محتويات
البطيخ الأحمر
يعود أصل البطيخ الأحمر إلى المناطق الجنوبية من القارة الأفريقية، إلا أن زراعته انتشرت في وادي نهر النيل المصري وفي الصين قبل حوالي ألف عام تقريبًا، ثم انتشر بعد ذلك ليصل إلى كافة بقاع العالم، ويشتهر البطيخ بحجمه الكبير وبقشرته الخضراء الصلبة التي من النادر أن تؤكل، لذا فإن فتركيز الناس ينصب غالبًا على اللب الأحمر الداخلي للبطيخ الذي يحتوي على بذور سوداء صغيرة أيضًا، ويتواجد الماء بنسبة عالية للغاية داخل البطيخ، كما يحتوي البطيخ على مجموعة من الفيتامينات، والمواد العضوية، والألياف الغذائية، والمعادن؛ كالبوتاسيوم، وفيتامينات ب، والمغنيسيوم، والكالسيوم.
وقد أشار الخبراء إلى أن البطيخ مفيد لصحة الكلى على وجه التحديد، كما أشار آخرون إلى أنه مفيد لمنع الإصابة بالجفاف، وتنظيم ضغط الدم، والحماية من السرطان، وحفظ صحة القلب، والعينين، والوقاية من الضعف الجنسي، فضلًا عن السيطرة على مستوى السكر لدى المصابين بالسكري.[١]
فوائد البطيخ الأحمر لمرضى السكري
فعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن البطيخ الأحمر مفيدٌ لمرضى السكري، إلا أن الباحثين يرون ضرورة في حث مرضى السكري على عدم الإكثار من تناول البطيخ؛ وذلك لأن بوسع السكر الموجود في البطيخ دخول مجرى الدم بسرعة وإحداث زيادة في مستوى السكر، إذ تصل قيمة مؤشر الجلايسيمي للبطيخ إلى ما يُقارب 76؛ وهي قيمة مُرتفعة وبالتالي يُنصح الأشخاص المصابون بمرض السكري بضرورة الاعتدال في تناوله، وكذلك مُحاولة تناوُله إلى جانب الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات، والألياف الغذائية، والدهون الصحيّة؛ مثل المكسرات، والبذور التي تفيد في تعزيز الشعور بالشبع لأطول فترة ممكنة والتقليل من تأثير البطيخ على مستوى السكّر في الدم، وعمومًا، يبقى للبطيخ الأحمر فوائد كثيرة لصحة مرضى السكري، ومنها الآتي:[٢]
- احتواؤه على فيتامين أ وفيتامين ج: يُساهم فيتامين أ في تعزيز صحة القلب، والكليتين، والرئتين، والعينين، بينما يعمل فيتامين ج كمضاد للأكسدة، ويُساهم في تقوية الجهاز المناعي لمحاربة السرطانات والالتهابات، وهذا يجعل البطيخ أحد الفواكه الصحية والمفيدة لأجسام المصابين بمرض السكري.
- احتواؤه على الألياف الغذائية: تُعد الفواكه عمومًا مصدرًا غنيًا بالألياف الغذائية، ومن المعروف أن لهذه الألياف فوائد كثيرة فيما يتعلق بالصحة الهضمية وإزالة السموم من الجسم، كما تُساهم هذه الألياف في زيادة الشعور بالشبع، وهذا هو بالطبع أمرٌ مناسب لمرضى السكري.
- الوقاية من مضاعفات السكري: على الرغم من نفي الباحثين وجود ما يُثبت أن البطيخ مفيد لعلاج السكري، إلا أن البعض يشيرون إلى وجود أدلة علمية تتحدث بأن البطيخ مفيد لخفض خطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن مرض السكري؛ كأمراض القلب مثلًا؛ ويعود سبب ذلك إلى احتواء البطيخ على كمية متوسطة من مركب مضاد للأكسدة يُعرف بالليكوبين، والذي يُعد مسؤولًا عن إكساب البطيخ والطماطم للونهما الأحمر المميز.[٣]
- تعزيز الدورة الدموية والوقاية من الجفاف: يُشكل الماء ما نسبته 90% من حجم البطيخ، وهذا ما يجعل البطيخ مفيدًا للوقاية من الجفاف، كما يحتوي البطيخ على عنصري المغنيسيوم والبوتاسيوم، اللذان يُعدان مفيدان لصحة الدورة الدموية والكليتين، ويمتاز البطيخ كذلك باحتوائه على حمض أميني يُدعى بالسيترولين، والذي يُساهم في الحفاظ على ضغط الدم والوظائف الأيضية وفقًا لمراجعة علمية نشرت في عام 2018.
