محتويات
التوحد
يُعاني المصابون باضطراب التوحد من صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين، كما يواجه بعضهم صعوبة في فهم تصرفات الآخرين ومشاعرهم، وقد يُعانون أيضًا من القلق والانزعاج عند تعرضهم لمواقف غير مألوفة لديهم، لكن على الرغم من ذلك يرفض الخبراء وصف التوحد على أنه مرض أو اضطراب كباقي أشكال الاضطرابات النفسية أو البدنية الأخرى، ويرون أن التوحد ليس إلا طريقة أو تصورًا خاصًا لعمل الدماغ أو التفاعل مع العالم المحيط بالإنسان، لكن بالطبع يبقى المصابون بالتوحد بحاجة للدعم والرعاية طيلة فترة حياتهم تقريبًا من أجل مساعدتهم على العيش بصورة طبيعية وتكوين علاقات اجتماعية كباقي البشر، ولقد أطلق العلماء على مرض التوحد اسم "طيف التوحد" من أجل الدلالة على كثرة أو اختلاف الأعراض والمشاكل التي يُعاني منها المصابون بالتوحد[١].
الفرق بين التوحد وطيف التوحد
دأب العلماء في الماضي على مناقشة أنواع التوحد وتبيان الفروقات بينها بدقة ودون الخلط بينها، ولقد أطلقوا على أنواع التوحد أسماء مختلفة: كاضطراب التوحد، ومتلازمة اسبرجر، واضطراب الارتقاء المنتشر أو الاضطراب النمائي الشامل، أما حديثًا، فلقد أجمع العلماء على ضرورة تسمية جميع هذه الأنواع ب"اضطرابات طيف التوحد" بدلًا عن جميع هذه التسميات، لكن في الحقيقة ما زال الكثيرون يستخدمون هذه التسميات للدلالة على أنواع التوحد الفرعية أحيانًا، وبالإمكان شرح هذه التسميات على النحو الآتي[٢]:
- متلازمة اسبرجر: يُعاني المصابون بهذا النوع من طيف التوحد من حالة توحد متوسطة الشدة؛ لأنه عمليًا يبقى لديهم القدرة على إظهار بعض الذكاء وممارسة حياتهم بصورة طبيعية، لكن يبقى لديهم رغبة شديدة في التركيز على مواضيع معينة والحديث عنها دون أي انقطاع، كما قد يواجهون مشكلة في الاندماج اجتماعيًا مع الآخرين.
- اضطراب الارتقاء المنتشر:أطلق الخبراء تسمية "اضطراب الارتقاء المنتشر" على الأطفال المصابين بحالة من التوحد أكثر خطورة من متلازمة اسبرجر لكنها لا تصل إلى خطورة أو شدة ما يُعرف باضطراب التوحد.
- اضطراب التوحد: استبدل العلماء تسمية "اضطراب التوحد" ب"اضطراب طيف التوحد" للدلالة على اضطراب التوحد والأنواع الأخرى من التوحد، لكنهم كانوا يُطلقون في الماضي اسم "اضطراب التوحد" على التوحد الذي يؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة بأعراض أنواع التوحد الواردة مسبقًا لكن بمستوى أكثر شدة أو حدة.
- اضطراب الطفولة التحللي: أطلق العلماء اسم "اضطراب الطفولة التحللي" على نوعٍ نادرٍ وخطيرٍ من التوحد، وعادةً كان الأطفال المصابون بهذا النوع من التوحد ينجحون في النمو طبيعيًا في البداية، لكنهم ما يلبثوا أن يفقدوا فجأة كل مهاراتهم الاجتماعية، واللغوية، والذهنية التي اكتسبوها من قبل، بل وقد يُصاب بعضهم بالصرع أيضًا.
أسباب الإصابة بطيف التوحد
يجهل العلماء ماهية الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بطيف التوحد على الرغم من الكم الهائل من الدراسات التي أجريت لتقصي الامر، لكن بعض الباحثين باتوا يشيرون إلى وجود علاقة بين الجينات وبين الإصابة بطيف التوحد، كما أن آخرون باتوا يشيرون إلى وجود أدلة تثبت إمكانية توريث الجينات المسؤولة عن التوحد إلى الأطفال، ولقد استدل البعض على هذا الأمر من حقيقة ارتفاع نسب الإصابة بالتوحد بين التوائم، وعلى أي حال يُمكن القول بأن للبيئة دورًا محتملًا في الإصابة بطيف التوحد أيضًا، لكن الخبراء ما زالوا بحيرة من أمرهم بشأن العوامل البيئية المرتبطة بالتوحد، لكن يبقى من الثابت عدم وجود علاقة بين المطاعيم والتوحد كما يظن الكثير من الناس[٣].
علاج طيف التوحد
ينصح الأطباء بالمسارعة في تقديم العلاج للأطفال المصابين بالتوحد مباشرة بعد التشخيص ودون أي تأخير، لكن للأسف يبقى من الصعب القول بوجود علاجٍ فعال أو مثالي لعلاج التوحد؛ بسبب وجود الكثير من المشاكل التي تواجه مرضى التوحد؛ إذ قد يلجأ الأطباء إلى وصف الأدوية لعلاج العدوانية، ومشاكل الانتباه، والقلق، والاكتئاب في حال كان مريض التوحد يُعاني من هذه المشاكل، بينما قد يلجؤون إلى العلاجات السلوكية، والنفسية، وربما البرامج التعليمية الخاصة من أجل إكساب المصابين بالتوحد مهارات حياتية تُساعدهم على العيش باستقلالية وتزودهم بالمهارات اللغوية الأساسية[٤].
المراجع
- ↑ "What is autism?", National Health Service,18-4-2019، Retrieved 19-5-2019. Edited.
- ↑ Renee A. Alli, MD (12-11-2018), "What Are the Types of Autism Spectrum Disorders?"، Webmd, Retrieved 19-5-2019. Edited.
- ↑ Nancy Hammond, MD (20-11-2018), "What to know about autism"، Medical News Today, Retrieved 19-5-2019. Edited.
- ↑ "Autism Spectrum Disorder", National Institute of Mental Health (NIMH),3-2018، Retrieved 19-5-2019. Edited.