هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود؟

• ذات صلة
• ما حكم عيد الحب
• هل يجوز الجمع بين العقيقة والاضحية؟

حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود

نظمت الشريعة الإسلامية أحكام إرجاع الزوج لزوجته بعد الطلاق؛ فهو بابٌ مهمٌ من أبواب الإصلاح للحفاظ على الأسرة المسلمة، ويقصد بالرجعة: إرجاع الزوج زوجته المطلقة لعصمته من غير تجديد عقد الزواج،^[١] وتعددت آراء الفقهاء في حكم الإشهاد على الرجعة بعد الطلاق، وبيان آرائهم فيما يأتي:^[٢]

• استحباب وجود الشهود على الرجعة بعد الطلقة الأولى

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى القول باستحباب وجود الشهود على الرجعة؛ ويتم إشهاد الشهود على صيغة الرجعة، أو شهادتهم على إقرار الزوج بإرجاع زوجته، وهو قول عند الحنابلة.

واستدل الجمهور بقول الله -تعالى-: (فإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ)،^[٣] فقالوا إن الرجعة حقٌ للزوج وعدم اشتراط القبول في الرجعة يجعل الإشهاد على الرجعة غير مشروط أيضاً؛ فالرجعة لا تفتقر إلى القبول أو الإشهاد وهي من حقوق الزوج.

• وجوب وجود الشهود على الرجعة بعد الطلقة الأولى

ذهب بعض المالكية ومنهم ابن بكير، وبعض الحنابلة إلى القول بوجوب إشهاد الشهود على إرجاع الزوج لزوجته بعد الطلقة الأولى؛ واستدلوا بما استدل به جمهور الفقهاء؛ لكنهم حملوا الأمر في الآية على الوجوب وهو ظاهر الأمر في الآية.

كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى

شرع الله -تعالى- الزواج وجعله قائماً على الديمومة والمودة والرحمة؛ وقد يحدث الطلاق بين الأزواج؛ لذلك نظم الشارع الحكيم طريقة إرجاع الزوج لزوجته بعد الطلقة الأولى في فترة العدّة، أو بعد انتهاء العدّة؛ والتي سنبينها فيما يأتي:

قبل انتهاء العدة

يستطيع الزوج إرجاع زوجته خلال فترة العدّة بعد الطلقة الأولى بطريقتين؛ سنذكرهما فيما يأتي:

• القول؛ يستطيع الزوج إرجاع زوجته بالقول الصريح؛ كأن يقول: راجعت زوجتي وغيرها من الألفاظ الصريحة، ويمكن له إرجاعها بالألفاظ الكنائية مع وجود نية الإرجاع.^[٤]

• الفعل؛ يستطيع الزوج إرجاع زوجته بالوطء خلال فترة العدّة بعد الطلقة الأولى، وتعددت آراء الفقهاء في حكم اشتراط النية في الوطء عند الإرجاع من الطلاق إلى ما يأتي:^[٥]
• الحنفية: ذهبوا إلى القول بعدم اشتراط نية الإرجاع عند إرجاع الزوجة بالفعل.
• المالكية: ذهبوا إلى اشتراط نية الإرجاع مع الفعل عند إرجاع الزوجة.

بعد انتهاء العدة

يستطيع الزوج إرجاع زوجته بعد انتهاء عدتها من الطلقة الأولى؛ ويسمى هذا الطلاق بائناً بينونة صغرى؛ ويقوم بإرجاعها بعقد جديد ومهر جديد، مع اشتراط الولي والشهود والرضا، قال -تعالى-: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).^[٦][٥]

الحكمة من الرجوع بعد الطلقة الأولى

أنعم الله -تعالى- على المسلمين بنِعم كثيرة ومن بينها إمكانية إرجاع الزوج لزوجته بعد الطلاق؛ فقد يقع الطلاق في حالة غضب أو من غير تفكير بما يترتب على الطلاق من عواقب وآثار سلبية، وتتمثل الحكمة من الرجوع بعد الطلقة الأولى بما يأتي:^[٧]

• شرع الله -تعالى- الرجعة بين الزوجين رحمةً بهما.
• الرجوع بعد الطلاق نعمة كبيرة تعود على الزوجين بالإصلاح بينهما للحفاظ على الأسرة.
• الرجوع وسيلةٌ لتدارك الخطأ وإصلاحه للعودة إلى سابق العهد من المودة والمحبة بين الزوجين.

المراجع

1. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 104. بتصرّف.
2. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 47. بتصرّف.
3. ↑ سورة الطلاق، آية:2
4. ↑ "كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
5. ^ ^{أ ب} ابن رشد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، صفحة 105- 106، جزء 3. بتصرّف.
6. ↑ سورة البقرة، آية:232
7. ↑ "حكمة مشروعية الرجعة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.