دور الاب في رعاية حديثي الولادة

دور الاب في رعاية حديثي الولادة
دور الاب في رعاية حديثي الولادة

دور الآباء في تربية الأبناء وأثره على حياتهم

يبدأ دور الآباء في التنشئة الاجتماعية عند دخول مرحلة الزواج؛ إذ إنّ الآباء معنيين جدًا، للقيام بدور الوالدين لتنشئة الأطفال وتربيتهم للتكيّف مع المواقف والتغييرات التي سيواجهونها في جميع مراحل الحياة، تتضمن هذه التربية أيضًا؛ تدريب الأطفال على التصرفات والسلوكيات التي تناسب أعمارهم.

أثبتت الدراسات أنّ سمات الوالدين وتصرفاتهم متشابهة جدًا مع سمات الأولاد، أيّ أنّ الآباء لهم تأثير كبير على أولادهم، فمثلًا سلوكيات الآباء السلبية في المنزل لها دور كبير في التأثير على سلوكيات الأولاد أيضًا؛ إذ ترتبط تربية الآباء لأبنائهم ارتباطًا وثيقًا في تصرفات الأبناء منذ الطفولة.[١]


مهام الأب في السنة الأولى من حياة الطفل

يُعدّ الآباء كالأمهات من خلال تأدية أدوار مختلفة في المنزل طوال حياتهم، كما أنّهم قادرين على تأدية دورهم من خلال التعامل مع أبنائهم فهم بالتأكيد مُهيئين للعناية بطفل حديث الولادة، إليك بعض الأمور التي يستطيع الأب أن يؤديها عند قدوم فرد جديد من حديثي الولادة على الأسرة:[٢]

  • مجالسة الطفل: لا يمكن اعتبار الأب جليس أطفال رئيسي طول حياته، لكن في حال إنجاب طفل آخر غير الموجودين في المنزل، قد يضطر الأب ليعتني بأحدهم، تُفضل أغلب الأمهات العناية بأبنائها الطلّاب من خلال تجهيز الفطور لهم وتوصيلهم، وتولية رعاية حديث الولادة إلى الأب، وفي بعض الأحيان قد تتبدل الأدوار، لذلك فإنّ مجالستك لطفلك في السنوات الأولى، يُعدّ من الأدوار المهمة التي يمكنك القيام بها لمساعدة زوجتك خلال تلك المرحلة.
  • حماية الطفل: هل يوجد أب لا يحب حماية طفله؟، إنّ حماية الطفل هي غريزة لدى الآباء، ولا علاقة لكون جنس المولود ذكر أو أنثى، فالأب يبقى أبٌ يُدافع، ويحمي أولاده كما يحارب قائد المعركة.
  • فهم احتياجات الطفل: من الضروري رعاية الأب لطفله، ومعرفة أوقات طعامه وغيرها الكثير، بالرغم من أنّ النساء لا يتوقعن معرفة الزوج في هذه الأمور؛ إلّا أنّ الثقة في الشريك ضرورية.
  • صنع المرح والسلام: تتعرض الأم لبكاء طفلها الشديد أو عدم نومه واستيائه لوقت طويل، عدا عن الأعمال التي تُؤديها خلال يومها، لذا عليك كأب التدخل لإلهاء الطفل، وإشعاره بالاطمئنان والسلام، يبقى هذا العمل أسهل من الإرضاع أو البقاء في المنزل أو غيره من الأعمال التي يستصعبها الرجال.


نصائح للأب بعد ولادة الطفل الرضيع

من المعروف أنّ رعاية الطفل الحديث أمر ليس بالسهل، وأنت كأب بالتأكيد عليك أخذ الاحتياطات اللازمة لمساعدة الأم في ذلك، إليك بعض النصائح التي قد تُساعد في رعاية طفلك الرضيع:[٣]

