،[٣]وسنذكر الأدلة على تحريم لبس الذهب الثابتة في السنة النبوية فيما يأتي:

  • (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- رَأَى خَاتَمًا مِن ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقالَ: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إلى جَمْرَةٍ مِن نَارٍ فَيَجْعَلُهَا في يَدِهِ، فقِيلَ لِلرَّجُلِ بعدما ذَهَبَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْ به، قالَ: لا وَاللَّهِ، لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-).[٤]
  • (إن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أخَذَ حريرًا فجعَلَه في يمينِه، وأخَذَ ذهبا فجعَلَه في شمالِه، ثم قال: إن هذين حرامٌ على ذكورِ أمتي).[٥]
  • (حُرِّمَ لباسُ الحريرِ والذهبِ على ذكور أمتي وأُحِلَّ لإناثِهِم).[٦]

حكمة تحريم لبس الذهب للرجال

إن المؤمن يمتثل أوامر الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك عبادة لله -تعالى- وتقرباً منه، ونيل الأجر العظيم، والفوز برضا الله -تعالى- ورسوله، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)،[٧][٨] وسنذكر الحكمة من تحريم لبس الذهب للرجال فيما يأتي:[٩]

  • الابتعاد عن الخيلاء والتكبر؛ فلبس الذهب يُظهر قوة وتكبر الغني على الفقير، ويورث في قلب الرجل مجموعة من الأخلاق غير المحمودة.
  • الابتعاد عن التشبه بالنساء؛ فالنساء تحتاج لأعلى درجات الزينة والتجمل، بخلاف الرجل الذي قد يكتسب بلبسه للذهب بعض صفات النساء من الرقة وحب التجمل.

ما يستثنى من تحريم الذهب للرجال

ذكر العلماء بعض الحالات التي تستثنى من حكم تحريم الذهب للرجاء؛ وذلك استناداً على بعض النصوص والقواعد الشرعية، ومن الأمور التي استثناها العلماء من حكم تحريم لبس الرجل للذهب ما يأتي:[١٠]

  • اتخاذ أنف من ذهب

أجمع العلماء على جواز اتخاذ أنفٍ من ذهب؛ وذلك لما ثبت في السنة النبوية عندما قطع أنف عجرفة بن أسعد؛ فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- اتخاذ أنف من ذهب عندما تلف الأنف الذي اتخذه من الورق.

  • اتخاذ سن من ذهب

اتفق العلماء على جواز اتخاذ الرجل سن من الذهب عند الحاجة، أما اتخاذ الذهب للزينة والتجمل في الأسنان غير جائز.[١١]

  • اتخاذ يد أو إصبع من الذهب

ذهب العلماء إلى جواز اتخاذ يد أو إصبع من الذهب عند الحاجة الضرورية لذلك، فإن لم تكن الحاجة ضرورية لم يجز.

  • اتخاذ آلة حرب من الذهب

اتفق العلماء على جواز اتخاذ آلة للحرب من الذهب للرجال؛ وذلك ترهيباً للعدو، وإظهار القوة والعدّة في الحرب للعدو.[١٢]

المراجع

  1. سورة الحشر، آية:7
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 221. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:80
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2090، صحيح.
  5. رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5160 ، صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1720، حسن صحيح.
  7. سورة الأحزاب، آية:36
  8. محمد المسند، فتاوى إسلامية، صفحة 251. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 59. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 282- 283. بتصرّف.
  11. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 491. بتصرّف.
  12. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 116. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

46 مشاهدة