محتويات
الحكمة من تحريم الذهب للرجال
شرع الله -تعالى- لعباده مجموعة من الأحكام، وأمرهم بالتسليم والإذعان له ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).[١][٢]
والتسليم لأمر الله -تعالى- لنيل مرضاته في الدنيا والآخرة هي الحكمة الظاهرة لكل ما أمر شرعه الله -تعالى- على عباده، فالمسلم ينقاد لأمر الله -تعالى- سواء علم العلة من الأمر أم جهلها،[٢] وقد ذكر العلماء بعض الحِكم لتحريم الذهب على الرجال، ومنها ما يأتي:[٣]
- البعد عن الخيلاء والتكبر
أمر الله -تعالى- عباده بالتخلق بأحسن الأخلاق، وإن لبس الذهب للرجل يورث الكِبر والخيلاء في نفس صاحبه، لذلك أمر الله -سبحانه وتعالى- بالابتعاد عن الذهب للحفاظ على خلق التواضع.
- البعد عن الإسراف
إن لبس الذهب للرجل يورث حب الإسراف في قلب الرجل، ويجعل في نفسه تعالياً على من دونه في الأموال من الفقراء؛ لذلك أمر الله الرجال بالابتعاد عن لبس الذهب.
- الابتعاد عن التشبه بالنساء
أباح الله -تعالى- الذهب للنساء لحاجتهن للتزين، وقد ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).[٤]
الأدلة على تحريم الذهب للرجال
ثبت في السنة النبوية دليل تحريم لبس الذهب للرجال، وسنذكر بعض الأحاديث الدالة على تحريم لبس الذهب للرجال فيما يأتي:
- (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي)،[٥] الحديث يدل دلالة صريحة على تحريم لبس الذهب للرجال.
- (حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم)،[٦] يبين الحديث حكم تحريم لبس الذهب للرجل، ويثبت حل لبسه للمرأة.
الاستثناء من تحريم الذهب للرجال
ذكر العلماء بعض الحالات التي لا تدخل في حكم تحريم لبس الذهب للرجال، ومن هذه الحالات ما يأتي:[٧]
- اتخاذ أنف من الذهب
أجمع الفقهاء على جواز اتخاذ أنف من ذهب؛ فإنه لما قطع أنف عجرفة بن أسعد قام باتخاذ أنفٍ من ورق فأنتن، فأمره النبي الكريم باتخاذ أنفٍ من ذهب.
- اتخاذ سن من ذهب
اتفق الفقهاء على جواز اتخاذ سن من ذهب، وذهبوا إلى عدم جواز اتخاذ ذهب لزينة الأسنان فقط.
- اتخاذ يد أو أصبع من ذهب
قال جمهور العلماء بجواز اتخاذ عضو من أعضاء الجسد من الذهب بشرط تحقق الحاجة الطبية إلى ذلك.
- اتخاذ الذهب كآلة حرب
يجوز للرجل في الحرب اتخاذ جزءٍ من آلة الحرب؛ فقد ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اتخاذ مقبض للسيف من الذهب؛ وذلك لإظهار قوة وبأس المسلمين في القتال ضد الأعداء.[٨]
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب، آية:36
- ^ أ ب محمد المسند، فتاوى إسلامية، صفحة 251. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 132. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
- ↑ رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5160 ، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في صحيح الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1720، حسن صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 283. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 116. بتصرّف.