تعرّف على مدة هجر الزوجة شرعاً

تعرّف على مدة هجر الزوجة شرعاً
تعرّف على مدة هجر الزوجة شرعاً

مدّة هجر الزوجة شرعاً

الأصل في حكم الهجر الحرمة؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ)،[١] وأما الحالات التي يجوز للزوج هجر زوجته فيها سنقوم ببيانها بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[٢]

هجرها في الفراش

تعددت آراء الفقهاء في المدّة المسموحة شرعاً لهجر الزوجة في الفراش؛ وسنبين آرائهم فيما يأتي:[٣]

  • القول الأول

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى القول بعدم تحديد مدّة لهجر الزوجة، ويستطيع الزوج هجر زوجته في الفراش إلى حين رجوعها عن النشوز وعودتها للطاعة بما يرضي الله -تعالى-.

واستدلوا بقول الله -تعالى-: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ)؛[٤]فلم يحدد الله -تعالى- مدّة الهجر فبقيت مطلقة إلى حين زوال السبب؛ فإذا رجعت عن نشوزها يحرم على الزوج الاستمرار بالهجر.

  • القول الثاني

ذهب المالكية إلى القول بأن مدّة الهجر للزوجة في الفراش حين تحقق السبب هي شهر كامل؛ وذلك لفعل النبي الكريم حيث إنه هجر نساءه مدّة شهر، واشترطوا أيضاً عدم إيصال مدّة الهجر إلى أربعة أشهر؛ وذلك ابتعاداً عن الإيلاء.

هجرها في الكلام

هجر الزوجة في الكلام له صورتان، ولكل صورة مدّة معينة، وسنذكرهما فيما يأتي:[٥]

  • هجر الزوجة في الكلام لحظّ الزوج نفسه

ذهب الفقهاء إلى القول بعدم جواز هجر الزوجة فوق ثلاثة أيام في هذه الحالة؛ وذلك لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يحلُّ لمؤمنٍ أن يهجرَ مؤمنًا فوقَ ثلاثٍ فإن مرَّتْ به ثلاثٌ فلْيلقَه فلْيُسلِّمْ عليه).[٦]

  • هجر الزوجة في الكلام لردعها عن المعصية

ذهب الفقهاء إلى جواز هجرها في الكلام أكثر من ثلاث أيام؛ وذلك بهدف ردعها وعودتها عن المعصية إلى طاعة الله -تعالى-، واستدلوا بهجر النبي الكريم لكعب بن مالك وصاحبيه عندما تخلفا عن المعركة لمدّة تزيد عن ثلاثة أيام.

سبب هجر الزوجة شرعاً

يحق للزوج هجر زوجته في حال تحقق سبب واحد؛ وهو النشوز؛ أيّ خروج الزوجة عن طاعة الزوج بما لا يرضي الله -تعالى-، فيحق حينئذٍ للزوج هجر زوجته في الفراش وفي الكلام إلى حين رجوعها وعودتها عن نشوزها.[٧]

وإذا رجعت الزوجة عن نشوزها لا يحق للزوج الاستمرار في الهجر؛ بل يجب عليه إيقاف الهجر فوراً؛ لقول الله -تعالى-: (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).[٨]

الضابط الشرعي في هجر الزوجة

الزواج قائم على المودة والرحمة، قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٩] وفي حال اللجوء إلى هجر الزوجة كحالةٍ استثنائية يجب توفر الضابط الشرعي.[١٠]

والضابط الشرعي ينص على أنه إذا صدر من الزوجة عدم طاعة يستلزم التأديب؛ يجب على الزوج موعظتها بالحسنى وإرشادها لكل ما فيه خير وصلاح؛ فإن لم تستجب لجأ إلى خيار هجرها في الفراش أو في الكلام؛ وذلك لتحقيق ردعها ورجوعها إلى الطريق الصحيح.[١٠]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6065، صحيح.
  2. إسماعيل شندي، أحكام هجر الزوجة في الفقه الإسلامي، صفحة 129. بتصرّف.
  3. إسماعيل شندي، أحكام هجر الزوجة في الفقه الإسلامي، صفحة 135. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:34
  5. إسماعيل شندي، أحكام هجر الزوجة في الفقه الإسلامي، صفحة 136. بتصرّف.
  6. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4912، سكت عنه وكل ما سكت عنه صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 171- 172. بتصرّف.
  8. سورة النساء، آية:34
  9. سورة الروم، آية:21
  10. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 164. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

69 مشاهدة