أضرار البطيخ الأحمر على مرضى السكري
قد لا يكون البطيخ خيارًا مثاليًا لمرضى السكري، لكن بعض المنظمات الصحية ترى أنه مفيد وآمن لهم؛ بسبب كمية الماء الكبيرة الموجودة فيه، كما أن البطيخ مشهورٌ بأنه لذيذ وذو طعم مقبول للكثير من الناس، سواء المصابين بالسكري أو الأفراد العاديين، لكن يجب في الوقت ذاته التنبيه على ضرورة الابتعاد عن تناول عصير البطيخ، والتقيد بتناول ثمرة البطيخ الكاملة؛ وذلك لأن لعصير البطيخ آثارٌ سيئة على مستوى السكر في الدم،[٤]أما فيما يتعلق بأضرار البطيخ الأخرى، فإنها تتضمن الآتي:
- الحساسية: إذ يجب الحذر عند إعطاء البطيخ للأفراد الذين يُعانون من الحساسية تجاه الطلع أو العشب، لكن تبقى الحساسية نحو البطيخ أمرًا نادر الحدوث عند معظم الناس.[٥]
- التلوث: ظهرت بعض التقارير الحديثة التي تفيد بوجود بكتيريا السالمونيلا داخل شرائح البطيخ الجاهزة، وهذا يعني ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع البطيخ والحرص دائمًا على تبريد البطيخ الجاهز قبل تناوله.[١]
- يحتوي على الفودماب "FODMAP": وهي تعرف بأنها عبارة عن كربوهيدرات قصيرة السلسلة تحتوي على الفركتوز بكميات كبيرة؛ إذ إن بعض الأشخاص لا يستطيعون هضمها، وبالتالي يمكن أن يسبّب تناول هؤلاء الأشخاص لهذه الكربوهيدرات للتعرض لحدوث بعض الاضطرابات الهضمية، مثل الغازات، والانتفاخ، وآلام المعدة، والإسهال أو الإمساك، ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الفودماب يتوجب عليهم عدم تناول البطيخ.[٦]
فواكه أخرى مفيدة لمرضى السكري
أشارت الجمعية الأمريكية للسكري إلى وجود الكثير من الفواكه التي تحتوي على فيتامينات ومعادن وألياف غذائية مفيدة لمرضى السكري، ومن بين أنواع الفواكه المفيدة التي يوصي الخبراء مرضى السكري بالتركيز على تناولها ما يلي:[٧]
- التوت والفراولة: احتل التوت والفراولة قائمة الفواكه المفيدة لمرضى السكري؛ بسبب احتوائها على الكثير من مضادات الأكسدة، والفيتامينات، والألياف الغذائية، كما أن تأثيرها على مستوى السكر في الدم هو تأثير محدود نوعًا ما.
- الكرز الحامض: يحتوي الكوب الواحد من الكرز الحامض على حوالي 78 سعرة حرارية و19 غرام من الكربوهيدرات، لكن ومع ذلك يبقى الكرز الحامض أحد الفواكه التي لا تؤثر سريعًا على مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى أن له فائدة كبيرة فيما يخص محاربة الالتهابات في الجسم، ويمتاز الكرز الحامض كذلك باحتوائه على مضادات الأكسدة المفيدة لمنع الإصابة بأمراض القلب والسرطانات.
- الخوخ: تشتهر فاكهة الخوخ برائحتها الشهية وبطعمها اللذيذ، خاصة خلال الأجواء الدافئة، كما تشتهر أيضًا باعتبارها غنية بالبوتاسيوم، وفيتامين ج، وفيتامين أ، والألياف الغذائية، ومن المعروف أن بوسع البعض إضافة الخوخ إلى الشاي البارد أو المجمد؛ لإكسابه طعمًا أكثر لذة، بل إن البعض يسعون إلى تناول الخوخ بالإضافة إلى الزنجبيل والقرفة أحيانًا.
- المشمش: يسود تناول المشمش أثناء فصل الصيف أيضًا، وتحتوي الحبة الواحدة من المشمش على 17 سعرة حرارية و4 غرامات من الكربوهيدرات، ويمكن اعتبار 4 حبات من المشمش حصة واحدة فقط، لكنها قادرة على تزويد الجسم بحوالي 50% مما يحتاجه من فيتامين أ، ويمتاز المشمش باعتباره مصدرًا غنيًا بالألياف الغذائية أيضًا.
- فواكه أخرى: يمكن إضافة الكثير من الفواكه إلى قائمة الفواكه المناسبة لمرضى السكري مثل؛ التفاح، والبرتقال، والكمثرى أو الإجاص، والكيوي، وتُعد الفواكه عمومًا مناسبة لمرضى السكري، لكن هنالك أنواع من الفواكه التي من الأنسب تجنب تناول الكثير منها؛ بسبب قدرتها على زيادة مستوى السكر في الدم بسرعة، ومن بين هذه الفواكه؛ الموز، والعنب، والمانجو، والكرز، والأناناس، كما قد يكون من الأفضل لمرضى السكري تجنب تناول الفواكه المجففة التي تحتوي على الكثير من السكر والكربوهيدرات، وقد يُصبح من الضروري كذلك الابتعاد نهائيًا عن تناول عصائر الفواكه؛ وذلك لأن هذه العصائر عادةً لا تحتوي على الكثير من الألياف الغذائية وتؤدي إلى زيادة كبيرة في مستوى السكر في الدم.[٨]
فوائد البطيخ للجسم
يتميز البطيخ باحتوائه على العديد من العناصر الغذائية التي تتمثل بالدهون، والكربوهيدرات، والبروتين، والألياف الغذائية، والسكريات، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والنحاس، والزنك، والصوديوم، والفسفور، والكالسيوم، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات مثل: فيتامين ج، والثيامين، والريبوفلافين، وحمض البانتوثنيك، والنياسين، وفيتامين ب6، وفيتامين هـ، وفيتامين ك، وفيتامين أ،[٩] لذا يوفر البطيخ العديد من الفوائد الصحية، نظرًا لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية، ولعل من أبرز هذه الفوائد نذكر ما يلي:[١٠][١١]
- المحافظة على صحة القلب: يتميز البطيخ باحتوائه على مركّب السيترولين الذي يفيد الجسم في إنتاج الأرجنين؛ الذي يؤدي بدوره إلى تصنيع أحادي أكسيد النيتروجين الذي يعمل مُرخًيا للعضلات، وبالتالي فهو يفيد في الحفاظ على ضغط الدم، وأيضًا المحافظة على الأوعية الدمويّة، وكذلك التقليل من مستوى الكولسترول الضارّ، وأيضًا من تراكُم لويحات الشرايين، بالإضافة إلى أن البطيخ يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، ونسبة قليلة من الصوديوم؛ وبالتالي فهو خيار جيّد للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
- المحافظة على ترطيب الجسم: يعرف البطيخ على أنه الخيار المناسب والصحي لري العطش في أيام الصيف الحارّة؛ وذلك بفضل احتوائه على نسبة عالية من الماء تصل إلى 92% من مكوّناته، بالإضافة إلى أنّه يُقلل من درجة حرارة الجسم، ممّا يؤدي إلى الوقاية من خطر الإصابة بضربة الشمس، وأيضًا يفيد في تزويد الجسم بالغذاء عن طريق ترطيب الخلايا، والحفاظ على توازن الماء فيها، وأيضًا تعويض الكهارل التي فُقدت بسبب التعرّق؛ وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الفاكهة يتميز بمحتواه العالي من اللوتين والزيكسانثين التي تزيد وترفع من رطوبة الجسم.
- مُكافحة العدوى: يحتوي الكوب الواحد من البطيخ على ما يقارب 39% من الكميات اليوميّة الموصى بها من فيتامين ج؛ إذ إنّه يُصنّف من مُضادات الأكسدة القويّة التي تفيد الجسم في تعزيز مقاومته للعديد من مسبّبات الأمراض، وأيضًا التقليل من الجذور الحرة المُسببة لمرض السرطان.
- تعزيز صحّة الجلد والشعر: يفيد فيتامين ج الموجود في البطيخ في تعزيز مناعة الجسم، بالإضافة إلى أنه يفيد في تعزيز إنتاج مادة الكولاجين، والمحافظة عليها؛ إذ تُعدّ هذه المادة من البروتينات الأساسيّة المتواجدة في الشعر والجلد.
- تحسين صحة الكلى: يفيد البطيخ في التقليل من تركيز حمض البول في الدم، وأيضًا التقليل من احتمالية تكوّن الحصاة الكلويّة، بالإضافة إلى الوقاية من خطر الإصابة بتلف الكبد، وذلك لأن البطيخ يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يفيد في تنقية رواسب السموم من الكلى.
المراجع
- ^ أ ب Vanessa Voltolina MS, RD (22-1-2020), "9 Amazing Health Benefits Of Watermelon"، Organic Facts, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ Natalie Butler, R.D., L.D (29-4-2019), "Can people with diabetes eat watermelon?"، Medical News Today, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ Natalie Butler, RD, LD (27-9-2016), "Can I Eat Watermelon If I Have Diabetes?"، Healthline, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ "Watermelon", Defeat Diabetes Foundation, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (18-11-2019), "Watermelon Nutrition Facts"، Very Well Fit, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ "Watermelon 101: Nutrition Facts and Health Benefits", healthline, Retrieved 2019-12-20. Edited.
- ↑ Kelly Kennedy, RD (6-9-2017), "8 Best Fruits for a Diabetes-Friendly Diet"، Everyday Health, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (10-1-2020), "What Fruit Can You Eat If You Have Diabetes?"، Very Well Health, Retrieved 27-1-2020. Edited.
- ↑ "Watermelon, raw", fdc.nal.usda, Retrieved 2019-12-20. Edited.
- ↑ "Top 7 Health Benefits of Watermelon", medindia, Retrieved 2019-12-20. Edited.
- ↑ "7 Health Benefits Of Watermelon", dovemed, Retrieved 2019-12-20. Edited.