أين تقع غرناطة

الأندلس

تقع الأندلس أقصى منطقة الجنوب الشرقي لأوروبا، في الجهة الجنوبية من دولة إسبانيا، وتحيط بها من الجهة الشمالية مناطق إكسترمادورا وقشتالة-لامانشا، ومن الشرق يحدها البحر الأبيض المتوسط ومرسية، ومن جهة الغرب يحدّها المحيط الأطلسي والبرتغال، أما الجهة الجنوبية فيحيط بها المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وجبل طارق، وبهذا فإن الأندلس هي المنطقة الوحيدة التي تشترك بسواحل على المحيط الطلسي والبحر الأبيض المتوسط معًا، وتمتد بلاد الأندلس على رقعة جغرافية مساحتها 87.268 كم مربع، أي ما يقارب 17.2% من مساحة إسبانيا الكلية، وفي إحصائيات التعداد السكاني لعام 2016 كانت هي المنطقة الأولى من حيث عدد سكانها مقارنة مع باقي مناطق إسبانيا؛ بنسبة تصل إلى حوالي 17.84% من سكان إسبانيا، إذ بلغ عدد سكان الأندلس حوالي8.388.107 نسمة، وتقسم الأندلس إلى ثماني مقاطعات؛ وهي بأسمائها العربية: إشبيلية وهي العاصمة الأندلسية، المرية، قادش، قرطبة، ولبة، خاين، ملقة، وغرناطة التي هي عنوان هذا المقال.[١]


غرناطة

كان يطلق عليها اسم إلبيرا حتى منصف القرن الثامن للميلاد، حظيت باسم مدينة غرناطة بعد أن فتح المسلمون بلاد الأندلس في عهد الأمويين عام 711 ميلادي؛ إذ أطلق المسلمون اسم غرناطة على هذه المدينة الجميلة، وفي أيام الحكم الإسلامي للأندلس، أسس المسلمون فيها قلعة غرناطة.[٢]

  • الموقع: تقع مدينة غرناطة الأندلسية على سفوح جبال سييرا نيفادا، في الجهة الجنوبية لمملكة إسبانيا، عند التقاء نهر دارو، ونهر بيرو، ونهر الشنيل، وهي على ارتفاع 738 مترًا فوق سطح البحر.
  • السكان: بلغ عدد سكان غرناطة حوالي 240.099 نسمة، وهي في المرتبة الثالثة عشر كأكبر منطقة حضرية في إسبانيا، معظم سكان غرناطة يحملون الجنسية الإسبانية، إلا أن هناك عدد من سكان غرناطة لا يحملون الجنسية الإسبانية، ونسبة كبيرة من سكان غرناطة قادمة من مناطق أمريكا الجنوبية، يعمل معظم سكانها في قطاعي الزراعة والسياحة.
  • أهم معالم مدينة غرناطة: قصر الحمراء وجنة العريف هما من أعظم الثروات الثقافية؛ كونها تجمع بين الثقافات الإسلامية والمسيحية واليهودية في مدينة غرناطة، إذ يعد قصر الحمراء عملًا معماريًا فريدًا؛ يظهر كأجمل الأعمال المعمارية التي شيّدت في عهد بنو الحمر، أما جنة العريف فهي عبارة عن حدائق محيطة بالقصر؛ تتمتع بموقع جميل وتصميم فريد، إضافة إلى تنوع نباتاتها وأزهارها ونوافيرها، ومن أهم معالمها أيضًا هي جامعة غرناطة التي تعد واحدة من بين أفضل الجامعات في البلاد.

