محتويات
حرية الصحافة
حرية الصحافة من أهم الحريات وأعظم حصون الحرية التي أخذت قوتها في القرن العشرين، ومع ظهور التقنيات الإعلامية الجديدة المُتعددة حصلت الصحافة وحريتها على اهتمام أكبر خلال القرن الحادي والعشرين؛ فحُرية الصحافة تعني نقل الأخبار أو تداول الرأي دون رِقابة من الحكومة، ويعود تاريخ حرية الإعلام الرسمي لعام 1791 كجزء من القوانين والحقوق التي ظهرت لحماية الحريات الفردية الصحفية وحرية الدين والتعبير.
أما عن أصول الرقابة على حرية الصِّحافة فيعود لزمن المُستعمرات البريطانية في أمريكا، فقد قام الحاكم البريطاني بفرض رِقابة على وسائل الإعلام الأمريكية القديمة بعد رفعه قضية تشهير ضد صحيفة نيويورك تايمز بحجة أنها تُهدد الأمن القومي، وكانت ولاية فيرجينيا الأمريكية أول ولاية تحمي الصِّحافة رسميًا في نص إعلان فيرجينيا للحقوق لعام 1776، ومع ظهور الأمم المُتحدة واليونيسكو ظهرت قوانين بشكل واضح ومُفصّل حول حرية الصحافة، وفي القرن العشرين الميلادي عام 1971 قدَّم المُحلل العسكري الأمريكي دانيال
إلسبرغ نُسخًا من الوثائق السرية للتدخل العسكري والسياسي في فيتنام، وعلى أثر هذه النُسخ والتسريبات دخل عالم حرية الصِّحافة منحنى جديد، ووَجَب ظهور قوانين جديدة تحمي الصحفيين والصحافة وتمنع تدخُل الحكومات في أعمالهم، وفي عام 2002 ظهرت أكبر منظمة لدعم حرية صِّحافة وهي مُنظمة مراسلون بلا حدود.[١]
وفي عام 2017 نشرت منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة بأن 13% فقط من سكان العالم يتمتعون بحرية الصحافة، وتشمل الدول التي تفتقر إلى حد كبير مفهوم حرية الصحافة أذربيجان، كوبا، غينيا، إريتريا، إيران، كوريا الشمالية، سوريا، تركمانستان وأوزبكستان، بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة 37 من أصل 199 دولة من حيث حرية الصحافة وكانت على رأس القايمة كُلًا من النرويج وهولندا والسويد.[١]
معايير حرية الصحافة
حرية الصحافة تدعمها الكثير من المنظمات أهمها الأمم المُتحدة واليونيسكو وغيرها من المُنظمات غير الحكومية التي نشأت لمجابهة محاولات التحكم بالصُحف والإعلام، ومنذ إنشاء اليونيسكو عام 1945 فقد دعت لحرية الصحافة وأصدرت الكثير من القوانين التي تجابه الحكومات وقوانينها التي تحد من حرية الإعلام والصحافة، ونُشرَت العديد من المعايير والقوانين لمنظمة اليونسكو والهيئات المُستقلة أبرزها في هذا الصدد منها:[٢]
- حرية الوصول لقاعات المحكمة وحضور جلسات المحاكمة لبعض القضايا الهامة وقضايا الرأي العام.[٣]
- السماح بوجود كاميرات الصِّحافة في قاعات المحكمة.
- السماح بنشر وثائق سرية والاطّلاع على المستندات السرية للمحاكم والحكومات.
- حرية تصوير الشرطة أثناء أدائهم لواجباتهم وأعمالهم، وهذا القانون مُقيد بشدة في كثير من دول العالم.
- مجابهة القوانين الحكومية التي تُحاكم الصِّحافة والصحفيين بحجة التشهير والقذف.
- إعفاء وسائل الإعلام من قوانين مكافحة الاحتكار.
- إصدار قانون الحفاظ على الصحف والذي يسمح لوسائل الإعلام المتنافسة بالدخول في اتفاقية تشغيل مشتركة تتقاسم من خلالها الإيرادات.
- الحق في تلقي المعلومات والأفكار بحرية.
- إصدار قانون الاتصالات السلكية واللاسلكية، وهذا القانون يتوافق مع الحريات الصحفية، ولكن يتم محاربته ومواجهته من قبل الحكومات.
- مواجهة البلاغات على الصُحف والإعلام، وفضح السلوك غير القانوني الذي ينتهك الصِّحافة ومعاييرها بالسماح للمساءلة.
هل توجد قيود على حرية الصحافة؟
منذ عام 1993 أصبح اليوم الثالث من شهر أيار اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهذا اليوم حددته الأمم المُتحدة للاحتفال بحرية الصحافة وتذكير جميع حكومات العالم بواجباتها لحماية حرية الصحافة والصحفيين في أراضيها، ومع هذا وفي كل عام تفشل الكثير من الحكومات في جميع أنحاء العالم بالوفاء بالتزاماتها، ففي عام 2019 تراجعت حريات الصحافة لأدنى مستوياتها بدلًا من أن تتقدم وفقًا لتقرير فريدم هاوس للحرية في العالم. وفي عام 2020 أصبح الدفاع عن حرية الصحافة أمرًا أكثر أهمية وسط أزمة مرض فيروس كورونا COVID-19 الذي وضع قيود كثيرة على الصحافة مع إجراءات الإغلاق العام، واستخدمت الكثير من الحكومات هذه الجائحة كذريعة لمهاجمة الصحافة والحد من أنشطتها، إذ تعرّض الصحفيون للمضايقة والاحتجاز والتغريم والسجن بسبب محاولتهم تغطية أحداث جائحة كورونا، وإصدارهم للعديد من التقارير التي تتعارض مع تقارير الحكومات وبياناتها، وفي مناطق الديمقراطيات الضعيفة تأثر الصحفيون بشكل أكبر خلال مرحلة تفشي الوباء، واستخدمت السلطات وسائل عدوانية للسيطرة وسائل الإعلام، وأصدرت المحاكم قيود لتضييق عمل الإعلام والصحافة، وزاد الضغط على وسائل الإعلام مما أدى إلى تسريح الكثير من الصحفيين وتدمير الكثير من مؤسسات الإعلام وتقييد الصحافة، لذا في عام 2020 وبدلًا من زيادة حرية الصحافة ظهرت الكثير من الدعاوي على الحكومات بهدف ضرورة وفائها بحماية حرية الصحافة خاصة في حالات الطوارئ، وعلى شعوب وحكومات العالم التحرك الآن لدحر التهديدات التي تتعرض لها وسائل الإعلام المستقلة وحريات الصحفيين.[٤]
قد يُهِمَُكَ: ما هو مؤشر حرية الصحافة؟
أخذت منظمة مراسلون بلا حدود RSF على عاتقها الدفاع عن حرية الصحافة، إذ أُنشئت هذه المُنظمة عام 2002 كأداة مُناصرة للصحافة من أجل التأثير على الحكومات التي تخشاها وتخشى تقريرها السنوي لمؤشرات حرية الصِّحافة، وهذا التقرير كان الطبعة الأولى منه عام 2002 وأصبح نقطة مرجعية تستشهد بها وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، وتستخدمه الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي لقياس مستويات حرية الصِّحافة حول العالم، إذ تعتمد المُنظمة في مقاييسها على سلامة الصحفيين واستقلال وجودة وسائل الإعلام في كل بلد ومنطقة، وتَحسِب منظمة مراسلون بلا حدود مؤشرًا عالميًا يتم الحصول عليه خلال حساب متوسط درجات جميع البلدان في المنطقة وفقًا لعدد سكانها كما قدمته الأمم المُتحدة والبنك الدولي، وفي التصنيف تُحدد درجة حرية الصِّحافة في 180 دولة، ويقترن هذا التحليل النوعي مباشرةً مع الانتهاكات وأعمال العنف ضد الصحفيين بجانب معايير التعددية، والبيئة الإعلامية والرقابة الذاتية، والشفافية، واستقلال الإعلام، والإطار التشريعي، وجودة البنية التحتية التي تدعم إنتاج الأخبار والمعلومات؛وفي هذا الإطار طورت المُنظمة استبيانًا عبر الإنترنت يركز على موضوعات الحُرية، ويُترجم الاستبيان إلى 20 لغة بما في ذلك الإنجليزية والعربية، ويُرسل للصحفيين والباحثين حول العالم ويؤخذ رأيهم في جميع البيانات والمعلومات الخاصة والمُتعلقة بالحرية، ومن هذه البيانات يَصدُر التقرير السنوي لمؤشر حرية الصِّحافة عالميًا.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Freedom of the Press", History, 7/12/2017, Retrieved 19/12/2020. Edited.
- ↑ "Freedom of Information and the Press", unesco, Retrieved 19/12/2020. Edited.
- ↑ "Topics: Freedom of the Press issues and topics", mtsu, Retrieved 19/12/2020. Edited.
- ↑ Mai Truong (2/5/2020), "Media Restrictions Today Will Harm Democracy Tomorrow", Freedom House, Retrieved 19/12/2020. Edited.
- ↑ "The World Press Freedom Index", RSF, Retrieved 19/12/2020. Edited.