  • قم بأخذ إجازة أبوة من العمل حتى لا تتشتت في القيام بأعمالك المهنية والمنزلية، ولتسمح لنفسك برؤية طفلك بالقدر الذي تُحب.
  • ابق مع زوجتك وطفلك في المستشفى، إذا كان مسموح لك ذلك، للتناوب مع زوجتك على رعاية الطفل.
  • العب مع طفلك لتهدئه؛ إذ إنّ العديد من النساء، قد تشعر ببعض الراحة، نتيجة تولي الأب مهمة إلهاء الطفل بأساليب مختلفة.
  • قم ببعض الأعمال المنزلية التي تُشكل عبئًا أكبر من رعاية الطفل، وتحفيضه، وإطعامه.
  • ابق حنونًا مع زوجتك، وصولًا للتعافي من التعب والإرهاق.
  • ناقش مع زوجتك بعض الأمور الجديدة على كليكما، وكيفية حلها نتيجة قدوم طفل جديد على المنزل.


أسباب تجعل مساعدة الأب واجبًا

قد تحتاج الأم والأطفال إلى مساعدة الأب في المنزل، لكن ما الأسباب التي تدفع الأب للقيام بذالك؟ إليك بعضًا منها:[٤]

  • قد تتعرض الأم لعدم معرفة طريقة تدريس الأولاد في مادة معينة، لذا يقوم الأب بهذا العمل، ممّا يُؤدي إلى تقوية العلاقة، والتواصل بين الطفل والأب، عدا عن المهارات التي يتعلمها الطفل التي ستبقى معه طوال حياته.
  • مساعدتك لأبنائك في تصفيف شعرهم مثلًا، يُؤدي إلى تقوية التواصل بينك وبينهم، بالإضافة إلى شعورك بالتسلية معهم.
  • قد يصعب على الأم في توصيل الأبناء يوميًا إلى المدرسة، لذا من واجب الأب أن يُعينها على ذلك.
  • تعميق العلاقة بينك وبين أطفالك، وذلك لفهمهم أكثر، ومعرفة ما حدث معهم طوال يومهم من خلال التكلم معهم، وذلك لتعزيز التواصل بينكم كأب وابن.
  • إنّ ترتيبك لأغراض المنزل، مثل؛ أن تُرتب خزائن الأولاد مثلا، قد يشعرهم بالسعادة، عدا عن شعور الأم بالراحة، نظرًا لقيامها بكل تلك الأعمال يوميًا.
  • تعزيز الأواصر الأسرية من خلال مشاركتك وزوجتك وأولادك، تناول الطعام في المنزل دائمًا، ومساعدتها على تحضيرها، الأمر الذي يُؤدي إلى إشعار الزوجة بالراحة بعض الشيء.


أخطاء شائعة يرتكبها الوالدان مع حديثي الولادة

قد لا يكون الآباء الجدد على علم بالسلوكيات الصحيحة لرعاية الطفل حديث الولادة، وقد يتورطون في العديد من المشكلات التي تضر الطفل، إليك بعض تلك الأخطاء وكيفية حّلها:[٥]

  • سرير الطفل: يُخطئ الكثير من الآباء الجدد من خلال وضع أطفالهم في الأسرة مع العديد من الألعاب والأدوات التي باعتقادهم أنّها قد تُلهي الطفل، لكن ذلك أكبر خطأ؛ إذ تبيّن أنّه في التسعينات كان موت الأطفال الرُّضع المفاجئ كثير نتيجة لذلك، لذا الحل في هذه الحالة هو وضع طفلك وغطاءه فقط في السرير دون وضع أيّ أداة أخرى.
  • مقاعد السيارة: إذ يخطئ العديد من الآباء في عدم الاهتمام بوضع مقعد خاص للأطفال في السيارة، لذا يجب على الآباء تثبيت مقاعد السيارة الخاصة في الأطفال بالطريقة الصحيحة في حال حدوث اصطدام، يمكن للآباء الاستعانة بالأشخاص المختصين في تركيب مقاعد الأطفال الرضع في السيارات.
  • تجشئة الطفل: من الأخطاء التي يرتكبها الآباء، وضع الطفل بعد الرضاعة مباشرة في السرير، من الضروري جدًا تجشئة الطفل بعد الرضاعة لينام مرتاحًا دون وجود هواء في بطنه، وذلك من خلال وضع الطفل على صدرك، ووضع ذقنه على كتفك، والتربيت على ظهره حتى يخرج كامل الهواء ويتجشأ.
  • التغذية: من الخاطئ ترك الطفل نائمًا لساعات طويلة بين الرضعات؛ إذ يجب إطعام الطفل في الأيام الأولى كل حوالي ساعتين أو ثلاثة حتى يحصل على بعض الوزن، وبعد استشارة الطبيب، يُمكن إطعامه كل 3 أو 5 ساعات.
  • الحُمى: تُعد حمى الأطفال حديثي الولادة من الأمور الخطيرة، لذا يجب على الآباء الاتصال الفوري بطبيب الأطفال في حال حدوث هذا.


الأطفال حديثي الولادة وعوامل الخطورة التي تُهدد حياتهم

يوجدالعديد من عوامل الخطورة التي تُؤثر على الطفل سواء كانت من البيئة أو الأم أو من الطفل نفسه، إليك بعض تلك العوامل:[٦]

  • العوامل المتعلقة بحمل الأم والولادة: إنّ بعض الأمهات لم يتمتعن بالرعاية السليمة أثناء الحمل، ممّا يُؤدي إلى حدوث بعض المشكلات للطفل.
  • العوامل الديموغرافية: المتعلقة بسن الأم، والحياة الاجتماعية والاقتصادية للوالدين؛ إذ إنّ الرضع الذين لم يعيشوا مع والديهم أكثر قد يتعرضون للموت المفاجئ.
  • العوامل الوراثية: كالجينات لدى الطفل التي تُؤثر على وظائف أجهزتهم العصبية.
  • الأمراض المختلفة: كالالتهابات التنفسية، والفيروسات.
  • عوامل الأوعية الدموية والقلب: فقد تنتج لدى العديد من الأطفال اضطرابات وراثية، تنتج طفرات في أنسجة القلب، ممّا يُؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية لديهم.


الاهتمام والعناية بالطفل

أثبتت العديد من الدراسات في الآونة الأخير أنّ أعداد كبيرة من الأطفال يتوفون أثناء الولادة أو بعدها، نتيجة الأمراض والاختناق وغيرها نتيجة عدم تلقي الأمهات العناية الصحيحة، لذا يجب أن يتلقى الأطفال عند الولادة مباشرة العناية الخاصة بالتجفيف، وقطع الحبل السري، والبدء برضاعة الأم الطبيعية، بالإضافة الى تلقي العديد من الفيتامينات، مثل؛ فيتامين ك واللقاحات المختلفة؛ كلقاح التهاب الكبد B.

كما يمكن تعريض الأطفال الذين بدأوا بالتنفس الطبيعي لما يُسمى بالضغط الإيجابي مع هواء الغرفة التي تحتويه من خلال قناع منفوخ وكيس، وغيرها من أساليب الرعاية التي تضمن لهم حياة سعيدة خالية من الأمراض، وكل ذلك يكون عند ولادتهم مباشرة، لينتقلوا بعد ذلك إلى رعاية والديهم التي تنطوي على الاعتناء بصحتهم، وتعليمهم، وتربيتهم، وتقديم سبل الرعاية المختلفة لهم.[٧]


المراجع

  1. Eleanor E. Maccoby (27-4-2020), "Parenting and its Effects on Children: On Reading and Misreading Behavior GeneticsParenting and its Effects on Children: On Reading and Misreading Behavior Genetics"، annualreviews, Retrieved 1-5-2020. Edited.
  2. BY SONAL G (27-4-2020), "15 Roles Fathers Take When Taking Care of Newborns"، babygaga, Retrieved 27-4-2020. Edited.
  3. "Infant and toddler health", mayoclinic,27-4-2020، Retrieved 1-5-2020. Edited.
  4. "15 Chores Every Dad Should Have to Do", bestlifeonline,24-4-2020، Retrieved 1-5-2020. Edited.
  5. By Sandee LaMotte, (27-4-2020), "10 mistakes parents make with newborns -- and how to avoid them"، edition, Retrieved 1-5-2020. Edited.
  6. "The factors contributing to the risk of sudden infant death syndrome", ncbi.nlm.nih.gov,27-4-2020، Retrieved 1-5-2020. Edited.
  7. "Newborn care at birth", who,27-4-2020، Retrieved 1-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :