محتويات
كيف يتم إثبات الاصول العثمانية
قد يثيرنا الفضول في بعض الأحيان على أن نتساءل عن أصل شيء ما، أو ما هو أصل مجموعة ما من البشر، مثل السؤال عن أصل الأتراك، باعتبارهم من أهم الجماعات التي نشأت قديمًا، وتميزت ولمعت في وقتنا الحالي، فبعض كتب التاريخ ذكرت أنهم عجمًا من بلاد فارس، وذلك بسبب امتلاء لغتهم بكلمات فارسية، أما البعض الآخر فقد عدهم عربًا، وذلك بحجة اسم خلافتهم العثمانية، وتوجد الكثير من الكتب التي أقرت وأجمعت على أن أصولهم شرق أوسطية، ودليلهم على ذلك عروبتهم، واحتواء مصطلحاتهم على كلمات عربية فصيحة لا حصر لها، لكن مجموعة من الباحثين والمدققين من مختلف الجامعات العالمية في مجاليّ اللغة والتاريخ، أكدوا على مغولية الشعب التركي الشرق أوسطي، وهذا الأمر قد يفاجئ الكثير منا.[١]
حقيقة أصل الاتراك
في حقيقة الأمر إن أصل العثمانيين قبائل تركية كانت قد فرَّت من بلاد آسيا الوسطى، وذلك عندما هاجم المغول آسيا الوسطى، وجدهم هو عثمان بن أرطغرل المسلم الديانة، كان قد سكن هو ومن اتبعه في إسلامه في بلاد الأناضول، وشكّل دولة نُسبت إليه، واستقل بدولته بعدما هاجم المغول السلاجقة، وأصبح ملاذًا يلجأ إليه الكثير من المسلمين، الذين كانوا يهربون من بطش التتار وظلمهم، ويعد عثمان بن أرطغرل أول أمير اعتنق الإسلام من أمراء قومه، وانتسب إليه الكثير من الخلفاء بعد إسلامه، وهذا يدلنا على أن العثمانيين لا يرتبطون بالعصبية إنما ارتباطهم الحقيقي كان بالإسلام، وبعدما توفي عثمان بن أرطغرل رحمه الله، تولى خلفاؤه من بعده جهاد البيزنطيين، وسجل العثمانيون تقدمًا واضحًا في أوروبا، وذلك عندما فتحوا مناطق واسعة أصبحت تتبع لهم، توالت الفتوحات في أوروبا حتى فُتحت مدينة القسطنطينية على يد محمد الثاني، وسموها باسم إسلام بول وتعني إستانبول.[٢]
التخبط في معرفة أصل العثمانيين الحقيقي
في بداية ظهور الإمارة العثمانية، كان الغموض سيد الموقف في حقيقة معرفة أصول العثمانيين وانتماءاتهم العرقية، فسارع خصومهم على استغلال هذه المسألة، وطعنوا شرعيتهم، إلا أنه لم يلبث هذا الأمر إلا فترة قصيرة، فقد طرأ أمر هام على قضية الأصل العثماني، وذلك في عهد السلطان محمد الأول، فقد أرجع السلطان محمد الأول الوحدة السياسية في الدولة العثمانية، وذلك بعدما يقارب عقد من التفكك والضياع، إذ بدأت الرغبة في التأريخ وذلك مع دخول الدولة في حالة من الاستقرار، وكانت هذه أول مرة يشعر فيه العثمانيون بالاستقرار بعد دخولهم الأناضول، ولم يكن أصل العثمانيين لغزًا في الأوساط التركية فقط، بل كان الأمر مماثلًا في الأوساط البيزنطية أيضًا، والتي تفاعلت بكثرة مع العثمانيين، وقد كان للصعود العسكري القوي والكبير للعثمانيين على حساب الدولة البيزنطية سببًا في سعي العديد من المثقفين في تفسير ذلك الصعود، ففسروه على نحو ديني مسيحي، وذلك بالنظر إلى انتصارالعثمانيين على أنه عقوبة ربانية للأرثوذكس اليوناني، وفسروه أيضًا على نحو أسطوري إغريقي، وهو محاولة البيزنطيون منح آل عثمان نسبًا يتناسب مع أفقهم الثقافي.[٣]
المراجع
- ↑ "ما أصل الأتراك؟"، daily sabah، 2019-1-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-6. بتصرّف.
- ↑ أ.د.عبد الحليم عويس (2014-11-1)، "أصول الدولة العثمانية ونشأتها"، الألوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-6. بتصرّف.
- ↑ "العثمانيون أصل مجهول وأنساب ملفقة"، عثمانلي، 2019-2-17، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-6. بتصرّف.