محتويات
تعرف على طرق تعليم طفل التوحد الكلام
بلاشك أنّ هناك العديد من الاستراتيجيّات والأساليب التي تساعد طفل التوحد على النطق والتكلّم، ولكن تختلف هذه الاستراتيجيّات من طفل إلى آخر، أي أنّه لا توجد قاعدة ثابتة للتعامل مع هؤلاء الأطفال، فكل واحدٍ منهم يستجيب بطرق مُختلفة، ولكن بجميع الأحوال تبقى الخيارات عديدة ومتاحة للجميع، دعنا نأخذ نظرة على أكثر طرق تعليم طفل التوحد النطق:[١]
- شجّعه على اللّعب والتفاعل الاجتماعي: فمن المتعارف عليه أنّ الأطفال تُحب وتُفضل التعلّم عم طريق اللعب، فهذا يساعدهم على الانخراط والتّفاعل مع باقي الأطفال، ومن الجيّد أن يكون هناك مُتسع للمرح مع الأطفال، وبالوقت نفسه مُتسعًا للعلم والمعرفة، لذا قد تكون أسلس طريقة هي تعليم هؤلاء الأطفال الغناء، وترديد الأناشيد وأغاني الأطفال، ومن المهم أن يكون التعلّم مباشرةً أمام الطفل على مستوى عينه ليتمكن من رؤيتكَ وسماعكَ، وبالتَالي تكون نتيجة التعلم للنطق أسرع وأفضل.
- قلّده: فواحدة من الأمور الفعّالة مع طفل التوحّد هي أن تقلد حركاته وتصرفاته الإيجابيّة منها، فهذا يعطيه حافزًا ليتفاعل معكَ بصورة أكبر، وبالتّالي تسهيل عملية الاستجابة لديه بتلقيه الكلمات.
- ركز على التواصل غير اللفظي: أي ركّز أكثر على لغة جسدكَ، وإيماءات وجهك، والتواصل البصري مع طفل التوحد، فهذا سيساعده على فهم هذه السلوكيّات والأفعال، ويجدر بك المبالغة في الإيماءات والتعابير اللغويّة، فهذه التصرفات يحب الطّفل أن يقلّدها، وبالتالي ستشجعه وتحفزه على التعلم أسرع.
- اعطهِ مساحة للتكلم: من المهم أن تُعطي طفل التوحد المساحة للتحدث، أو حتى التعلثم في البدايّة، إذ إنّ هذا سيساعد في عمليه تطوره وتحسن من استجاباته، واعطهِ الفرصة ليحاول إيصال فكرته حتى لو بالإشارة، وكُن مهتمًا ومترقبًا لتسمعه، واستجب معه دون تردد، فعمليّة التواصل هذه يمكن أن يشعر بها الطفل، وأن يتحسن بالاعتماد عليها.
- بسّط له اللغة: من المهم أن تختصر الجملة بكلمتين أو ثلاث، ليكون الطفل قادرًا على فهمها واستيعابها ومن ثمّ ترديدها، وكلّما كرّرت هذه الكلمات كُلّما أصبح الطفل قادرًا على تردديها وتقليدك عند الكلام.
- اتبع اهتماماته: وذلك من خلال تعليمه الكلمات وترديد ما يفعله الطفل، وكل ما يتعلق حول الشيء الذي يُبدي له اهتمامًا كبيرًا، فهذا سيساعده على التعلم بفعاليّة، لأنّه مرتبط بشيء خاص ومهم بالنسبة له، وبالتّالي سيوليها اهتماًمًا كبيرًا، لذا كُن دائمًا حريصًا على تعليمه الكلمات التي تدور حول دائرة اهتماماته.
أبرز صعوبات تعليم طفل التوحد
على الرغم أنّ ذكاء الأطفال المصابين باضطراب التوحد يتراوح ما بين متوسط إلى عالٍ، إلا أنّه ما زال يوجد صعوبات في عملية التعلّم لديهم، ويمكن أن تُعالَج هذه الصعوبات بالتدخّل المبكر من عمر الطّفل، والآن دعنا نتعرف على أبرز الصعوبات التي يواجهها طفل التوحد في التعلّم:[٢]
- ضيق التفكير: طفل التوحد بإمكانه التركيز في التفاصيل أكثر من الصورة الكبيرة المتعلقة بهذه التفاصيل، أي يمكن أن يتذكر تفاصيل قصةٍ ما بشكل حرفي، ولكنّه لا يستطيع أن يتذكر الفكرة الرئيسيّة منها، ما يجعله يواجه صعوبة في إيصال وترجمة أفكاره للآخرين.
- صعوبة تعلم اللغة وتطوّرها: فيكون هناك صراع دائم مع اللغة لطفل التوحد، إذ إن معظمهم يعانون من مشاكل تطور اللغة لديهم، أو تأخّرالكلام، ويجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه الأخيرة من العلامات الأولى التي تظهر على الطفل المُصاب بالتوحد.
- صعوبة في التواصل غير اللفظي: فعادةً طفل التوحّد يلجأ إلى التواصل غير اللفظي بدلًا من اللغوي، وهذا لأن لديه صعوبات بالتكلم والنطق، ولكن في بعض الحالات يكون من الصعب أيضًا عليه التواصل غير اللفظي، فلا يكون قادرًا على التواصل البصري، والإيماءات بالوجه والجسد، الأمر الذي يجعل لديه صعوبة شديدة بتعلّمه، والشيء الجيّد هو أنّه يوجد حل لهذه المشكلة، إذ يُمكن أن تطوّره مهاراتيًا كما اللغة.
- ضيق دائرة الاهتمامات: إذ يتميّز طفل التوحّد بتركيزه على جانب واحد فقط من مجموعة من الجوانب، مثل تركيزه على الرياضيّات، أو الموسيقى، ما يجعل من الصّعب تعليمه المجالات الأخرى التي تقع خارج دائرة اهتماماته، وقد تكون اهتماماته تتركّز على اللّعب دون النّشاطات الأخرى، ما يجعل من الصّعب تعليمه مهارات خارج إطار اللّعب الذي يصب اهتمامه عليه.
- تشتت الانتباه: إذ إنّ الطّفل المصاب بالتوحد يسهل تشتيت انتباهه وقلة تركيزه على ما يدورحوله، وهذا لأنّ أبسط الأشياء تشغل باله بسرعة، مثل الصّوت العالي، أو نسيج ملابسه، ما يجعله غير قادر على التركيز على المعلومات التي تقع خارج دائرة اهتماماته.
إليك أفضل طرق زيادة التركيز لطفل التوحد
يصعب تركيز الطّفل المصاب بالتوحد، بسبب قدرته المضاعفة -مقارنةً مع أقرانه- على سماع أضعف الأصوات وشم الروائح، ما يكوّن لديه بيانات زائدة في ذهنه لا يمكن السيطرة عليّها ولا حتى التركيز فيها، وفيما يلي أفضل الطرق التي قد تحد من تشتيت الفكر لديه وتساعده على صفاء الذهن:[٣]
- ركّز على التواصل البصري معه: إذ إنّ تعليم الطفل التواصل البصري من المهارات الهامة جدًا، فهذا يساعده على التنبه أكثر إلى الأشياء التي لا تعنيه، وعلى الرغم أنّ هذا ليس بالأمر الهيّن، ويحتاج إلى صبر ومحاولات عديدة، إلا أنّه سيجدي نفعًا بالنهايّة، فكل ما عليك فعله هو أن تكون قادرًا على تقسيم هذه العمليّة إلى أجزاء حتى يستوعبها أسرع، وعلى سبيل المثال لا الحصر: يمكنك اللجوء إلى لعبته المفضلة، والنظر إلى عينيه مباشرةً، ومن ثم التحدث إليه، فهذه العمليّة ستساعد الطفل تدريجيًّا ليكون قادرًا على التواصل البصري معكَ كما كنت تفعل أمامه.
