تاريخ سقوط غرناطة

تاريخ سقوط غرناطة
تاريخ سقوط غرناطة

مدينة غرناطة

تقع مدينة غرناطة بمقاطعة غرناطة على سفوح جبال سييرا نيفادا من الجهة الجنوبية لمملكة إسبانيا، عند التقاء ثلاثة أنهار-داور وبيرو والشنيل-، وتُطل غرناطة على البحر الأبيض المتوسط من الجنوب، وترتفع عن سطح البحر 670 مترًا مربعًا تقريبًا، وتبلغ مساحة المدينة الإجمالية ثمانية وثمانين كيلو متر مربع، وسُميت بغرناطة بعد أن فتحها المسلمون وأقاموا فيها قلعة غرناطة، وكانت تدعى قبل ذلك إلبيرا، وتُعد غرناطة منذ العصر الأندلسي إحدى أشهر وأقدم وجهات السياحة في إسبانيا، فقد كتب الروائيون والكُتاب عن غرناطة عدة روايات ومنها سلسلة ثلاثية غرناطة الشهيرة، وتبعد غرناطة عن قرطبة نحو 172 كيلو متر، أما المسافة بين مدينة غرناطة ومدريد 420 كيلو متر، والمسافة بين غرناطة وبرشلونة 850 كيلو متر، وتبعد ملقا عن غرناطة 732 كيلو متر، وسنتحدث في هذا المقال عن تاريخ سقوط غرناطة وكيفية تسليمها وبعض المناطق السياحية فيها[١].


تاريخ سقوط غرناطة

فتح المسلمون مدينة غرناطة عام 711 م، وأسسوا فيها قلعة غرناطة، وتأتي تسمية مدينة غرناطة من أيام الحكم الإسلامي للأندلس؛ إذ ازدهرت في غرناطة الحياة الثقافية الرائعة، وأُشيدت حضارة زاهية فيها، وقد حملت غرناطة راية الإسلام لأكثر من قرنين، وتُعد غرناطة المدنية الوحيدة في الأندلس التي ظلت صامدة في وجه الإسبان، حتى جاء إليها الملكان إيزابيلا وفرديناند الخامس ووحاصروها، ثم سقطت مدينة غرناطة في 2 من ربيع الأول عام 897 هجريًا، ومُنِعَ أي مددٍ ممكن أن يأتيها من المغرب الأقصى لنجدتها وقُطِعَ أي اتصال لها بالخارج، وأتلفوا الزرع المحيط بها، حتى سقط آخر معقل للإسلام في الأندلس واستسلمت المدينة لذلك.

سلّم الخليفة محمد الثاني عشر آخر الخلفاء المسلمين في الأندلس في الثاني من يناير 1492 غرناطة للملكين الكاثوليكيين، ملك قشتالة فرديناند الثالث والملكة إيزابيلا الأولى، ومن هنا انتهى حكم المسلمين للأندلس، ووضعوا عدة شروط في المعاهدة التي أطلق عليها (مرسوم الحمراء) منها، أن يحافظ المسلمون على دينهم وممارسة عاداتهم، وأطلق على مسلمي الأندلس لقب المدجنين، وفي القرون الوسطى تحوّل إلى موديخاريس، وهم المسلمون الذين أجبروا على التنصر في أواسط القرن السادس عشر وبعدها لُقبّوا بالمسيحية من أصل مسلم أو بالموروسكين، وفي عام 1492 أجبر يهود غرناطة إما على الطرد أو الإعدام أو التحول للمسيحية، وكانت الطائفتان اليهود والإسلام تمارس شعائرها الدينية في الخفاء وفق عدة روايات تاريخية، وأهم الأحداث التي ميزت النصف الأخير من القرن الخامس عشر في التاريخ الإسباني هو سقوط غرناطة، وسقطت المدينة بعد أن ظلت تعاني حصارًا مدة 9 أشهر، وقد حاول الفرسان المسلمون بكل ما يملكوا أن يدفعوا هذه الهجمة بعزيمة لا تلين، ولكن تفاقمت محنة المسلمين وازدادت الأمور سوءًا، وفقدوا الأمل من البلاد الأخرى لنجدتهم، وفي هذا الوقت العصيب الذي كانت تمر به المدينة، أشاد سلطان غرناطة وبعض وزرائه ومن ورائه بعض القادة إلى ضرورة تسليم المدينة حفاظًا على الأرواح، ثم اختير الوزير أبو القاسم عبد الملك للتفاوض مع الملكين وكانت هذه المفاوضات سرية خشية من ثورة أهالي غرناطة، ووضعت معاهدة التسليم في 21 من محرم 897 هجريـة، وعُقِدَت معاهدة ثانية سرية مُنح فيها عبد الله ووزرائه منحًا خاصًا من الأموال، وعندما تسربت أنباء المعاهدة السرية اشتعل الناس غضبًا وعم الحزن، وخشي السلطان من انفلات الأمر من بين يديه وتفاقمت الأحوال، فسُلمت المدينة قبل الموعد المحدد بالاتفاق مع ملك قشتالة في 2 من ربيع الأول 897 هجريًا، وطويت أخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين في الأندلس واستيلاء القشتالين، وقضي على الحضارة الأندلسية الباهرة وعلومها وفنونها وآدابها[٢].


أجمل المناطق السياحية في غرناطة

تعدّ غرناطة من أشهر المدن الإسلامية التاريخية، وهي من أشهر وأهم الأماكن السياحية في إسبانيا لما تحويه من معالم إسلامية بارزة ومبانٍ مرصوفة بالحجارة، وهي من المدن الجبلية الرائعة، وتُعد غرناطة وجهة مميزة في فصل الخريف والربيع؛ لأنها تتمتع بطقس معتدل ودافئ في فصل الشتاء، وتكون الشمس مشرقة مما يمنح الزائر فرصة للتجول بحرية، ولا يُنصح بزيارتها في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحشود، كما تُعد غرناطة شاهدًا بارزًا على روعة فن العمارة في عهد الحكم الإسلامي الأندلسي ومن أشهر معالمها قصر الحمراء، وقصر جنة العريف، وحي البيازين، وكاتدرائية غرناطة، والكنيسة الملكية، ومُنتزه العلوم، ومنتزه سيرا نيفادا الوطني[٣].


المراجع

  1. "اين تقع غرناطة والمسافات بينها وبين أهم مدن اسبانيا"، www.urtrips.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  2. "سقوط غرناطة.. نزع الراية الأخيرة للإسلام في الأندلس"، www.masrawy.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  3. "10 من أبرز الأماكن السياحية في غرناطة اسبانيا"، www.ar-traveler.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :