محتويات
الصحافة المكتوبة
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وفي داخله الفضول الكبير الذي يدفعه لأن يبحث ويتعرف على جميع ما يدور حوله، ومنذ نشأة المجتمعات البشرية كان تناقل الأخبار شفويًا عن طريق الكلام جزءًا مهمًا من الحياة اليومية للأفراد، ولم يتوقف الإنسان على تناقل الأخبار فقط،، بل سعى للبحث عن وسيلة يحفظ بها ما يقول، فاخترع الكتابة، وبدأت مرحلة جديدة ومختلفة مع ظهورها، ونشر العديد من البشر أفكارهم وكتابتهم على أوراق البردى، ثم وزعوها على الناس، وكان ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد، وظهر أول منشور يمكن تشبيهه بالصحافة الحالية قبل 60 عام قبل الميلاد، واتفاق على تسميته بأكتا ديورنا، وتعني أحداث اليوم، وكانت مهمة النسخ والكتابة آنذاك موكلة للعبيد في ذلك العصر، ونسخت أعداد كبيرة من المنشاير، وكانت توزع بعد الكتابة على الكثير من الأماكن العامة والمحلات التجارية، وكانت تكتب فيها الأحداث الحربية الهامة، وإشهار الزواج، والإعلان عن حالات الوفاة ، وكتابة مواعيد المسرحيات، والتحدث عن مجرى الأحداث الرياضية، وكانت توزع في المدينة على كل شخص يعرف القراءة والكتابة، وكانت هذه المناشير المطبوعة ترسل إلى جميع أنحاء الإمبراطورية.[١]
الصعوبات التي تواجهة الصحافة المكتوبة
واجهت الصحافة المكتوبة الكثير من الصعوبات منذ بضع سنوات، وعاشت في أزمة حقيقية تتفاقمت بمرور السنوات في العديد من الدول، وخصوصًا الدول الغربية المتقدمة، وتلتها بعد ذلك الصحافة في الدول العربية ولكن بدرجة أقل، وسبب تلك الأزمة ظهور الشبكة العنكبوتية شبكة الإنترنت، وظهور ثورة الإتصالات والمعلومات، مما أدى إلى تغير خريطة المنافسة في عالم الصحف الورقية فيما بينها إلى منافسة بين الصحف الورقية والصحف الإلكترونية، وتطورت الصحافة الإلكترونية واستحوذت على أهمية بالغة منذ بدء ظهوره في أوائل تسعينات القرن العشرين، إذ لُوحظ الميل الكبير للعادات الاستهلاكية للقُرَّاء، خاصة مع ظهور جيل جديد وهو جيل الإنترنت الذي لم يتعامل مع الصحف الورقية بنفس الحب والشغف الذي تعامله مع الصحف الإلكترونية، مفضلًا هذا النوع من الصحافة المكتوبة وذللك لسرعة نقل المعلومات والحصول عليها وسهولة التعامل معها، فقد أتاحت الصحف الإلكترونية الفرصة للمستخدم لمتابعة الأحداث لحظة وقوعها، وسهولة نقل المعلومات بالصوت والصورة معًا في الوقت الذي تحتاج فيه الصحيفة المكتوبة لأربع وعشرين ساعة لطباعة خبر، ففقدت بذلك الصحافة المكتوبة أحد أهم مؤشرات نجاح الصحيفة وهو السبق الصحفي.[٢]
خصائص الصحافة المكتوبة
فيما يأتي عدة خصائص تتميز بها الصحافة المكتوبة: [٣]
- تتيح للقارئ التحكم في وقت قراءتها، ويكمن للقارئ إعادة الإطلاع على مضامينها متى شاء.
- تتميز أخبارها بالدخول في التفاصيل وتحليلها إذا ما قورنت بالوسائل الإعلامية الأخرى مثل الإذاعة.
- تعد مرجعًا يمكن اللجوء إليه كوثيقة تاريخية للوقائع والأحداث.
- تنوع فنونها لترضي مختلف الأذواق والاتجاهات ومختلف الأعمار.
- يأخذ القارئ الحرية الكاملة في التحليل وربط الموضوعات ببعضها البعض وتصور المعاني.
نحن ملزمين بمواكبة التطورات في عصرنا الحالي والخضوع إلى واقع تأثيرات وسائل الإعلام الحديثة علينا، فبالرغم من تفوقها على الإعلام التقليدي الذي ما يزال يمتلك جماهيرًا واسعة، وما زال يتواجد أشخاص ممن يحبون قراءة الكلمة التي يعتبرونها غذاء عيونهم وعقولهم، إلا أنها أصبحت في يومنا هذا تعاني من الخطر، وذلك نتيجة غياب الصحف الورقية واحتلال الصحافة الإلكترونية مكانها، ولعل ما يحدث اليوم في الكثير من الصحف المحلية من إغلاق أو تراجع مبيعات يعد نكسة حقيقة للإعلام، حتى وإن وضعت الجريدة محتواها على الإنترنت، فإن القارئ سيطلع عليها بصورة انتقائية وسريعة وبعيدة كل البعد عن التحليل والتفكير، ولا بد لنا من تدارك أهمية السلطة الرابعة، وعلى جميع الحكومات دعم الصحافة الورقية وتشجيعها على الاستمرار.
المراجع
- ↑ سمر كرم، "أربعمائة عام على ظهور الصحافة المكتوبة"، made for mind، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-2. بتصرّف.
- ↑ المعز بن مسعود (2016-9-8)، "الصحافة الورقية العربية : صراع البقاء ورهانات الرَّقْمَنَة ؟"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-2. بتصرّف.
- ↑ د. عايدة النجار (2013-8-20)، "الخطر الذي يهدد الصحافة التقلدية"، جريدة الدستور، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-2. بتصرّف.