- ساعده على الانخراط أكثر في الأنشطة: من المهم أن تُشرك طفلك في الأنشطة التي يُفضّلها، وتساعده على التفاعل مع من حوله، فهذا سيبني لديه وسائل تواصل، ويساعده على أن يكون أكثر تركيزًا، إذ إنّه سيكون قادرًا على الانتباه إلى الاشارات غير اللفظيّة عند الآخرين.
- ركّز على أنشطة محدّدة: لأنّ طفل التوحّد سريع التشتّت، يجب أن تركّز على أنشطة محدّدة لتمارسها معه يوميًّا، حتّى لا يفقد اهتمامه.
- كرّر ما يقوله وما يفعله: وهو ما أشرنا إليه في الفقرات السّابقة، إذ يجب عليكَ أن تقلّد أصوات وحركات طفلكَ، لتحظى باهتمامه، ويجعله أكثر وعيًا لما يفعله أو يقوله، فهذه الطّريقة ستجذب اهتمامه ليركّز عليكَ أكثر بداعي الفضول لمعرفة خطوتكَ التّالية.
- حفزه بالعبارات المُشجعة: من المُهم أن تُثني على أداء الطفل دائمًا، وخاصةً بالأمور التي بدأ يستجيب معها، إذ إنّ الثناء والمديح للطفل يُحفّزه أكثر على الاستجابة السريعة، لذلكَ ركّز دائمًا على الأفعال الإيجابيّة التي يفعلها وأعطه تشجيعًا مبالغًا.
قد يُهِمُّكَ: أفضل برامج تعليم أطفال التوحد
ممّا لا شكَّ فيه أنّ الطّفل المصاب بالتوحّد يعاني اضطرابات مثل ضعف المهارات اللغويّة وغير اللغويّة، ما يشكل لديه عائقًا للتواصل مع الآخرين، وللتعبير عمّا يختلج بداخله من مشاعر وأفكار، وعلى الرغم من وجود مدراس مُختصة تستطيع تسجيله فيها لتعليمه، إلا أنّه لا غنى عن بعض البرامج التي قد تُساعده على التعلم أكثر، وأحد أشهر هذه البرامج برنامج Applied Behavioral Analysis (ABA) أي تحليل السلوك التطبيقي، ويتطلب 40 ساعة أسبوعيًّا من التدريبات الفرديّة، ويعد أحد البرامج العلاجيّة المُنظمة والفعالة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا البرنامج لا يقتصر فقط بتدريسه على المدارس، بل يمكنكَ تطبيقه في المنزل مع طفلكَ المصاب بالتوحّد، وكذلكَ في العيادات وأي مكان آخر، والشيء المُلفت في هذا البرنامج قدرته على التعامل مع اختلافات كل طفل وتفهم احتياجاته واهتماماته، فهو يركّز على التغيير الهادف والفعال للطفل، ولكن يجب ألا تُعتمد هذه البرامج وحدها مع الطفل، إذ إنّه بحاجة دائمة لوجود الأهل والدعم والتدريب منهم.[٤]
المراجع
- ↑ Lauren Elder (19/3/2013), "Teaching nonverbal autistic children to talk", .autismspeaks, Retrieved 20/3/2021. Edited.
- ↑ "5 Ways Autism Can Affect Learning", appliedbehavioranalysisprograms, Retrieved 20/3/2021. Edited.
- ↑ "5 Things You Can Do to Improve Your Child with Autism’s Concentration", angelsense, Retrieved 20/3/2021. Edited.
- ↑ LEA WINERMAN (11/12/2004), "Effective education for autism", apa, Retrieved 20/3/2021. Edited.