بداية السنة الدراسية
إن بداية كل شيء ترسخ في الذاكرة ولا تنسى، تحفر أثرها فينا ولا تغيب أبدًا، فإذا جلست ذات يوم تقلب صفحات ذاكرتك ستجد أن أكثر ما يأتي لمخيلتك من ماضيك هي بداياتك في كل شيء، أول يوم في المدرسة، أول تكريم لك، أو تفوق، أول هدية، أول لقاء، أول صديق، فكل بداية تحمل في طياتها نكهة خاصة، حتى لو كانت بداية لمصاب جلل فإنها تجربة لابد قد أحدثت تغييرًا كبيرًا في الإنسان وجعلته شخصًا قويًّا، إن البدايات تحمل معها حين حضورها مشاعر كثيرة تختلط مابين دهشة وترقب وخوف وحماس، ولو تكرر الأمر فإنه لا يحمل لذة البدايات نفسها، فيتمنى أحدهم لو أنه يعيش في مرحلة البدايات فقط، دون الانتقال لما بعدها لجمال مافيها، لتبقى الدهشة بجمال ما يجري، فكل التوقعات بداية تكون وردية وتحمل بها أحاسيس مرهفة، ولا يتوقع الفرد منا أن بين طياتها نهاية سيئة أبدًا، وهذا ما دفع البعض لأن يقول أن البدايات مجرمة، لأنها تريك ذروة اللذة وتحييك بسعادة عميقة ثم بعها تبهت الألوان وتغيب الدهشة، وتتكرر الأشياء وتصبح روتينًا مملًا، ويختفي الانبهار ويبقى الواقع المختلف تمامًا عن تلك البداية، وهذا ما دفع أحدهم مرة أن يقول أنه يخاف من البدايات الجميلة لأن نهايتها دائمًا بشعة ومخيفة جدًا.[١]
استقبال بداية العام الدراسي الجديد
إن بداية السنة الدراسية تزورنا بعد عطلة صيفية طويلة، التقط بها الأهل والأبناء أنفاسهم وفرغوا طاقاتهم بالمتعة والترفيه، فبعد فسحة الوقت هذه لابد من عودة حميدة ليكمل الطلّاب مسيرتهم في تحقيق أهدافهم والوصول إلى مستقبلهم المرتقب، فكم هي سعيدة تلك اللحظات، حين يلتقي الطلاب أصحابهم وأحبابهم على مقاعد الدراسة بعد غياب طويل وكلهم شوق وحنين، وصدروهم مليئة بالأحداث والمواقف التي عاشوها في عطلتهم الصيفية، فكيف ستكون هذه البداية مع كل هذه الأشواق والأحداث إلا بداية جميلة ومدهشة ومليئة بالأحداث المبهجة.[٢]
وقبل أيام من بداية العام الدراسي الجديد يخرج الوالدين مع أبنائهم إلى المكتبات والمحلات للتجهيز والتحضير، فمن حقيبة جديدة إلى قرطاسية ودفاتر وحافظة طعام ومطرة مياه، لا يلبث الطالب أن يشم رائحتها حتى يحس بهمّة عالية لبدء العام الجديد، وتعبر مشاعر الطالب بمحطات كثيرة، فرغم المسؤوليات التي تزيد مع بدء العام الجديد، من دراسة ومتابعة وواجبات وعلاقات اجتماعية واسعة وتواصل مع المدرسين والأهل، إلا أن الطالب لا يلبث في عطلته الصيفية حتى يترقب بدء العام الجديد ليعود إلى أصحابه وضحكاتهم، ويقع على الأهل دور كبير في توجيه مشاعر أبنائهم مع بدء العام الجديد، فيعرضون لهم محفزات ومشجعات ليبذلوا جهدهم في الوصول إلى التميز؛ فالطالب المقصر أمامه عام كامل يسعى به لتحسين مستواه، والمتميز أمامه هذا العام ليحافظ على مستواه بل ويزيد من ثقافته بالأنشطة التي تنظم بالتواصل مع المدرسة كالمسابقات الثقافية والعلمية على أن لا تؤثر على تحصيله ومستواه الأكاديمي.[٢]
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1]، وفي ذلك دلالة واضحة وبيّنة على أهمية العلم في الإسلام، فكم لطالب العلم من أجر وثواب في سعيه لطلب العلم، وكم للوالدين من أجر وثواب في متابعتهم لأبنائهم والحرص على تميزهم، وكم للمعلم من أجر وثواب لبذله كل مجهوده في إيصال المعلومة للطالب وبكل السبل، فلكل منهم تحيّة كبيرة على ما يقدموه من مجهود حقيقيّ، سيؤتي أُكله في كل حين بالأجيال القادمة[٣].
المراجع
- ↑ "ما سرُّ جمال البدايات؟"، arabicpost، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "موضوع تعبير عن العام الدراسي الجديد"، yallanzaker، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "موضوع تعبير عن العام الدراسي الجديد موضوع شامل"، سوبر كايرو، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.