محتويات
عقوق الآباء للأبناء
قد تعتقد مخطئًا، ومستمدًّا هذا الاعتقاد من المجتمع، أنّ تربية الأطفال، وتهذيبهم من مهام الأم وحدها، ما يجعلكَ تعق أبناءك قبل أن يعقّوك بإهمالكَ لهم، فأنت تكون سعيدًا بحمل زوجتكَ بطفل من صُلبكَ، ولكنّكَ تمتنع عن مساعدتها في العناية به، أو تلعب دور الأب الحازم الذي تقتصر مهمّته في تربية الأطفال على أن يهذّبهم عن طريق القسوة، أو الضّرب والقمع، وتقييد حريّتهم، وبذلك تجعلم ينتهجون طريقة أخرى في الحياة بعيدًا عنك وعن إرشاداتك، فإن كنتَ من هذه الفئة من الآباء عليكَ أن تقرأ هذا المقال بتمعّن فهناك الكثير لنُخبركَ به.[١]
صور وعلامات تدل على أنّك أب سيّئ
إذا كانت لديكَ أنتَ أو أطفالكَ واحدة أو أكثر من العلامات التّالية، فاعلم أنّكَ أب سيّئ عليكَ تقويم نفسكَ، للفوز بقلب أطفالكَ، وتنشئتهم تنشئة صحيّة بعيدًا عن الأمراض والعقد النفسيّة:[٢]
- تُهمل تلبية متطلّبات أطفالكَ، ولكنّك في المقابل تهرع إلى تلبية متطلّباتكَ واحتياجاتكَ مهما كانت غير ثانويّة، فأنت لا تستطيع أن تتعاطف معهم بأي من أمورهم الشخصيّة، ولا تُلقي بالاً لكيفيّة تأثير هذا الأمر على نفسيّة أبنائكَ.
- يتعاملون معكَ بعدم احترام، أو بطريقة خالية من المشاعر، وهذا ليس ذنبهم، فأنت من زرعت بهم هذه السّلوكيّات بتطبيقكَ إيّاها في معاملتكَ لهم.
- لا تستطيع السّيطرة على انفعالاتكَ العاطفيّة في التّعامل مع زلّاتهم أو أخطائهم، إذ تثور كالبركان غاضبًا، ولا تحاول استيعابهم.
- تُحكم سيطرتكَ على أطفالكَ، فأنت تريد منهم أن يتصرّفوا كما تريد أنتَ، لا كما يريدون هم، إذ إنك تقمعهم عن تصرّف تجد أنّه لا يُناسبكَ أنت.
- يعاني أبناؤكَ من نوبات غضب لا يستطيعون السّيطرة عليها، أو يتصرّفون بعدوانيّة، فهم بذلك يقلّدونكَ، فعليكَ أن تراجع نفسكَ.
- أنت دائم الانتقاد لهم، ولا يُعجبكَ أي من تصرّفاتهم، وتبحث عن الأخطاء في كل ما يقولونه أو يفعلونه فقط لتنتقدهم.
- لا يستطيعون أن يحصلوا على ما يريدون منكَ بطريقة مباشرة، بل يضّطرون إمّا للكذب، أو المراوغة، أو طرح النّكات، أو حتّى البكاء وإشعاركَ بالذّنب.
- لا يستطيعون تحمّل مسؤوليّة أخطائهم، أو أي سلوك يفعلونه، ودائمًا يُلقون اللّوم عليكَ بسبب فشلهم.
- يضعون تلبية احتياجاتهم أولويّة دون الشّعور معكَ، أو التّفكير بأنّكَ لا تستطيع تحمّل قيمتها الماديّة، أو ليس لديكَ الوقت الكافي لتلبيتها، فكل ما يهمّهم هو حاجاتهم فقط.
- يُقدمون على الكثير من السّلوكيّات السيّئة مثل الألفاظ البذيئة، أو المشاجرات مع أقرانهم.
- قد تُكثِر من الاستهزاء بهم، أو نعتهم بصفات وأسماء لا يحبّونها، أو قد يكون العكس، هم من يسخرون منكَ، ويستهزئون بكَ، ويتعمّدون قول أو فعل كل ما يُزعجكَ.
- تعتدي على خصوصية أطفالك بصورة مبالغ فيها، ولا تسمح لهم بمساحة من الحريّة الشخصيّة، مثل أن تستخدم هاتفهم الخلوي أو أن تتلصص على خصوصيّاتهم، أو أن تتطفل على بريدهم الإلكتروني، أو قد تدخل عليهم غرفتهم دون استئذان.
- تُقحم أبناءَك في خلافاتكَ الزوجيّة مع شريكتكَ، وترغب منهم أن يكونوا الحكم بينكما.
- يتهرّب أبناؤكَ من قضاء الوقت معكَ، أو الحديث معكَ.
تأثير الضّرب على أطفالكَ
قد تكون من الآباء الذين يلجؤون إلى ضرب الأطفال من أجل تهذيبهم، لأنّكَ بكل بساطة يئست من الطّرق العصريّة الصّحيحة في تربية الأطفال، فآثرت الطّريق السّهل القصير على الطّريق الصّحيح، ونحب أن نسلّط الضّوء على الآثار السلبيّة لضرب الأطفال، عليك أن تعيها تمامًا لتمتنع عنها في تهذيب أطفالكَ:[٣]
- بضربكَ لطفلكَ تمنحه ترخيصًا بضرب الآخرين، فالأطفال يتعلّمون بتقليد الأبوين أكثر من التّلقين، وكأنّك تقول له بضربكَ له أنّه يستطيع أن يضرب من هم أضعف منه، أو أصغر منه سنًّا.
- تسبّب أذى عميقًا وطويل التأثير على مشاعر أطفالكَ، ما يسبّب له نظرة دونيّة لنفسه، وفقدان احترام ذاته، وثقته بنفسه.
- اعتيادكَ ضرب طفلكَ يجعله يعتاد الضّرب، فيصبح يتحداك أكثر، ويصبح أقل انصياعًا لأوامركَ.
- يؤثّر الضّرب على صحّة طفلكَ العقليّة، ويسبّب له صعوبات معرفيّة.
- ضرب الطّفل قد يسبّب له الخوف، والخجل على المدى الطّويل.
- يسبّب الضّرب في انتهاج الطّفل لسلوك عدواني عنيف، إذ يمكن استفزازه بسهولة فيثور غاضبًا بسرعة البرق، وقد يأتي أثناء نوبات الغضب بأفعال لا تُحمد عقباها، أو يندم عليها عندما يكبر.
- قد تفقد السّيطرة على أعصابكَ أثناء ضربكَ لطفلكَ، فقد يكون في مقصودكَ أن تضربه ضربًا خفيفًا لتهذيبه، ولكنّك قد تفقد السّيطرة وتضربه ضربًا مبرحًا قد يسبّب له الأذى الجسدي على المدى الطّويل.
- الضّرب يؤثّر على نظرة الطّفل لنفسه، فقد يصبح أنانيًا عندما يصل مرحلة البلوغ، أو قد ينعزل ويُظهر سلوكيّات غير اجتماعيّة.
- قد يكون سبب سمنة طفلكَ ضربكَ له؛ إذ إنه يلجأ إلى تناول الطّعام بشراهة كنوع من رد الفعل، أو بسبب ارتفاع مستويات التوتّر لديه.
- قد تكون السّبب بملء ذاكرة طفلكَ بالكثير من الذّكريات المريرة، والمؤذية باعتيادكَ ضربه، ما يجعله ينظر للحياة من منظور سوداوي أكثر من المنظور الإيجابي أو المتفائل.
قد يُهِمُّكَ
كيف تكون أبًا صالحًا؟ دائمًا هناك فرصة للتّغيير، والتغيّر نحو الأفضل، فإن لاحظتَ على نفسكَ أو أطفالكَ واحدة من العلامات السّابقة التي تدلّل على أنّك أب سيّئ، سواء بإفراط اللّين، أو إفراط القسوة، لم يفت الوقت لإصلاح شأنكَ وشأن عائلتكَ بأن تكون أبًا محبًا وداعمًا:[٤]
- حاول قضاء وقت أكثر مع أطفالكَ، وشاركهم تسليتهم، أو أحاديثهم، وكن جزءًا من حياتهم.
- كن منضبطًا في تربية أطفالكَ، من خلال مدح سلوكهم الإيجابيّ لتعزيزه، ومعاقبتهم بطريقة صحيّة، وفيها من الحب ما فيها بعيدًا عن التّعنيف اللّفظي والجسدي لتذكيرهم بعواقب أفعالهم.
- كن قدوة بأقوالكَ وأفعالكَ لأطفالكَ، بتحمّلكَ المسؤوليّة، وصدقكَ، وتواضعكَ، فالأطفال دائمًا ينظرون للأب على أنّه مثال يُحتذى به سواء على الجانب الإيجابي أو السّلبي.
- أصغِ لأطفالكَ، وامنحهم الوقت الكافي للاستماع لهم، ولمشاكلهم، وهو ما يسهّل عليهم مصارحتكَ بأي مصاعب يواجهونها في حياتهم عندما ينضجون.
- علّمهم الصّواب من الخطأ في جميع سلوكيّاتهم، وركّز على أنّ الأخطاء يجب أن يتعلّموا منها الدروس والعبر، على أن لا يكرّروها.
- لا تفوّت تناول الطّعام مع أطفالكَ، والاجتماع بهم على مائدة واحدة، فأنت بذلك تغرس فيهم التّرابط الأسري.
- حاول لفت انتباههم بعيدًا عن الإلكترونيّات التي غزت عالمهم، بالقراءة لهم بسن صغيرة، حتّى يصبحوا من الجيل المثقّف الذي يعي أهميّة القراءة التي تساهم في تنمية شخصيّتهم وتطوّرها.
- احترم زوجتكَ، وعاملها بلطف أمام أطفالكَ، وأن تعاملكَ هي بالمثل، لخلق بيئة آمنة للأطفال، ويشعرون بضرورة مبادلتكم الاحترام، والتّعامل المهذّب.
المراجع
- ↑ "The Bad Father", sateda, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "15 Signs You Have Toxic Parents", psychcentral., Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "How beating children can affect them in 10 negative ways!", wowparenting, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "How to Be a Good Father: Tips & Advice for Dads", brighthorizons, Retrieved 2020-6-25. Edited.