تاريخ مدينة غرناطة

تعد غرناطة مدينة تاريخية تحظى بتاريخ عريق؛ إذ يعود تاريخها إلى فترة المستعمرات الإيبيرية-السلتية، وفي القرن الخامس قبل الميلاد، أسس الإغريق في مدينة غرناطة مستعمرة أطلقوا عليها باللاتينية اسم (Elibyrge) أو (Elybirge)، وفي ظل الحكم الروماني القديم لمنطقة إسبانيا أو هسبانيا قديمًا؛ تغير اسم المدينة إلى (Illiberis) باللاتينية، وحظيت بعملة خاصة بها، أما في العهد الإسلامي بعد فتح بلاد الأندلس، وفتح عدة مناطق في شبه جزيرة أيبيريا، أسسوا دولتهم الأندلسية، وحافظوا على الإرث الروماني فيها، مع تصليح البنى التحتية للمدينة وتوسيعها واستخدامها في الري، وأدخلوا طرق زراعية مبتكرة في الزراعة للحصول على محاصيل جيدة من الحمضيات والمشمش في مدينة غرناطة، وحظيت المدينة باهتمام خاص في ظل الحكم الإسلامي للبلاد، فأصبحت هي عاصمة الخلافة الإسلامية، وأسس اليهود مجتمع خاص بهم في أطراف المدينة؛ وكانوا اليهود يسمّون مدينة غرناطة إيبيريا، أما المسيحيون فيسمونها إلفيرا، وفي عام 711 تمكنت الجيوش الإسلامية بقيادة القائد المسلم طارق بن زياد من فتح المدينة، إلا أن المدينة لم تهدأ تمامًا، إذ شهدت بعد فترة زمنية صراعات داخلية شديدة أطاحت بالخلافة الإسلامية ودمرت المدينة عام 1010، وفي عام 1013 تولى الزيريون أو بنو زيري حكم مدينة غرناطة، وأعادوا بناءها من جديد، وأصبحت إمارة مستقلة، ومع نهاية القرن الحادي عشر للميلاد توسعت المدينة ووصلت إلى أطراف قصر الحمراء وضمت عدة أحياء جديدة منها حيّ البيازين؛ الذي يعد أحد مواقع التراث العالمي، وبقيت غرناطة في هذه الفترة تحت حكم الموحدين.[٢]


غرناطة السياحية

تُعد مدينة غرناطة من أجمل المدن السياحية في إسبانيا، التي تتمتع بجمال طبيعي خلاب، ومناخ لطيف يجذب الكثير من الزوار، إضافة إلى عدد من المتاحف والأماكن السياحية والأثرية في المدينة، ومجموعة من المباني ذات الطراز الفني الفريد من نوعه، وتضم المدينة أيضًا عددًا من الأماكن الترفيهية، والمنتزهات، ومجموعة من المطاعم والفنادق الراقية المعدة لاستقبال السياح القادمين للمدينة من كافة أنحاء العالم، ومن أبرز الأماكن السياحية في غرناطة ما يأتي:[٣]

  • فنادق غرناطة: يوجد في مدينة غرناطة عدد من أفضل الفنادق التي توفر لنزلائها من السياح إقامة مريحة وخدمة راقية متكاملة، إذ تؤمن لهم الوصول إلى أجمل الأماكن الترفيهية والمعالم الأثرية في المدينة، ومن هذه الفنادق فندق الهمبرا بالاس.
  • قصر الحمراء: يُعد قصر الحمراء من أهم الأماكن السياحية في المدينة، إذ يعد نموذجًا معماريًا فنيًا عظيمًا، يحمل تفاصيل دقيقة للعمارية الإسلامية، شيّد قصر الحمراء في بدايات القرن الثالث عشر للميلاد؛ ودامت فترة بنائه قرابة 150 سنة؛ فقد كان حصنًا منيعًا ومسكنًا ملكيًا راقيًا، إذ نقش على كل صخرة منه نقوشًا وزخرفات إسلامية فنية عريقة.
  • حي البيازين: مرّت على حيّ البيازين عدة مواقف وحضارات تاريخية عظيمة، فشهد هذا الحي حضارة بلاد الأندلس، والحضارة الإسبانية، وبقي شامخًا قرابة أكثر من مائة عام بعد سقوط الأندلس، ويعد حيّ البيازين حاليًا من أشهر الأحياء العربية المغاربية في إسبانيا وأحد أهم الأماكن السياحية في غرناطة، فقد أدرج ضمن قائمة اليونسكو في عام 1997 كأحد أهم المعالم التاريخية في المدينة.
  • كاتدرائية غرناطة: تعد هذه الكتدرائية أحد رموز الحضارة الإسبانية، فقد ضمت تنوعًا فنيًا جميلًا في أسس بنائها وتصاميمها؛ نظرًا لاختلاف الحضارات التي سيطرت عليها، وعليه فقد أصبحت من أهم الأماكن السياحية في غرناطة، التي يقصدها السياح من كل مكان.


المراجع

  1. Mervat Salam (29-10-2018)، "اين تقع الاندلس "، مقالات، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أين تقع مدينة غرناطة؟"، لحظات، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  3. "السياحة في غرناطة : اهم الاماكن السياحية في غرناطة"، tournaa، 17-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :