محتويات
هل من علامات الساعة عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا؟
لقد أخبرنا الوحي السماوي وجزم لنا بعودة جزيرة العرب أنهارًا وجداول تتخللها الزهور والورود كما كانت عليه سابقًا، فروي عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عنه وسلم قال: [لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ المالُ ويَفِيضَ، حتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بزَكاةِ مالِهِ فلا يَجِدُ أحَدًا يَقْبَلُها منه، وحتَّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأَنْهارًا][١]، وبالتالي لا شكّ أن هذه العلامة من علامات الساعة، والمروج هي الأرض الواسعة المليئة بالنباتات والتي تسرح فيها الدواب لكثرة خيراتها، فكانت الجزيرة العربيّة قديمًًا أرضًا خضراء مليئة بكافة أنواع النباتات والثمار والأعشاب ودليل ذلك قول الرسول "حتى تعود".[٢]
وبحسب علماء الجيولوجيا فإن هناك قرائن وإشارات على حقبة مطيرة ستكون في الجزيرة العربية، فالمستقبل يُشير إلى عودة الغطاء النباتي والذي يرافقه فيضان الأنهار والجداول في شبه الجزيرة العربيّة، وهذه حقيقة علميّة نستمدّها من الوحي الصّادق، ولكن قد تتساءَل فيما إذا كان الحديث السابق يشير إلى عودة الجزيرة مروجًا وأنهارًا بفعل الطبيعة وحدها من نزول المطر وتغيّر المناخ أم أنّ عودة الجزيرة العربيّة كما كانت سابقًًا سيكون بسبب الجهود الزراعيّة وتدخّل الإنسان؟ والحقيقة، فقد اختلف العلماء على هذا ولكن ما لاشكّ فيه أن جزيرة العرب ستعود لما كانت عليه.[٢]
علامات الساعة في جزيرة العرب
من أهم علامات الساعة في الجزيرة العربية والتي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي:[٣]
- انحسار نهر الفرات على جبل من ذهب: ففي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [يُوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عن كَنْزٍ مِن ذَهَبٍ، فمَن حَضَرَهُ فلا يَأْخُذْ منه شيئًا][٤].
- كَثْرَةُ الرُّومِ، وقِتالُهم للمسلمينَ بعدَ الهدنة، ومن ثمَّ هزِيمتهم وَفتحُ القسطنطينية: فعن نافع بن عتبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [تغزونَ جزيرةَ العربِ فيفتحُها اللهُ ، ثم فارسَ ، فيفتحُها اللهُ ، ثم تغزونَ الرومَ ، فيفتحُها اللهُ ، ثم تغزونَ الدجَّالَ ، فيفتحُها اللهُ][٥].
- قتال اليهود: فقد أخبرنا الله تعالى عن قتال العرب لليهود في آخر الزمان وقضائهم عليهم، والذي سيكون في الجزيرة العربيّة.
- نفي المدينة لشرارها، ثم خرابها آخر الزمان: وقد دلّ على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: [يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ علَى خَيْرِ ما كَانَتْ، لا يَغْشَاهَا إلَّا العَوَافِي، يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَاعِيَانِ مِن مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ المَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا، حتَّى إذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الوَدَاعِ خَرَّا علَى وُجُوهِهِمَا][٦]
- استحلال البيت الحرامِ، وهدم الكعبة المشرّفة: ففي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [يُخرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقِتَيْنِ مِن الحبَشةِ][٧].
- خروج القحطاني: وهو من بني قحطان وسيخرج في آخر الزمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: [لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ][٨]، وقيلَ في بعض الروايات إن القحطاني سيكون رجلًا صالحًا.
مَعلومَة: متى كانت جزيرة العرب خضراء؟
أظهرت وكالات الفضاء وجود كميات كبيرة من المياه الجوفيّة في مسارات بعض المناطق في الجزيرة العربيّة قبل 5000 عام من الآن، وكانت الأمطار لا تهطل إلا بمعدّل مرّة واحدة كل 50 عامًا، ولكن كانت أمطارًا غزيرة تشكّلت على إثرها أنهارً واسعة، مما أدى إلى تشكّل نهر عملاق يخترق شبه الجزيرة العربيّة من الغرب إلى الناحية الشرقية من الكويت، وأسفرت الأمطار عن وجود كميات هائلة من المياه الجوفيّة في مسارات النهر، الأمر الذي أدى إلى اكتساء الأرض ببساط أخضر من الورود والنباتات،
وبحسب خبراء الطقس والجيولوجيين فإن انتشار المسطحات الجليديّة في الأجزاء الشماليّة يؤثر في مناخ الأرض، ويؤدي إلى زحرحة اتجاه الأمطار إلى الجنوب، فتدخل الجزيرة العربيّة والصحراء الكبرى في نطاق الرياح الغربيّة الممطرة التي تهب على أوروبا الآن، فيؤدي ذلك إلى ازدهار صحارى الجزيرة العربيّة وامتلائها بالأنهار والأودية الخصبة.[٩]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:157، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب "من أشراط الساعة .. عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد طه شعبان، "علامات الساعة التي لم تظهر بعد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2894، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2969، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1389، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1596، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7117 ، صحيح.
- ↑ حاتم سمك، "عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا"، رابطة العالم الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.